سليمان يرفض مغادرة القصر الجمهوري من دون “ضجة”

sleiman-michel

موقع النشرة الإخباري ـ
ماهر الخطيب:

بعد أسبوع من اليوم، من المفترض أن يكون رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يتحضر لمغادرة القصر الجمهوري، بعد إنتهاء ولايته الرئاسية، لكن على ما يبدو لن يمر يوم خلال هذه الفترة من دون أن تثير مواقف وقرارات الرئيس ضجة حولها.
وعلى الرغم من أنّ أغلب القوى السياسية توافقت على وضع حدّ لهذا العهد، الذي أثيرت حوله الكثير من علامات الإستفهام، لا سيما بعد أن قرر سليمان الإنتقال من موقع الوسطي، صاحب المواقف الرمادية، إلى موقع المهاجم لقوى الثامن من آذار، بهدف السعي إلى تشكيل حيثية تبقيه في الحياة السياسية بعد الخامس والعشرين من أيار، يُصر سليمان على التصرف كما لو أنه في اليوم الأول من ولايته.
وفي هذا السياق، تشير مصادر متابعة لنشاط رئيس الجمهورية إلى أن الأخير، منذ لحظة إعلان قوى الثامن من آذار عدم رغبتها بتمديد ولايته الرئاسية، بدأ يتصرف معها بشكل عدائي جداً، مع العلم أن القوى السياسية فضلت عدم الرد عليه في البداية قبل أن يخرج البيان الشهير الصادر عن “حزب الله” على خلفية تجاوزه حدود الحزب الحمراء المتمثلة بالمقاومة، وتلفت إلى أن سليمان يثير منذ ذلك الوقت الملفات الخلافية بشكل مستغرب، خصوصاً أن من هو في نهاية عهده لا يجب أن يتصرف على هذا المنوال.
وتلفت المصادر المتابعة، عبر “النشرة”، إلى طرح موضوع اللامركزية الإدارية، ومن ثم إعادة النظر بالإتفاقية الموقعة بين الدولتين اللبنانية السورية، وصولاً إلى طرح موضوع تصريف الأعمال الذي يحول الرئيس إلى “مياوم” في القصر الجمهوري يعمل بـ”اليومية” إلى حين إنتخاب خلفه، ناهيك عن موضوع جوازات السفر المزوّرة التي أثيرت مؤخراً، وموضوع مرسوم التجنيس المتوقع توقيعه في أي لحظة، بالإضافة إلى طلبه عدداً كبيراً من عناصر الحماية بعد رحيله (62 شخصًا)، وتثبيت موظفين في القصر الجمهوري.
وتعتبر هذه المصادر أن من غير المستغرب أن يعمد رئيس الجمهورية خلال الأيام الأخيرة، هو أو المحيطون به، إلى إثارة ملفات أخرى لأنه على ما يبدو لن يكون مكتوباً له العودة إلى حياته الطبيعية من دون بعض “الضجة” حوله، لا سيما أن سليمان سيبقى حتى اليوم الأخير مؤمناً بإمكانية التمديد له بأي طريقة.
من جانبها، تؤكد مصادر نيابية في قوى الثامن من آذار أن من غير الوارد العودة إلى الوراء، وعهد سليمان أصبح من الماضي بالنسبة لها، خصوصاً بعد أن بات كلياً في الضفة المقابلة من خلال مواقفه التي تتماهى بشكل كامل مع قوى الرابع عشر من آذار، وتشير إلى أن فكرة التمديد له لم تكن مطروحة لديها منذ الأساس، خصوصاً أنها لا تستطيع أن تتجاوز رغبة الأفرقاء المسيحيين داخلها المعارضين بشكل كامل لها.
وتشير هذه المصادر، لـ”النشرة”، إلى أن فريقها السياسي سيتجنب خلال الأيام المتبقية لأيّام سليمان عدم الرد على أي من مواقفه، لكنها تلفت إلى أن من المتوقع أن يتناول الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الإشارة إلى هذا الموضوع في خطابه بذكرى التحرير في الخامس والعشرين من الشهر الحالي، وتكشف أن رئيس الجمهوريّة كان قد طلب قبل ما يقارب الثلاثة أسابيع الإتصال مع قيادة الحزب لكنه لم يلق جواباً.
إذاً سيغادر الرئيس سليمان القصر الجمهوري من دون أن يلقى أي موقف يثني على عهده من قبل قوى الثامن من آذار، في حين ستتحدث قوى الرابع عشر من آذار عن الإنجازات التي حققها من وجهة نظرها، من دون أن يعني ذلك أن أفرقاءها كانوا جميعاً من المرحبين بفكرة التمديد له باستثناء تيار “المستقبل” الذي سعى إلى ذلك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.