عرْضُ #نصر_الله لـ #الحريري: ثمن الرفض والقبول

1280x960 (47)

عماد مرمل – صحيفة السفير

بينما يكثر التحليل و”التبصير” في بيروت حول الطريقة التي سيتعاطى بها الرئيس سعد الحريري مع العرض الذي قدمه له الامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله للعبور “الآمن” الى السرايا الحكومية عبر “الاوتوستراد السريع” المتمثل في انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.. فإن رئيس “تيار المستقبل” لا يزال يأخذ وقته في الدرس والتمحيص، محاولا الاستفادة من فرصة الاجازة الصيفية البحرية للتأمل بهدوء، وإنضاج قراره تحت حرارة شمس آب.
أما في لبنان، فإن “المستقبل” يبدو موزعا في الوقت الضائع الى اتجاهين:

الاول، يضم الاكثرية الساحقة من أعضاء الكتلة النيابية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وهو يرفض مبادرة نصرالله ويعارض انتخاب عون بالكامل.

والثاني، يضم النواب “المغاوير” في الكتلة الى جانب نادر الحريري وغطاس خوري وهؤلاء يميلون ـ ولو بنسب متفاوتة ـ الى خيار التعاطي بإيجابية “مدروسة” مع طرح نصرالله وترشيح عون، بعد “تصفيح” هذا الخيار بضمانات كافية للحريري من حزب الله.

ويروى انه خلال الاجتماع الشهير لكتلة “المستقبل”، قبل أكثر من أسبوعين، أوحى الحريري في معرض شرحه للاحتمالات بان مبادرته لترشيح النائب سليمان فرنجية قد استهلكت واستنزفت بعد قرابة تسعة أشهر من طرحها، قائلا: لو بدا تشتي كانت غيّمت..

أما سيناريو مجابهة “حزب الله” عبر الاستقالة من الحكومة وهيئة الحوار، فلا يبدو الحريري مقتنعا به، بسبب استحالته السياسية راهنا، “حيث لا يوجد دعم محلي او اقليمي” لمثل هذه الاندفاعة الهجومية، كما يُنسب الى رئيس “المستقبل”.

وإذا كان البعض في “التيار الازرق” بات يحبذ الخروج من مأزق ثنائية عون ـ فرنجية بطرح اسم توافقي او تسووي يخلط اوراق المعركة الرئاسية مجددا، فان المعلومات تفيد بان الحريري يشعر بصعوبة مثل هذا الامر، “لان المسيحيين لن يقبلوا برئيس إلا من الصف الاول”، وفق ما ينقل عنه العارفون.

وماذا عن موقع فرضية انتخاب عون في حسابات الحريري؟ وهل يمكن ان يتدفق في عروقها “الدم الازرق” بعد عرض نصرالله؟

كان واضحا من التسريب المتعمد لخبر اجتماع كتلة “المستقبل” برئاسة الحريري بعد ايام من انعقاده، وبالمضمون الذي جرى تسويقه في ذلك الحين، ان هناك من أراد ان يحرق دفعة واحدة فرصة عون ومراكب الحريري إضافة الى صورة نهاد المشنوق، باعتباره النائب السني الوحيد في الكتلة الذي دعا الى البحث في امكان انتخاب عون.

وتعليقا على واقعة التسريب المتأخر، يشير مصدر في “المستقبل” الى “ان هناك قولا شائعا مفاده ان الانكليز لا يروون النكات الاثنين حتى لا يضحكوا خلال القداس في الكنيسة الاحد، (ما معناه انهم يحتاجون الى وقت لفهمها)، والذي حصل هو ان الكتلة اجتمعت الاثنين وشاع فحوى النقاش الأحد”.

ولئن كان صحيحا، ان الحريري تجنب حتى الآن إعطاء موقف واضح وصريح باستعداده لدعم ترشيح الجنرال، وان مزاج “أغلبية الثلثين” في كتلته هو ضد هذه الانعطافة (تردد ان بعض النواب استخدم خلال اجتماع “العصف الذهني” تعابير قاسية في معرض الاعتراض على تأييد ترشيح الجنرال، كقول أحدهم: يا أرض انشقي وابلعيني قبل ان أصوّت لعون..)، إلا ان الاشارات المنبعثة من الحلقة الضيقة المحيطة بالحريري توحي – على الرغم من المظاهر السلبية – بان كل شيء لا يزال واردا.

ويعتبر المؤيدون لانتخاب عون من “الاستشهاديين السياسيين” في صفوف “المستقبل”، انه يوجد العديد من الاسباب الموجبة التي من شأنها ان تبرر الدفع في اتجاه الاتفاق مع الجنرال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.