صحيفة لبنانية: السعودية تصف حلفاءها في لبنان بـ”الجبناء”

 

السعودية ساخطة على حلفائها في ​لبنان​، إلى درجة وصفهم بـ”الجبناء”، بعد نتائج مخيبة لاجتماعات حصلت في بيروت وفي الرياض، وهو وصف أطلقه وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ​ثامر السبهان.

ونقلت صحيفة “الديار” اللبنانية عن مصادر دبلوماسية في بيروت قولها إن رئيس “الاتحاد الديموقراطي الكردي” في ​سوريا​ ​صالح مسلم​ الذي رافق عدداً من المحيطين به السبهان خلال زيارته الاخيرة إلى الرقة، أطلق هذا الوصف على حلفاء السعودية في لبنان، حيث جرى نقاش بين المسؤولين الكرد في “قوات سوريا الديمقراطية” والسبهان حيال طبيعة التعاون على الساحة السورية في المرحلة المقبلة.

وبحسب المصادر الدبلوماسية، فبعد أن استعرض الوزير السعودي ما يمكن أن تقدمه المملكة من مساعدات “سخية” في مرحلة ما بعد “داعش”، مستوضحاً من “قوات سوريا الديموقراطية” خياراتها في سوريا، توجه إلى محدثيه بالقول: “نحن في المملكة نعرف كم أن الشعب الكردي يملك من الشجاعة لمواجهة الأخطار، ونعرف أيضاً أنكم لن تخذلونا كما خذلنا البعض من حلفائنا سواء القطريين الذين شقوا الصف الخليجي وارتموا في “الحضن” الإيراني أو بعض اللبنانيين “الجبناء” الذين يتقاعسون في مواجهة “​حزب الله​” “الذراع” الإيرانية في المنطقة”.

هذه الجملة التي كانت جزءاً من نقاش طويل لاستكشاف حدود الدور السعودي في مناطق ​الأكراد​، تؤكد تلك المصادر أن السبهان قالها “بانفعال”، وهي تأتي على خلفية فشله في تحفيز من التقاهم من حلفاء في بيروت ومن دعتهم السعودية إلى مواجهة جديدة مع “حزب الله” على الساحة اللبنانية.

وأورد موقع “النشرة” الإلكتروني معلومات متقاطعة من أكثر من مصدر مطلع على محادثات رئيس “القوات اللبنانية” ​سمير جعجع​ ورئيس حزب “الكتائب” ​سامي الجميل​ خلال زيارتهما الاخيرة إلى المملكة، وأفادت المعلومات بأن المسؤولين السعوديين أصيبوا “بخيبة أمل” إزاء ما سمعوه من الرجلين، مع العلم أن تمايزاً مقصوداً حصل بينهما منذ وصولهما إلى أرض المطار، حيث تولى وفد من الاستخبارات السعودية مرافقة جعجع إلى مكان اقامته، فيما تولت التشريفات الخاصة بالديوان الملكي السعودي ترتيبات استقبال الجميل.

ووفقا للمصادر المطلعة، فان الأجواء التي نقلها رئيس حزب “الكتائب” إلى والده الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل​ وعدد من المستشارين عن طبيعة الزيارة عكست “واقعية” متناهية في مقاربة الملف اللبناني وخصوصاً طبيعة العلاقة مع “حزب الله”، وكان الجميل صريحاً بقوله إن عدم موافقته على الكثير من سياسات الحزب على الساحة اللبنانية وخارجها شيء، والانتقال إلى مواجهة مفتوحة معه شيء آخر، مؤكدا أن الحزب “جزء من النسيج الاجتماعي اللبناني والذهاب بعيداً في مواجهته ستعني حكماً حرباً أهلية لا قدرة لأحد من خصومه على القيام بها، فضلاً عن عدم وجود رغبة بذلك.

في المقابل، لم يكن جعجع مرتاحاً في بداية المحادثات، كما أبلغ المقربين منه به في بيروت عندما عقد معهم “جلسة” تقويم للزيارة بعد عودته إلى بيروت، إذ أنه فوجىء باتهامات سعودية له بالمسؤولية عن انتخاب الرئيس ​ميشال عون​ رئيساً للبنان، وقيل له إنه هو من حشر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في “الزاوية” وأجبره على الذهاب إلى هذا الخيار، عندما وقّع جعجع تفاهماً مع “​التيار الوطني الحر​” الذي كان عون يرأسه وتبنى ترشيح الأخير الذي لم يوفر فرصة حتى الآن لتأكيد انتمائه إلى “المعسكر الايراني”، والتعبير هنا للمسؤولين السعوديين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.