سقوط «منفذ المعارضة البحري»: ساحل السمرا بيد الجيش

samra - syria - kassab

بعد مرور شهر على اندلاع المعارك في ريف اللاذقية، بسط الجيش السوري أمس سيطرته على ساحل السمرا ومخفرها المحاذي لأراضي لواء الاسكندرون المحتل، في الوقت الذي تستمر فيه المعارك في حلب والمليحة في الغوطة الشرقية.

سيطرت القوات السورية، أمس، على مخفر قرية السمرا، وقطعت منفذها البحري على الحدود التركية، في عملية خاطفة للقوات البحرية السورية، ما أدى إلى انسحاب المسلحين باتجاه وسط القرية وشرقها. قناصو المعارضة تمركزوا في الأحراج الشرقية، بحسب مصدر ميداني، «منعاً لتقدم الجيش في عمق أراضي القرية». وأضاف المصدر لـ«الأخبار» إنّ العملية الدقيقة ترافقت مع تمهيد ناري من مدفعية الجيش بهدف إرباك المسلحين وإشغالهم في الجهة الشرقية من القرية، ما أدى إلى مقتل العشرات منهم.

وأكد أن «حلم المسلحين بمنفذ بحري على الساحل السوري سقط كلياً». وذكر المصدر أنّ «العملية ما كانت لتنجح لولا سيطرة الجيش على معظم تلال تشالما الاستراتيجية المطلّة على القرية الساحلية». وفي موازاة ذلك، أكّد مصدر عسكري أن قوات الجيش ترابط على تخوم بلدة كسب الحدودية في أقصى شمال ريف اللاذقية. وتتمركز وحدات أخرى في «برج السيرياتل» والمزرعة على أطراف البلدة، بحسب المصدر، وذلك بمحاذاة قرية النبعين التي تشهد أعنف الاشتباكات. ويضيف المصدر: «اليومان المقبلان سيشهدان أعنف الاشتباكات وأصعبها، بسبب التقدم الذي يحققه الجيش في السمرا بتغطية نارية من قمة تشالما، بالإضافة إلى التوغل على محوري النبعين وجبل النسر». ويختم بأنّ «معركة السيطرة على المرتفعات الجبلية في الساحل الشمالي للبلاد هي الأصعب، بسبب صعوبة الحركة بالنسبة للآليات العسكرية، بالإضافة إلى أهمية القمم التي تكشف تحصينات المسلحين بمحاذاة الشريط الحدودي».

وفي حلب، هزت تفجيرات الأنفاق مجدداً المدينة، واستهدفت هذه المرة «غرفة صناعة حلب»، ومبنى قديماً في منطقة السبع بحرات على تخوم المدينة القديمة، بالتزامن مع هجوم للمسلحين ترافق مع قصف صاروخي أوقع عشرات القتلى والجرحى في الأسواق القريبة من المنطقة.

وقال مصدر عسكري رسمي لـ«الأخبار» إنّ «إرهابيين شنوا هجمات على الأسواق القديمة القريبة من الجامع الأموي، بالتزامن مع تفجير أنفاق في منطقة السبع بحرات، وقصف صاروخي لأسواق التلل وبستان كل آب وشارع القوتلي والمنشية القديمة أوقع 25 قتيلاً وعشرات الجرحى».

في المقابل، أكّد مصدر معارض أن «حرب الأنفاق ستستمر على قدم وساق، وهناك المزيد من الأنفاق التي ستفجر في المدينة القديمة».

وفي منطقة جمعية الزهراء، واصلت وحدات الجيش تصديها للجماعات المسلحة التي تحاول الوصول إلى مبنى «المخابرات الجوية» باستخدام دبابات ومدرعات، حيث دارت معارك عنيفة في محيط القصر العدلي (قيد الإنشاء) وداخله لساعات عدة، قبل أن تستعيد الوحدات المدافعة عنه السيطرة على كامل مبانيه، وفق مصدر عسكري.

من جهتها، أعلن تنظيم «الجبهة الإسلامية» دمج فصائله العسكرية في مدينة حلب، متوعداً باستمرار الهجوم على مناطق السبع بحرات وباب الفرج، وفرض حصار على قلعة حلب التي ترابط فيها قوة من الجيش.

وفي سياق آخر، يستمر انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة حلب كلياً لليوم العاشر على التوالي، مع تراجع ضخّ الماء إلى شبكة مياه الشرب، نتيجة تحكم المسلحين بإحدى محطتي الضخ والتوقف عن تزويدها بالوقود.

المليحة: الجيش يباغت المسلّحين

شهدت الغوطة الشرقية، أمس، العديد من المواجهات الحامية على أكثر من محور، حقّق الجيش السوري بنتيجتها تقدّماً جديداً على جبهة المليحة. وفيما تستمر التنظيمات المسلّحة في الغوطة الشرقية بحشد قواها في بلدة المليحة، عادت أمس المواجهات إلى مدخل البلدة الغربي، بعد توقف دام أياماً اقتصرت خلالها عمليات الجيش على ضربات المدفعية الثقيلة وسلاح الجو. الجيش فاجأ المسلّحين بتقدم قواه الراجلة وتوغلها في أكثر من محور إلى داخل البلدة. وتركّزت الاشتباكات في محيط حاجز تاميكو ومعمل أسيل والجامع الكبير. وفرض الجيش خلالها سيطرة نارية في النقاط الثلاث، ليتكرّر تقريباً مشهد المواجهات في بداية العملية العسكرية التي أطلقها الجيش قبل نحو شهر. وسقط خلال تلك المواجهات عدد من المسلّحين، بحسب المصادر الميدانية، بينهم عدد من الجنسيات الشيشانية والمصرية والسعودية، من تنظيم «أبابيل حوران». فيما تمكّن سلاح الجو والمدفعية الثقيلة من الإيقاع بعدد آخر من المسلّحين، أثناء فرارهم في البساتين الشرقية للبلدة، وبعدد من المسلّحين الذين قدموا لمؤازرة جبهة المليحة من مناطق وادي عين ترما وزبدين والقاسمية والنشابية ودير العصافير، في عمق الغوطة الشرقية.

مصدر عسكري قال لـ«الأخبار»: «خلال الأيام الماضية، بذل المسلّحون جهداً استثنائياً لمنع الجيش من التقدم. وبذلك استبعدوا احتمال أن يقدم الجيش على اقتحام البلدة برّاً. نحن ارتأينا أن هذا الوضع هو الفرصة الأمثل للمباغتة، ولا سيما أن الجيش يمتلك القدرة على ذلك».

إلى ذلك، سقط أمس عدد من قذائف الهاون على دمشق، في مناطق القصاع والزبلطاني وجرمانا. وفي هذه الأخيرة، جرح 18 مواطناً؛ بينهم 7 أطفال، فيما قتل آخر وجرح 9 في القصاع والزبلطاني. إلى ذلك انفجرت عبوة ناسفة في منطقة مزة جبل، ما أدى إلى جرح 3 مدنيين. وفي مخيّم اليرموك، جنوبي دمشق، استمر أمس إدخال المساعدات الإغاثية لليوم الرابع على التوالي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.