سلسلة خواطر “أبو المجد” (الحلقة المئتان وإحدى وأربعون “241”)

موقع إنباء الإخباري ـ
بقلم: د . بهجت سليمان:

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

[سنبقى رابضينَ بِكُلِّ فَجٍ…… لتبقى الشامُ ، ذخراً للزمانِ

ويبقى سيفُنا ، أبداً ، مُعَلَّى……. ونبقى شامخينَ ، بِكُلِّ آنِ]

-1-

[ بين ” الطّرَفيّة الكولونياليّة ” الصّلبة.. و ” الطّرفيّة الكولونياليّة” الرّخوة ]

( و ” محمد بن سلمان ” .. المَلِك الوشيك! )

تطرحُ التّركيبة السّياسيّة- الاقتصاديّة في دول شرقِ المتوسط العربيّة نموذجاً عالميّاً فريداً سواءٌ بالوطنيّة و المبدئيّة أم بالعمالة و الرّذالة و الاستكانة و الرّياء.

و من المفهومِ كيف أنّ هذه الدّول في تناقضاتها العميقة فيما بينها إنّما تُمثّل الوضعَ العربيّ برمتِهِ ، لتختزلَهُ في تعضٍّ تاريخيّ يتجاوز جميع التّمايزات العربيّة، الشّعبيّة منها و الآجتماعيّة، و الرّسميّة أيضاً، من المُحيط إلى الخليج.

من الحقيقة أيضاً أنّ جميع التّوقّعات السّياسيّة و التّحليلات الإعلاميّة التي تعتني بالمنطقة و تشتغل فيها أو عليها، إنّما تبقى متخلّفةً عن الوقائع، ليسَ لغنى هذه الوقائع و تركيبها المُكثّف في منظومات سياسيّة معقّدة، فحسب، و إنّما أيضاً بسبب أنّ معظم السّاسة و المثقّفين المشتغلين بقراءة الأحداث لا يتجاوزون أن يكونوا هواةً بالقياس إلى تاريخيّة الاحتراف السّياسيّ في هذه المنطقة، سواءُ منه الوطنيّ، أو الخائن و العميل.

و يُرخي نوع و تسارع الحدث السّياسي و تفاصيله في هذه المنطقة بخصوصيّاته الطّبيعيّة المعقّدة منها و الدّاخليّة، أو بتلك الخارجيّة منها و “المصنوعة” بعنايات استرتيجيّة عالميّة، يُرخي ستائرَ و حُجَبَاً كثيفة على أدمغة النّاظرين و المهتمّين و السّاسة و المفكّرين أيضاً ، إذا لم يأخذوا بعين الاعتبار هذا الفائض المتوتّر من الحدث في المكان عندما يهمّون بالّلحاق بتسارع الحدث و تحديده و وصفه و تحليله في وقت واحد معاً.

و هذا العجز النّسبيّ ( أو المطلق ) هو من نمط السّياسة المعقّدة إلى حدّ بعيد.

لقد صار من الثّابت الآن أنّ أحداث الحرب على سورية و تداعياتها المختلفة، سوف لن يحصرها رأيٌ أو جغرافيا أو ديموغرافيا أو رغبة أو قانون. كما صار ثابتاً أن آثارها لن يحدّها قرار محلّيّ أو إقليميّ أو عالميّ. و ليس ما يتداعى و يتناهى إلى منطقة “الخليج” سوى مثالٍ مباشرٍ و حيّ.

غيرَ أنّ قراءة “الحدث الخليجيّ” العربيّ الأخير لا يكفيها اعتبارها أثراً من آثار هذه الحرب فحسب- و لو أنّه يَلزَمُها!- ما لَمْ تكنْ هذه القراءة ماثلةً في إطار فهمٍ آخرَ تاريخيّ و خصوصيّ يتعلّق بنشأة و تكوّن الممالك و الأمارات “العربيّة” النّفطيّة هناك.

تُفسّرُ الكثافة التّكوينيّة السّياسيّة لمملكة (آلِ سعود) تاريخاً نموذجياً كولونياليّاً استعماريّاً قياسيّاً صُلباً و مُنظّما ، منذ تأسيسها الحديث في عام (1932م) عندما توحّدت دويلاتها (بقايا الدّرعيّة) و (نجد) و (الحجاز) برعاية بريطانيّة كانت قد بدأت مبكّراً بإشراف (لورنس العرب) ضابط المخابرات البريطاني الشّهير صانع ما سُمّي، ضلالاً و تضليلاً، بـ “الثّورة العربيّة الكبرى” اعتباراً من عام (1916م) لتقويض بقايا “الإمبراطورية العثمانيّة” لصالح (بريطانيا) في “الحرب العالمية الأولى..

و من ثمّ لضمان قيام (إسرائيل) بالوعد الشّهير “وعد بلفور” عام (1917م). لم تنفكّ (السّعوديّة) عن تبعيّتها للغرب البريطانيّ ثمّ الأميركيّ و الإسرائيليّ، فيما بعد.

لا يستطيعُ الباحث السّياسيّ إلّا أن يُرجع نشأة ( السّعوديّة ) بانضيافٍ سياسيّ وظيفيّ مباشر لمشروع قيام دولة ( إسرائيل )، تحت رعاية بريطانيّة مشتركة لا لُبسَ فيها و لا نقاش!

هذا الأمرُ يُفسّر بالبداهة العلاقة العضويّة ما بين (إسرائيل) و (السّعوديّة)، تبعاً للنشأة التّكافليّة- التّشارطيّة الواحدة، و التي ربّما “فاجأت” بآثارها و متطلّباتها ما “شيعَ” مؤخّراً في “الإعلام” السّاذج حول علاقات مباشرة بين (السّعوديّة) و (إسرائيل)، أو أنّه قد تصنّع هذه “المفاجأة” لغرضٍ سياسيّ آخر يمكن بسهولة تعليله بالصّمت التّقليديّ عن الحقيقة جرّاء المصلحة السّياسيّة المتبادلة بين دول المنطقة أو بين الدّول العربيّة المختلفة و باقي المعنيين السّياسيين دولاً كانوا أم قوى أم أفراداً أم غير ذلك. لا يعني “الكشفُ” في لغة البيانِ “التّأسيسَ”، و إنّما يعني “الإظهارَ” و حسب!

كان من نتائج هذه العضويّة و التّعضّي التاريخيين أن تحوّلت (السّعوديّة)، بما تمثّله أيضاً من قوّة نفطيّة اقتصاديّة كولونياليّة عالميّة، إلى قلعةٍ متقدّمةٍ و راسخةٍ من قلاع الغرب الاستعماريّ البريطاني- الأميركيّ، و العالميّ، تعزّزت فيها كلّ المصالح الغربيّة- الإسرائيليّة، بحيث بات التّخلّي عنها تفويتاً قاتلاً لجملةٍ من المصالح العالميّة، و بخاصّة أيضاً بعد ما مثّلته (السّعوديّة) في معاصرتها المستمرّة في تبادل المصالح، من أهمّيّة، ليس فقط لدول الغرب الاستعماريّ، و إنّما أيضاً لدول و كتل اقتصاديّة عالميّة أخرى، و كذلك لدول إقليميّة هامّة و كبيرة ..

الأمر الذي صارت معه “حماية” السّعوديّة- و لو إلى حين- مصلحة شبه عالميّة، بل و عالميّة، يحتاج إليها الجميع بما هي مصدر أساسيّ للطّاقة في العالم و كذلك بما هي سوق استثمارٍ و بذخٍ و استهلاك على مستوى “التّبادل”الدّوليّ، بحيث أصبحت (السّعوديّة) جزءاً من منظومة اقتصاديّة- سياسيّة رأسماليّة، إمبرياليّة، شاملة على مستوى العالم المعاصر.

سنسمّي هذا النّموذج الاقتصاديّ- السّياسيّ السّعوديّ ، بالتّبعيّة القويّة و الضّروريّة لمنظومة عالميّة من المصالح المعاصرة، أو ما سنسمّيه بـ “الكولونيالية” (Colonialism) التّابعة الصّلبة ( الطّرفيّة الكولونياليّة ) التي تتقاطع مع النّموذج الاقتصاديّ العالميّ الإمبرياليّ المعاصر بشموليّته الرّاسخة (المركز الكولونياليّ).

صحيحٌ أن إمارة ( قطر )، هي الأخرى، قد نشأت كمحميّة بريطانيّة، أيضاً، في أوائل القرن العشرين، كجزء من جنوب ( العراق ) التّاريخيّ، غير أنّها لم ترتبط ، لتواضع أو ضعة حجمها و ثقلها و جغرافيّتها و كثافتها أيضاً، بالنّشأة المباشرة مع ( إسرائيل ) كما كان الأمر في “كمّيّة” الشّرطيّة و المشروطيّة “الثّقيلة” الاستعماريّة البريطانية لنشأة مملكة (آل سعود)..

وإن كانت خلال العقدين الماضيين ، قد لعبت دورا وظيفيا ، لا يستهان به في التطبيع العربي – الإسرائيلي ، النفسي والإعلامي والثقافي والإجتماعي ، و خاصة عندما أدخلت الإسرائيليين إلى كل بيت عربي ، عبر محطات ” الجزيرة ” الفضائية .

وبعد أن أدت ” قطر ” هذا الدور بنجاح أولا .. وبعد أن فشلت ، ثانيا ، في تشكيل جسر يوصل ” خوان المسلمين ” إلى الحكم، في عدد من الدول العربية ..

بات المطلوب أن تعود ضامرة وصاغرة ، إلى حجمها الطبيعي ، بحيث تدور في الفلك الصهيو/ أمريكي ، عبر الرافعة السعودية.

هذا و لو أنّ ما يجمع جميع إمارات و مشيخات و ممالك “الخليج” ( و معهم الأردنّ ، أيضاً ) ، في الظّهور و التّكوين و النّشوء، هو التأسيس الاستعماريّ الغربيّ- البريطانيّ القويّ لبيئة “عربيّة” شرطيّة- وظيفيّة محدّدة من أجل أمن و أمان دولة ( إسرائيل )، بحيث ستُشكّلُ هذه “البيئة” في المستقبل – و هي كذلك فعلاً، اليوم- وَسَطاً تاريخيّاً خصباً للعمالة “العربيّة” و “الإسلاميّة” من أجل حماية (إسرائيل) في تجنيبها نموذجاً قوميّاً عربيّاُ مواجهاً متماسكاً في المشرق العربيّ.

نستطيع، بناءً على هذا التّحليل، أن نفسّرَ طبيعة المناحرات الخليجيّة الموجَّهَة أميركيّاً و إسرائيليّاً، اليوم، بين (السّعوديّة) و حلفائها الخليجيين، من جهة، و (قطر)، من جهة أخرى.

تمثّلُ ( السّعوديّة ) ثقلاً جغرافيّاً و ديموغرافيّاً و سياسيّاً و اقتصاديّاً هامّاً بالنّسبة إلى ( أميركا ) و ( إسرائيل ) و ( الغرب )- و كذلك للشّرقِ و غيره أيضاً.. !-

تتمتّع (السّعوديّة) بموقعها الجغرافيّ الاستراتيجيّ العالميّ على مشارف المحيط الهنديّ و تخوم البحر الأحمر و “قناة السّويس”، و مواجهة لـ (إيران) جغرافيّاً (و سياسيّاً، أيضاً)على تخوم مياه “الخليج” الاستراتيجيّة، و كذلك لموقعها في جنوب (العراق) بما هو (العراق) دولة غير “مضمونة” (!) تاريخيّاً بالنّسبة لأميركا و (إسرائيل) و “الغرب”.

و من ناحية أخرى تُعدّ (السّعوديّة) سوق استهلاك عالميّ كبير و هامّ لأميركا و الغرب، إضافة إلى ما تُمثّله من بيئة استثمار غربيّة و “عالميّة” أيضاً في اتّجاهها نحو تنويع اقتصادها لمواكبة الدّول الاستهلاكيّة الكبرى، هذا إلى كونها من أكبر الدّول العالميّة المستوردة للسّلاح و الآلة العسكريّة.. !!؟

لا تحظى (قطر)- بالمقارنة مع (السّعوديّة)- بكلّ هذه الأهمّيّة و الاهتمام العالميين على رغم أنّها تنبّهت مؤخّراً إلى هذه “الأهمّيّة” فوسّعتْ من علاقاتها الاستثماريّة و التّبادليّة العالميّة؛ مع عدم نسياننا أنّ (قطر) تعتمد أساساً في اقتصادها على “الغاز المُسَال”، و هو سلعة لا تُعتبر نادرة، اليوم، في سوق المنافسات العالميّة المكافئة (أو شبه المكافئة)؛ في الوقت الذي تبدو فيه أهمّيّة “النّفط” (البترول) تزداد،هذه الّلحظة، تبعاً لانحدارِ الخط البيانيّ العالميّ لكمّيّة الثروة النّفطيّة العالميّة ، و تناقص احتياطيّ هذه السّلعة (البترول) في الجيولوجيا العالميّة.

إذاً سنسمّي النّموذج الاقتصاديّ- السّياسيّ “القَطَريّ” بـ “الطّرفيّة” الكولونياليّة التّبعيّة “الرّخوة” في المنظومة الإمبرياليّة العالميّة، مقارنة مع “الطّرفيّة” الكولونياليّة “الصّلبة” في المنظومة الإمبرياليّة العالميّة، كما وجدناها مع النّموذج “السّعوديّ”.

نحنُ على هذا سنبني تفسيرنا للتّضحية الإمبرياليّة (الأميركيّة- الغربيّة- الإسرائيليّة)،الجزئيّة، بالكتلة “الكولونياليّة” الرّخوة (قَطَر)، دون “التّضحية” الإمبرياليّة السّياسيّة بالكتلة “الكولونياليّة” الصّلبة و المتمثّلة بالسّعوديّة.

نستطيع أن نضيفَ أيضاً أنّ المردود الإمبرياليّ الماليّ- الاقتصاديّ الحاليّ كعائدٍ استراتيجيّ أميركيّ من (السّعوديّة) يمكن- و هو كذلك فعلاً- أن يكون أكبر كمّاً بكثير ممّا هو يمكن أن يشكّله “العائدُ” الأميركيّ من (قَطَر).

طبعاً لا نتحدّث عن الكتلة الماليّة القياسيّة المباشرة و حسب، بل ينصرفُ حديثنا على “الاستراتيجيّات” النّفعيّة الاقتصاديّة و السّياسيّة و الاستثماريّة و الجغرافيّة الأميركيّة التي تجنيها (أميركا)، و سوف تجنيها في المستقبل القريب، من (السّعوديّة)، بالمقارنة مع ما تجنيه أميركا، حتّى اليوم، و بما سوف تجنيه- بكلّ تأكيدٍ- مستقبلاً، أيضاً، من أمارة (قَطَر).

كلّ ما في الأمر أنّ الأولويّات المُلحّة تتطلّب من (أميركا) أن تأخذ هذا الدّور “الخادع” و المُضلّل في صناعة و تأجيج و استثمار الخلاف السّعوديّ- القطريّ، مع ما يُمكن أن توظّفه فيه (أميركا) إقليميّاً، سياسيّاً و إعلاميّاً، للخروج من فشلها الذّريع في ما يُسمّى، اليومَ، نفاقاً، “محاربة الإرهاب العالميّ” الذي ترجّحَ أن تكون “شمّاعته” الإسلاميّة- العالميّة دويلة (قطر).. !!؟

لا يظنَّ مشتغلٌ في السّياسة، من قائدٍ أو مفكّرٍ أو زعيمٍ أو مثقّفٍ أو مُحلّلٍ أو موظّف.. ، أنّ ما يجري، اليومَ، من شغبٍ سياسيّ في “الخليج” و في العالم، هو كما يبدو، فعلاً، على ما هو عليه!

الأمرُ أعقد و أبسط من هذا و ذلك بكثيرٍ و بكثير. قلنا مرّة على هذه الصّفحة إنّ المشتغلين في السّياسة العالميّة ليسوا عباقرة زمانهم و ليسوا، أيضاً، عباقرة كلّ الأزمنة.كلّ ما في الأمر أنّ السّذّجَ من المشتغلين في السّياسة يتّبعون و يَتْبعون الإعلام في هبوبه المختلط هنا و هناك!

و في هذه المناسبة، فقط، يُمكننا أن نقولَ شيئاً أو أكثرَ على هذا الانقلاب التي تشهده (السّعوديّة)، اليومَ، في تنصيب و “مبايعة” (محمد بن سَلمان)- ابن الملك السّعوديّ- كوليّ مباشَر للعهد، و كمَلِكٍ متوّجٍ قريباً، و ما يستتبعه هذا الأمر من مشاهد و مواقف و تحوّلات.

في خضمّ الهجوم الخليجيّ- الأميركيّ- الغربيّ على (قطَر) يجري تتويج “وليّ العهد” السّعوديّ (الشّابّ) على مقدّرات مستقبل شعبِ السّعوديّة و ممتلكاتها الاقتصاديّة منها و السّياسيّة. هذا أمرٌ مترابط المناسبات على غير ما يمكن للكثيرين فهمه.

مع صمود (سورية)- بجيشها و قائدها و شعبها.. !!- و انحراف الحرب على سورية، القهريّ، بأهدافها الدّاخليّة و العالميّة، و مع فشل جميع المخطّطات السّعوديّة- القَطَرَية (و داعميها في الظّلّ و الظّلام.. ممّن تربطهم مع السّعوديّة أو مع قطر علاقاتٌ عقائديّة و سياسيّة ساذجة و غبيّة يجمعها “العقدة السّوريّة”… !!!؟)..

و مع يأسِ المُشغّلين و المأجورين و المرتزقة و ” الطّامحين ” (!)؛ حان الوقت، إذاً، للانتقالِ إلى ” الخطّة ” : ب! ..

نحنُ هكذا نفهم ما قيل أو ما لَم يُقَل على ” الخطّة : ب “. صار من الضّروريّ الالتفاف و تغيير المواقع و المواضع ، و لو كلّف كلّ هذا أو ذلك ، الكثير من الفضائح السّياسيّة التي أظهرتها – و ربّما ستُظهرها، أيضاً في المستقبل- ” تمثيليّة ” الخلاف السّعوديّ – القطريّ ، هذه المهزلة الجَادّة جدا !!.

تعرّت (حماس) – كمشروع فلسطينيّ كاذب – كما تعرّت معها معظم ” الأيديولوجيّات ” الدّينيّة الرّاديكاليّة في ” المنطقة ” و الإقليم.

انهارت الطّموحات و الآفاق ” التّركيّة – العثمانيّة “- الإسلاميّة. الْتَوَتْ صيغة التّحالفات ” الإسلامويّة “- السّياسيّة، و انهارت أحلام ” الإمبراطوريّات ” الدّينيّة.

دفع الشّباب العربيّ الإسلاميّ الأحمق أثماناً باهظة في قتله و موته المجانيّ. كما في الوقت نفسه ارتقت أرواح شهداء الحقّ في كلّ مكان في سورية و في المنطقة و في العالَم.

ظهرت ( قطر ) كدويلة ، ضِفدع، عندما رغبتْ أن تكون بقَرة! .. ( قطَر ) أخذت حجماً مزيّفاً و ” طَموحاً “، أيضاً، في خصوصيّاتها التّحالفيّة نصف ” السّريّة ” مع ” أطرافٍ ” إقليميّة ، باستقلالٍ عن ” الرّغبات ” الاستراتيجيّة السّعوديّة!

و في المقابل قدّمت (السّعوديّة) نفسها، من جديد، أمام ( ترامْب ) و ( نتنياهو ) [ الذي ستموّل حملته الانتخابيّة قريباً! ] ، على أنّها فعلاً هي ” البقرة ” ذات العطاء الأدسم.

تبدّدتْ المعارضات السّوريّة ما بين ” المؤتمرات ” و ” المجالس ” و ” المنصّات ” في ( استانبول ) و ( الدّوحة ) و ( القاهرة ) و ( السّعوديّة ).

و سوف تفشل ( أستانة ) و ( جنيف ) المقبلَين و ما بعد المُقبلَين ، بعد أن دفعت ( أميركا ) بثقلها في الحرب السوريّة كأصيلة متخلّيّة عن وكلاء هزيلين.

و هكذا يتعقّد المشهد السّياسيّ، فيما يتحوّل المشهد العسكريّ على الأرض السّوريّة إلى “أحاجي” جديدة في وسط تفوّق عسكريّ سوريّ.

( إيران ) لا تتخلّى عن ( تركيا ) كموعودةٍ بطريق خطّ الغاز الإيرانيّ إلى ( أوروبا ) عبر الأراضي التّركيّة (!) ، فيما يجمعهما موقف سياسيّ متشابه إزاء “المهزلة الخليجيّة “.. تكبُرُ التّحدّيات و تُبخَسُ الأثمان.

في هذا المشهد المُختصَر تحتاجُ ” المنطقة ” إلى تغييرات حادّة، أو بالأحرى تجري التّغييرات الحادّة في غضون هذا المشهد كأحسن و أفضل ما يكون الاستثمار.

أميركا توحي مباشرة أو تأمرُ ، بالأحرى، ( السّعوديّة ) لإجراء تغييرات جذريّة في ” الواجهة ” القياديّة.. يجب أن تتغيّر صورة ( السّعوديّة ) الشّمطاء الهرمة سياسياً و التي كانت في قلب داعمي ” الإرهاب ” في العالَم ، على مرّ أكثر من أربعين سنةً منذ ( أفغانستان ) و السّوفيات و حتّى اليوم ، لئلّا تكون مناسبة للمضاهاة مع ( قطر ) في الذّاكرة السّياسيّة العالميّة لدعم الإرهاب. ..

و كأنّ تغيير “القيادات” و الملوك يُعفي الذّاكرة السّياسيّة المحلّيّة و العالميّة من استخدام مخزونها الأخلاقيّ. .

على كلّ حال كان البديلُ الوحيد ” التّجريبيّ ” لذلك هو تنصيب ( محمد بن سلمان ) كملِكٍ مرتقبٍ قريب.

يُحقّق ، بالتالي ، ( محمد بن سلمان ) ما لا يستطيعه أبوه الملِكُ العَجوز ” الإرهابيّ ” في تقاليد الذّاكرة العالميّة في العالم ” الحُرّ “.. !!؟

و ( محمد بن سلمان ) يُمثِّلُ – حالَ سلامته من المَنيّة..- مستقبلاً مضموناً و طويلاً و حافلاً بالخيانة و العمالة و الذّلّ و الخنوع ؛ و في الوقت نفسهِ فإنّه الأقدر على مقارعة ( تميم قَطَر ) بِنَفَسٍ شابّ و حاقدٍ و لئيم مناسب!

من المؤكّد أن الدّور ” القَطَريّ ” الذي اشتُهِرَتْ به ( قَطَر ) منذ أكثر من عشر سنوات .. سوفَ يُمحَى و إلى الأبد.

لقد انتفخت ( قَطَر ) و توهّمتْ حجماً فوق قياسها الخليجيّ الإقليميّ بكثير ، هذا عدا عن كونها قد أصبحتْ منافسةً للسّعوديّة في التّذلّل و العمالة لإسرائيل..

حتّى الخيانة و العمالة يجري التّنافس عليهما ، و هما تحتاجان إلى اعتباراتٍ قياسيّة من نوعٍ ” كبير “.

بقي أن نقول إنّ الدّولَ أصحاب المصالح العالميّة، الاقتصاديّة بخاصّة، و المُشتهرة – بما هي كذلك.. – بضيق الأفق السّياسيّ عندما تكون على حساب المبادئ الأخلاقيّة هذه ، التي نادراً ما تُمارسها السّياسة العالميّة ، إنّما قد أجمعتْ على ” إرادة ” و “حكمة ” (!) ( محمد بن سلمان )، و لو أنّها هي نفسها تُدركُ أنّها تكذبُ ، معذورةً ، بشدّة.

طبعاً حصلَ هذا في الشّرقِ و الغربِ و في كلّ أصقاع العالَم. هذه كانت توطئةً مباشرة لتنصيب ” الوليّ ” الشّاب، بما يُشبه الضّمانة الدّوليّة لاستمرار ( السّعوديّة ) نفسها ، بدورها ” الصّلب “، على غير ما نرغبُ جميعاً و لو إلى حين.

و مع أنّ الآراء لا تتناقض كثيراً حول ” صلابة ” السّعوديّة الوظيفيّة و ” ضروراتها ” المنظوميّة العالميّة ، فإنّ ما قد يُضاف إلى هذا أن ” تنبري ” دولٌ أخرى في ” المنطقة ” ذات وزنٍ مختلف و ” مبدئيّاتٍ ” (!) مختلفة.. ، إلى أن تلعبَ دورَ ” المنافس ” على ” الدّور ” الوظيفيّ المُستقبليّ في ” المنظومة الكولونياليّة الإمبرياليّة “، و بتكافؤٍ ” صُلبٍ ” ؛ بعد أن تمكّنت ( السّعوديّة ) ، فعلاً ، من حذف الدّور ” القَطَريّ ” الرّخو من معادلات الإقليم حذفاً نهائيّا و إلى غير رجعة.

-2-

( الدبلوماسية : إبداع ، وليست روتيناً ، ومآدب )

– عندما لا يقوم الدبلوماسي ، بالدفاع عن وطنه ، ليس فقط ، بما لا يقل عن أيّ جندي مدافع عن وطنه ، بل بما يزيد عنه..

فهذا يعني أنّ هذا الدبلوماسي ، ليس فقط ، مقصّراً في أداء واجبه المهني ، بل يعني أنه يخون اﻷمانة المناطة به ، الحرص عليها وحملها… ذلك أنّ كليهما ( الجندي – والدبلوماسي ) يدافعان عن ثغور الوطن..

وإذا كان الجندي ، يقوم بالدفاع الميداني المباشر ، عن وطنه ، فإنّ على الدبلوماسي ، أن يقوم باﻹضافة إلى ذلك ، بالدفاع غير المباشر عن وطنه ، في مختلف الميادين السياسية والفكرية والثقافية واﻹعلامية..

– وعلى الدبلوماسي ، أن يتحلّى بروح المبادرة والمبادهة ، في الدفاع عن وطنه ، وأن يكون خلّاقاً مبدعاً ، في تنفيذ واجبه الوطني المقدس..

وأن يكون مستعداً دائماً، ﻷن يكون ( مشروع شهيد ) ﻷنّ اﻷعداء المتربصين بوطنه ، يرون فيه ، صيداً سهلاً قريب المنال…

وأن يقوم بأسمى آيات الاحترام ، للشعب الذي يستضيفه ويحتضنه ويعمل بين صفوفه ، وأن يحترم القيادة الرسمية لهذا الشعب ..

وأن لا يسكت على أي ضيم أو تحامل تقوم به حكومة ذلك البلد أو إعلامه ، ضد الوطن وقيادة الوطن الذي يقوم بتمثيله ….

– وعندما تظهر تباينات وخلافات، بين الواجب الوطني المقدس ، وبين الواجب المهني الدبلوماسي – بسبب الخلاف في الموقف ، بين الوطن اﻷول للدبلوماسي ، و الدولة التي يعمل فيها – يقوم البعض بترجيح الواجب اﻷول على الثاني ، بينما يقوم البعض اﻵخر ، بترجيح الواجب الثاني على اﻷول..

ومن يرجّحون الواجب الثاني ، يعجزون عن الخروج من إطار الشكليات ، التي يتحصّنون وراءها ، لتبرير تقاعسهم عن أداء واجبهم الوطني المقدّس…

وأمّا مَن يرجّحون الخيار اﻷول ، فهؤلاء يقومون بما يجب أن يقوموا به ، دون أن تمنعهم الشكليات أو التهويلات.

– فالجبان ، يموت آلاف المرّات ، أمّا الشجاع ، فيموت مرّة واحدة

وقد قال عزّ وجلّ : ( كل مَن عليها فان ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) .

– وليس مبعثاً للفخر أو للتباهي ، مطلقاً ، أن لا يستجيب الدبلوماسي ، أو غيره ، لما يسمّونه ” إغراءات ” ، لكي يخرج على وطنه ..

لأنّ التفكير – مجرد التفكير – بأنّ فلاناً أو فلاناً من الناس ، لديه قابلية أو استعداد ، للخروج على وطنه ، وللانتقال إلى ضفة المارقين والخونة ، هو أكبر إساءة ، أو حتى طعنة ، يمكن أن توجّه للدبلوماسي أو لأي مسؤول ، كائناً مَن كان وأينما كان…

وحتى تسمية ” الإغراءات ” غير مقبولة ، لأنّها ليست إلا سموما تجلب العار والشنار ، لصاحبها ، وتزين له الطريق إلى الهاوية ..

ولذلك من الأدق ، أن تسمّى ” فخاً ” و” كميناً ” و” مزلقة ” وليس ” إغراءات “!!!!!.

– ولأنّ تجّار الحروب وسماسرته ، لا يفهمون إلّا بالبيع والشراء ، ولذلك يعتقدون ، بأنّ لكل شيء ، ثمناً ..

ولكنهم لا يفهمون ، بأنّ الكرامة ، ليس لها ثمن ، وأنّ ثمنها الوحيد هو الاستعداد الكامل ، المترافق مع رضا عميق وراحة وسكينة كاملتين ، للتضحية بالروح ، في سبيل الوطن ، وأنّ هذا الثمن ، هو الأغلى والأرفع ، في هذا الكون..

وهل هناك مكافأة أو جائزة ، أنبل وأكبر ، من أن يقدّم الإنسان روحه ، في سبيل وطنه؟

ولو لم يقدّم ملايين الشهداء ، أرواحهم ، دفاعاً عن أوطانهم ، عبر التاريخ ، لانقرضت البشرية ، ولعادت الحياة، إلى العصور الحجرية…

ومع أنّهم قالوا : ( والجود بالنفس ، أقصى غاية الجود) ولكن هذا الجود ، لا يعادل إلّا أقل القليل ، مما قدّمه ويقدّمه وطننا ، لنا ..

فَلْنزرع ، كما زرعوا ، لكي يحصد أبناؤنا وأحفادنا وأحفاد أحفادنا ، حصاداً ربيعياً حقيقياً مزهراً مثمراً جميلاً ، يليق بهم ويليقون به.

-3-

( أرسل لي أحد الأصدقاء ، رسالة داخلية يعترض فيها ، على كتابتي سابقاً عن ” من هو العلوي ؟ ” ، ويختم كلامه بالقول : ” لقد أثارت كتابتك الجدل وإستغراب البعض ممن لم يستطع فهمها ” )

فأجبته بما يلي :

” حتى انت يابروتوس ” !!

صدقت في ما قلته بأن كتابتي ( أثارت الجدل واستغراب البعض ، ممن لم يستطع فهمها ” )

ولكنني أؤكد لك ، بأنه :

١ – ليس هناك كلمة واحدة تنحو منحىً طائفياً ، في ما كتبته ” حتى لو فهمها البعض – الذين قلتم عنهم هنا بأنهم لم يستطيعوا فهمها – بأنها طائفية ”

2 – لا بُدّ من دَفْعِ الجميع ، أشِقّاءَ وأصدقاءَ وأعداءَ ، للتعوّد على تداول مصطلح ” العلوية ” و ” العلويين ” بعيداً عن الإسقاطات والموروثات التاريخية السلبية التي ُجبلوا بها وعليها.

3 – لا بد من وخز ونخز ” بعض العلويين ” – مهما كانوا قلّة – لكي يتحلوا ببعض مناقبية من يقولون بأنه إمامهم ومن ينتسبون إليه ، وان يفهموا أن ” التعفيش ” و” التشليح ” و ” التشويل ” وما شابه ، هي اعدى أعداء القيم ” العلوية ..

4 – مع الإدراك بأن خوض مواضيع حساسة كهذا الموضوع ، لا بد أن يترك آثاراً جانبية سلبية ، سواء نتيجة لسوء الفهم ، أو لسوء النية .

5 – ومع ذلك ، لا بد من الإستمرار في مقاربة المواضيع الحساسة ، مهما كانت السهام التي ستطالنا من هنا ومن هناك ، وأحياناً من القريب قبل البعيد .

حياك الله وكان معك .

-4-

( اﻹصلاح الديني )

– الإصلاح الديني هو المقدمة اﻷولى ، والشرط اﻷول ، لكل إصلاح، وﻷيّ إصلاح..

وأوربا لم تخرج من ظلمات الجهل والتخلف ، إلّا عندما أنجزت “اﻹصلاح الديني”، وبدونه ، ستبقى اﻷمّة العربية ، غارقةً في غياهب الجاهلية..

– وبدلاً من أن يقوم العرب ، باﻹصلاح الديني ، قام المستعمر الإنكليزي ، باختلاق واصطناع ” الوهّابية ” و”اﻹخونجية ” تحت عنوان ” إصلاح الدين!!!! ” ..

– مع أنّ حقيقة هذين التنظيمين “الظلاميين” هي مصادرة الدين، ووضعه في خدمة أعداء العرب واﻹسلام ، بعد أن ثبت وتبيّن بالبرهان القاطع ، أنّهما :

كارثة الكوارث ومصيبة المصائب ، على العرب وعلى اﻹسلام ،

/ وبعد أن قام أتباع هذين التنظيمين الظلاميين، بالعمل المتواصل ، لوضع العرب والمسلمين، في خدمة الإنكليز والأمريكان والإسرائيليين..

/ وعندما وضعتا ” اﻹسلام “، أولاً في مواجهة ” العروبة “، وثانياً في مواجهة ” وطنية ” كل دولة من الدول العربية..

/ وعندما وضعتاه، في خدمة تجّار الدين، وفي خدمة زمرة قليلة من نواطير النفط والغاز، على حساب مئات الملايين من العرب والمسلمين.

– ورحم الله إمام ” اﻷزهر” اﻹمام ” محمد عبده ” الذي قال منذ أكثر من مئة عام :

ولست أبالي، أن يقال “مُحٓمَّدٌ ”

أُبِلَّ ، أم اكتظّت عليه المآتم

ولكنَّهُ دينٌ ، أردْتُ صلاحه

أحاذِرُ أن تقضي عليه العمائم

– نعم ” العمائم ” : ما غيرا….. –

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* أُبِلَّ : شُفِي من مرضه

-5-

( الإسلام .. بين العقل و اللاعقل )

1 – لو استخدم من وقفوا ضد رسول الله ، عقولهم ، في مكة .. ل دخلوا الإسلام ، كما دخله أوائل الصحابة ..

ولكنهم ألغوا عقولهم وسيطر عليه حقدهم.

2 – ثم ، من هم أولئك ( العلماء الربانيون ) الذين جاءوا بعدئذ ؟ ومن جعلهم ( ربانيين ) ؟ ومن نصبهم أوصياء على الناس وعلى القرآن؟!

3 – ولهذا السبب بالضبط ، جاء مطلب ( إلغاء العقل ) لإفساح المجال لأمثال أولئك السماسرة وتجار الدين ، لأخذ المسلمين إلى حيث وصلوا الآن ، من واقع سقيم ومزر ، والسير وراءهم كالقطيع .

4 – و لذلك أطلقوا عليهم ( علماء ربانيين ) .. وكأن الوحي الرباني قد نزل عليهم ، كما نزل على آخر الأنبياء !!!!

5 – إن أي إنسان في هذا العصر يستطيع الحصول على وسائل معرفية ، لم يمتلكها جميع رجال الدين الإسلامي في تاريخهم ، ويستطيع إعمال عقله فيها والوصول إلى بر الأمان وشاطئ السلامة ، دون الحاجة إلى أولئك ( العلماء الربانيين!!!!!!! ) .

6 – وأما مطلب عدم الخوض في مثل هذه المسائل ، وتركه ل ( أهل الإختصاص !!!!! ) ، فغايته عدم السماح بالخروج من المستنقع الذي أوصلونا إليه ، وإبقاءنا غارقين فيه إلى الأبد.

7 – وعلينا جميعا أن نتذكر بأن الإسلام ألغى الكهنوت ” طبقة رجال الدين ” ..

ورغم ذلك قام ( العلماء الربانيون!!!! ) بإيجاد طبقة كهنوتية تفوق ما هو موجود في الديانتين المسيحية واليهودية.

-6-

[ مَنْ هو الأسوأ ؟ ” النُّخب ” السياسية .. أم ” النخب ” الثقافية العربية؟ ]

– يخطئ مَن يظنّ ، أنّ كارثة الأمة العربية ، هي فقط بسبب أنظمتها السياسية المتخلّعة المتهتّكة المأجورة للأجنبي..

إنّها ، قبل ذلك وبعده ، بِنُخَبِها الفكرية والثقافية ، المشبعة بالنرجسية والانتهازية والكيدية والضغائنية والثأرية ، وبمقاربة جميع المسائل ، من منظور المصلحة الذاتية ، أولاً وثانياً وثالثاً ..

– وتصوير وتسويق تلك المقاربة الأنانية ، على أنّها موقف مبدئي أخلاقي؟!!…

حتى لو كان ذلك ، ليس على حساب الوطن فقط ، بل حتى على جثّة الوطن ، عندما تقتضي ذلك ، المصلحة الذاتية ، لمعظم النخب الثقافية والفكرية العربية…

– و لا يوجد في الوطن العربي ( جان جاك روسو ) ولا ( جان بول سارتر ) بل للأسف ، يوجد أشباه مفكّرين وأشباه مثقفين ، إلاّ من عَصِمَ ربّك..

وحتى ( مَن عَصِمَ ربّك ) هم قِلّة..

– فهل عرفتم الآن ، لماذا يتقدّم العالَم ويتأخّر العرب؟!!.”

-7-

( الإنتماء و الولاء و الأداء )

1 – الإنتماء العميق للوطن و

2 – والولاء الراسخ للقيادة الوطنية و

3 – ألأداء العالي الواعي الفعال والخلاق ..

– تلك مواصفات ثلاثة ، بجب أن يتحلى بها كل من يعملون بالشأن العام ..

وعلى كل منهم ، في موقعه :

4 – أن يمتلك رؤية و

5 – آلية لتنفيذ تلك الرؤية و

6 – الأدوات القادرة على التنفيذ .

– وفي حال عدم توافر ذلك ، يجري السير ” زَقَفُونَا ” إلى الخلف ، بٓدَلاً من السير إلى الأمام ..

– لأن الإستعراض والمزايدة والنفاق والتمثيل والتدجيل ، تزيد الطين بِلَّةً ، وتضاعف العوامل السلبية ومعاناة الناس.

-8-

( أين تكمن عظمة ” حزب الله ” ؟ )

نعم حزب الله ” خزان ديني ” مستمد من التراث الإسلامي الشيعي..

وتكمن عظمته بأنه استطاع تحويل وتصعيد الإستخدام التاريخي السلبي لهذا الخزان ..

المتمثل بالتطبير واللطم والبكاء والشكوى والأنين وجلد الذات ، تكفيرا عن تقصير الأجداد ، تجاه الإمام الحسين ..

استطاع تصعيد هذا الخزان الديني ، المستمد من التراث الإسلامي الشيعي ، وتحويله إلى قوة روحية ومادية جبارة ، تتمثل بالمقاومة الفولاذية ضد قوى الإستعمار الجديد عامة وضد الإحتلال والعدوان والإستيطان الإسرائيلي خاصة.

-9-

الشروط الأمريكية ” الترامبية” الثلاثة التي التزم بها ” محمد بن سلمان ” لتنصيبه ملكا ، إضافة لجزية النصف تريليون دولار ، هي :

1 – العمل لتوطين فلسطينيي ” غزة ” في سيناء ، كوطن بديل لهم ، مع كفالة السعودية والإمارات لتمويل هذه العملية .

2 – القضاء على الجناح العسكري في ” حماس ” وهو ” كتائب عزالدين القسام ” ومن يدعمها .

3 – استملاك جزيرة ” تيران ” المصرية ، وتحويل مضيقها في خليج العقبة ، إلى ممر دولي ، لكي تتمكن البحرية الإسرائيلية من الملاحة فيه ، تمهيدا لإقامة مشروع موازي لقناة السويس في خليج العقبة.

**** يا بلا ش !!!!!! ****

-10-

– لا نقول بعدم وجود ثروة نفطية وغازية جيّدة في الساحل السوري ..

– ولكننا نرى بِأنّ المبالغة في حجم تلك الثروة ، كان مقصوداً لغايةٍ في نفس يعقوب ، وهي :

صٓرْفُ النظر عن وجود الثروة الطاقِيّة الكبرى في البادية السورية ..

وخَلـقُ انطباع بِأنّ ثروة الساحل النفطية والغازية ، تُغْنِي السوريين وتُعَوِّضهم عن كلّ شيء..

– وأنّ معظمَ السوريين انساقوا مع ذلك التسويق ، دون أن يتنبهوا إلى خلفيات وأبعاد وخطورة ذلك التسويق .

-11-

– طالما بقي أبناءُ هذه المنطقة ، يُقارِبون الأمورَ من منظور :

( الحلال والحرام )

بدلاً من منظور :

1 – ما هو نافع ، وما هو ضارّ ؟

2 – ما هو أقرب للعقل والمنطق ، وما هو غير عقلاني ولا منطقي ؟

3 – ما هو مبدئي ، وما هو غير مبدئي ؟

4 – ما هو أخلاقي ، وما هو لا أخلاقي ؟

5 – ما الذي يُريحُ الضّمير ، وما الذي يُشَكِّلُ عِبْئاً عليه ؟

6 – ما الذي يخدم الوطن ، وما الذي يخدم أعداء الوطن ؟

– طالما بقوا كذلك ، فٓسَوْف يستمرّون في السَّيْر إلى الوراء ” زقَفونة ” إلى أن يخرجوا نهائياً من التاريخ ، بَينما يسيرُ باقي العالَم إلى الأمام .

-12-

[ الشعبُ اليمنيّ ، حليفُ نَفْسِهِ فقط ]

ليس للشعب اليمني حلفاءُ ، وإنْ كانَ له أصدقاء هُمْ :

ـ الصّبر

– الزمن

– الجبال

– الشجاعة

– الفقر

– الكرامة

– القات ..

ولذلك لم يُهْزَمْ هذا الشعبُ العظيم في تاريخِهِ ، بل كانت الهزيمة ، مصيرَ جميع المُعـتَدين عليه .

-13-

( بين حق ” المواطنة ” .. و حق ” تقرير المصير ” )

– من حقّ بل من واجب جميع المواطنين السوريين بمختلف ألوان الطيف السوري ، أن يعملوا للحصول على حقوق ” المواطنة ” كاملةً ..

– وليس من حقّ أيّ مواطن سوري ، أن يعمل ل ” حق تقرير المصير ” ، لأن ” حق تقرير المصير ” لا ينطبق على المواطنين ، مهما كانت مشارِبُهُم و مَنَابِتُهُم …

– لا بل إنّ التلطّي وراء ” حق تقرير المصير ” ليس إلاّ ستارةً للتغطية على دورٍ وظيفيٍ منشودٍ من دولْ خارجية ، يعملُ على تفتيت وتمزيق المجتمع والدولة المنشودة .

-14-

( ما هي ” الممانعة السياسية ” ؟ )

الممانعة السياسية ، هي :

1 – رفض التبعية للمشروع الإستعماري الأمريكي الجديد .. و

2 – رفض الإستسلام ل ” إسرائيل ” بإسم السلام .. و

3 – دعم واحتضان قوى المقاومة ، المعادية للمشروع الصهيو/ أطلسي..و

4 – عدم التفريط بالسيادة السياسية والإستقلال الإقتصادي..و

5 – ” الممانعة السياسية ” و ” المقاومة المسلحة ” ، وجهان لعملة واحدة ، ومتكاملان في الوسائل والأهداف .

-15-

– ما هو الفرق بين ” أمراء ” آل سعود .. و ” أمراء ” داعش وباقي العصابات الإرهابية المتأسلمة ؟

الجواب :

– لا فرق ، ف الاثنان جَهَلَةٌ وموتورون وضغائنيون وغرائزيون ولصوص و ” زَبْرَؤوتيّون ” وعملاء وكارثة كبرى على الإسلام المتنوّر وعلى العروبة الحقيقية . .

– ولكنّ الإثنين ” عبيدٌ ” يطلقون على أنفسهم ، لقب ” أمراء ” .

-16-

( كم ينطبق قول ” فيثاغوروث ) :

( الجاهل والغبي ، يسخران مما لا يستطيعان فهمه )

كم ينطبق على ” مثقفاتية ” بعض الزواحف والقوارض والرخويات والمستحاثات التي تنتحل إسم ” معارضة سورية ” عندما تعجز عن تناول أي مسألة إلا بأسلوب هزلي ساخر ..

من غير أن تعرف بأنها ستصل إلى مرحلة – كمرحلتها هذه – تصبح فيها مهزلة المهازل ومسخرة المساخر .

-17-

( الشعوبُ الحَيّة تقاوِمُ الموتَ ، فَتَحْيَا )

– الشعوب التي تقرّر المقاومة لا تنقرض مهما كانت الحروبُ ضارِيَةً عليها ، بل تعود إلى الحياة فور انتهاء الحرب كَ طائر الفينيق .

– وأمّا الشعوب التي تقرّر الاستسلام ، فهي التي يقودُها مصيرُها أو تقودُ نَفْسَها بِنَفْسِها ، إلى الانقراض كَ عادٍ وثَمود .

-18-

– ما هو الفرق بين أصحاب القضايا والمبادىء…

وأصحاب الأهواء و المغانم ؟ ا

– أصحاب القضايا والمبادىء ، يسلكون درب العقل والمنطق والإرادة ..

– وأصحاب الأهواء و المغانم ، ييجعلون من رغباتهم وأهوائهم ، بوصلة لهم .

-19-

تطور الإنسان من قرد إلى ذئب ،

عبر مئات آلاف السنين..

ولم تطل مرحلة الإنسانية لديه.

-20-

– صرخ أحدُ الأبطال في الثورة الفرنسية : نموت من أجلكم ، وأنتم تقفون مع أعدائكم ، ضدنا !!!.

– كم هو مؤلم ، عندما يصبح معظم وقتك ، مُكَرَّساً لِرَدِّ هجمات وطعنات ، مَنْ نَذَرْتَ نفْسَكَ لِأَجْلِهِمْ !!!.

-21-

( قِيَلَ عن الدولة الأمويّة ، أنّها سَقَطَتْ ، بَعْدَما بٓدأَ بَنو أُمَيٌة ، يُقَرّبون أعداءَهُم ، و يُبْعِدون أصدقاءهم . .

فَخَسِروا أصدقاءَهُم ، ولم يربحوا أعداءهم . )

-22-

عظمة حزب الله والثورة الإيرانية تتجلى بتحويل المظلومية السلبية للشيعة ، إلى عمل جهادي أسطوري

-23-

المبالغة في وجود ثروة غازية ونفطية بالساحل السوري ،هدفها صرف النظر عن وجودها في البادية .

-24-

القائد يجعل الآخرين واثقين به ..

والقائد المتميز هو الذي يجعل الآخرين واثقين بأنفسهم .

-25-

الأسئلة المغلوطة والملغومة ، تحتاج لتصويبها وفكفكة ألغامها ..قبل الإجابة عليها.

-26-

محمد بن سلمان هو الملك الحقيقي ، منذ وصول أبيه . والجديد هو خنوع باقي آل سعود .. أم التمرد؟

-27-

على “ماكرون” أن لا ينسى بأن سورية تحررت من فرنسا ، منذ 70 عاما.

-28-

وعندما تقترب إيران من “إسرائيل” لن يكتفي الأعراب ، بالإقتراب من إيران ، بل سيرتمون في حضنها .

-29-

الحرب الشاملة على الإرهاب في نهاياتها ؟

والحرب على الفساد في بداياتها.

-30-

كلما صعدت إيران من عدائها ل”إسرائيل”..

كلما اقترب نواطير الكاز من” إسرائيل”

-31-

فكر(معاوية) بعبقريته ، بنقل الكعبة إلى دمشق ، فقالوا له :

لايمكن . ولوانتقلت ، لكان الحج في الشام.

-32-

مهلكة آل سعود إلى المجهول .. بدأت ب محمد بن سعود ، وتنتهي ب محمد بن سلمان بن سعود.

-33-

( وتبقى العبرة بالتنفيذ والفعل .. ويبقى الحساب العسير للمخالفين ، هو الضمانة. )

-34-

ما أضرّ الإسلام والمسلمين ، شيء ك ( العنعنة) : روى فلان عن فلان عن فلان عن فلان عن فلان الخ

-35-

ما يقوله الحريري الصغير” سعد ” لا يساوي قُلامةَ ِظفر ، رغم وظيفته الحالية.

-36-

فورد : أعطينا السوريين أملا زائفا . يعني ضحكنا على العملاء والبلهاء بسورية ، فدفعت سورية الثمن

-37-

من لايعرفون بأن الممانعة السياسية هي الوجه الآخرللمقاومة المسلحة ، يحتاجون لإعادة نظررؤيوية

-38-

لمن يستهجنون كثافة منشوراتي يوميا ؟ نصيحتي لهم : أفضل حل لكم ، أن لاتتعبوا أنفسكم بقراءتها

-39-

ومن يستهجنون نشري لمايقوله الآخرون عني وشكري لهم.

هؤلاء لا يفقهون أصول رد التحية.

-40-

لمن يتفذلكون بأن “بهجت سليمان” ليس مكلفا بالكتابة .

أقول لهم : منذ 40 عاما ، وأنا كذلك.

-41-

لوكنت أكتب لأنني مُكَلَّفٌ بالكتابة ،لَما كان لِكتابتي أيّ قيمة ، مهما رأى الآخرون ، غير ذلك .

-42-

مهزلة “الدفاع عن النفس” الأمريكية في سورية !!

فهل الجيش السوري يهاجم واشنطن أونيويورك !!!!

-43-

يعتقدالأمريكان أن التهويل بالحرب، سيدفعناللإستسلام.والحقيقةسيدفعنا للإستبسال لهزيمتهم

-44-

إسقاط الأمريكان لطائرة سوخوي سورية، لن يطيل بعمر الإحتلال الأمريكي، بل سوف يقصر عمره.

-45-

300 مليار دولار فقط ، ما دفعه نواطير الكاز والغاز ، لإشعال” ثورات الربيع العربي !!!!”

-46-

المُلُوك ك النار . من يقترب منها كثيراً ، يحترق . ومن يبتعد كثيراً ، يموت من البرد .

-47-

حق النقد مشروع للجميع . والوطن الذي يغيب عنه هذا الحق ، مصيره الخراب .

-48-

يبدو أن البعض لم يسمع بأن الأنبياء والقديسين جميعا ، بدؤوا وحدهم .

-49-

أن تسير بمفردك في الإتجاه الصحيح .. خير لك من ان تسير وسط حشد يمضي في الاتجاه الخاطئ.

-50-

عندما تأتيك الطعنة من عدو، فذلك أمر بديهي .

وعندما تأتيك من صديق العمر، فتلك الطامة الكبرى

-51-

ستقول بيادق”14 آذار: اللبنينية “بأن السناتور الأمريكي” تشاك غراسلي” من” شبيحة بشار ”

-52-

( بدأ حِقْدُ الجِمال الأعرابية بين بعضها ، يعبّر عن نفسه ، وبدأ الغطاء ينكشف. )

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.