صراخ وزير الداخلية البحريني على قدر الألم

قناة نبأ:

بعد أيّام فقط من دعوة وزارة الخارجيّة الأمريكيّة للحوار بين الحكومة البحرينية والمعارضة، يظهر وزير الداخلية البحريني ليُعلن حرباً استباقيّة ضدّ المعارضين في البلاد، متهماً إيّاهم بالولاء لإيران وتنفيذ أجندة خارجيّة.

إنّها جولةٌ أخرى من الهروب من الأمام، كما يقول مراقبون. إلا أن النظام البحريني يصرّ على أن يكون في الصفوف الأولى لتلبيّةِ واجبِ الإتباع للسعوديّة.

في كلِّ مرةٍ يرفع السعوديون الصّوتَ ضد إيران، يُبادر النظامُ في البحرين لرفْع الصوت نفسه، والمزايدة فيه بأشد الأصوات والعبارات. بالنسبة للبحرينِ، فإنّ الأمرَ يُشبه الالتحاف بالسعوديّةِ، وهي تجد أنّ هذا الخيارَ هو المتبقّي لها مع فشلها المزمن في القضاءِ على الثورةِ التي أطفأت شمعتها الخامسة قبل أيّام، ولا تزال تصرُّ على الاستمرارِ في مواجهةِ بحرٍ من القمع والانتهاكات.

التهديداتُ التي أطلقها وزيرُ الداخلية البحريني ليست الأولى من نوعها، وهي على الأرجح جزءٌ من طاقة التفجير التي يظهر بها النظام كلما وجد نفسه متورّطاً في المأزق السعوديّ الذي تجد الرياضُ نفسَها غير قادرة على الخروج منه، لتختار المزيد من الهروب نحو الأمام.

يُعول النظام في البحرين على الدعم السعودي والبريطاني وهو يواصل تهديدياته للمعارضين والمواطنين. دعمٌ كشفت جانب منه صحيفة الغارديان البريطانية التي نشرت وثائق تكشف مساعي الرياض ولندن للتغطية على النظام البحريني ومنع صدور بيانات إدانة شديدة اللهجة ضده في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم في جنيف.

مصادر المعارضة تؤكد أنّ صراخ الوزير البحريني هو على قدْر الألم. ألمٌ يمتد لأكثر من خمس سنوات من العجز أمام التظاهرات الشعبية التي تُوصل الليلَ بالنهار. وهو ثبات شعبي يترافق مع تصاعد المواقف الدولية التي تدين انتهاكات النظام، وهي مواقف يرجّح ناشطون بأنها تُسبّب إزعاجاً لنظامي السعودية والبحرين على حدّ سواء، فالجريمة واحدةُ، والضحايا متشابهون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.