عائدون من الرياض: الدرب الرئاسي طويل ومفقود

2708aa3f-568c-400c-8e5a-7ea1cf989e1a
صحيفة االسفير اللبنانية ـ
داود رمال :

لا يتورّع مرجع لبناني زار السعودية مؤخرا عن ملاحظة الارباك والضياع الذي تعيشه قيادة المملكة، وخصوصا عدم وجود رؤية لمستقبل التعامل مع المعطيات الجديدة على الساحتين الاقليمية والعالمية، انما المزيد من الانغماس في حرب اليمن وفي دعم المجموعات المسلحة في سوريا بلا افق في عملية «المواجهة» هنا أو هناك.
الانطباع الذي عاد به المرجع من الرياض واسرّ به الى المقربين منه «ان استحقاق رئاسة الجمهورية في لبنان طريقه طويلة جدا، وثمة خشية بانه ليس معلوما ان كان سينجز ملف الرئاسة الاولى من دون تسوية أكبر» وهو كرر نصائحه للقيادات السنية في لبنان بأن لا تستنسخ عناد المارونية السياسية الذي ادى لاحقا الى تباكيها على اطلال صلاحيات دستور العام 1943».
يبدي المرجع خشية من وجود عقل سياسي يدفع الى رفع سقف الخطاب السياسي في مواجهة «حزب الله»، مما دفعه لتذكير البعض بما حصل في 7 ايار 2008، وان اي سلوك في اتجاه صدامي في لبنان ستكون نتيجته هذه المرة تغييرا جذريا في التركيبة السياسية وفق قواعد اشتباك سياسي مختلفة عن السابق.
يسجّل المرجع للنائب وليد جنبلاط صموده حتى الان في وجه الضغوط والاغراءات، على الرغم من محاولة استهدافه من داخل بيته عبر وضعه في خانة المتخاذلين المطلوب عودتهم الى بيت الطاعة، وهو بالتأكيد لن يفعل، وليس في وارد لعب دور رأس حربة في اي حفلة جنون جديد كما كان يحصل بعيد العام 2005 حيث ترك في النهاية وحيدا، في حين هو مطمئن الآن الى تفاهمه العميق مع حزب الله وتحالفه الدائم مع الرئيس نبيه بري ويحتفظ بسياسة خاصة يميّز فيها بين هجومه على النظام السوري وتحييد حزب الله».
يوضح المرجع «ان التعليمات السعودية لا تغادر مربع الحرص على الميثاق والدستور والشراكة الوطنية، ولكن عندما تصل الامور الى استحقاق التنفيذ يتم التعاطي باسلوب المنع والفرض، لجهة افهام من يفترض انه شريك في الوطن ان هذا الموقع هو من حصتكم ولكن القرار فيه لنا ونحن من يختار، وهذا يعني صعوبة متعاظمة في مقاربة الحلول للملفات الكبرى، ودفع الامور الى مسار يصبح مع الصدام سبيلا لانفكاك العقد».
يبدي المرجع «خشية من ان تؤدي التطورات الدراماتيكية في سوريا والاقليم الى انشغال كلي للدول المعنية بالوضع اللبناني، وتلاشٍ تدريجي لمظلة الاستقرار الدولي، واعادة لبنان ساحة من ساحات تصفية الحسابات على صعيد المنطقة، التي صار حجم الصراعات فيها يحتاج الى اكثر من ساحة مواجهة».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.