#عمليات_انتحارية تضرب #القاع على دفعتين.. واعترافات خطيرة لموقوفين من #داعش عن مخططات للتفجير

 

على وقع عقد جلسة استثنائية للحكومة اليوم لمناقشة ملفات مالية، انشغلت الصحف بالحديث عن التفجيرات الارهابية التي استهدفت بلدة القاع البقاعية والخوض في دلالاتها وتفاصيل تنفيذ العمليات الانتحارية من قبل المنفذين.

وتحدثت غالبية الصحف عن ملابسات التفجيرات الانتحارية التي حدثت فجر وليل الاثنين، والتي سقط فيها عدد من الشهداء والجرحى.

كما اهتمت الصحف بعرض اعترافات لبعض الموقوفين من تنظيم “داعش” عن مخططات لتفجيرات يحضّر لها التنظيم في لبنان.

بانوراما الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 28-06-2016

بانوراما الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 28-06-2016

“السفير”:  «الدواعش» يحاولون استرهان القاع بالانتحاريين والقنابل: استنفار عسكري وأهلي.. وحداد وطني اليوم

فقد رأت “السفير” أنه قبل ان يحتل «داعش» المشهد الميداني على جزء كبير من الحدود اللبنانية ـ السورية شرقاً، بشراكة تنافسية مع «جبهة النصرة»، كان أهل المثلّث الحدودي في محافظة بعلبك ـ الهرمل، وبالذات القاع ورأس بعلبك والفاكهة والهرمل والعين واللبوة وعرسال من الجهة الأخرى، يعيشون قلقاً ممضّاً يفرض عليهم أن يكونوا على سلاحهم لصد الغارات المحتملة لهذه المجموعات التكفيرية المسلحة، ذلك أن أرزاقهم في مزارع القاع ومشاريعها، حيث تتداخل الحدود اللبنانية ـ السورية، في قلب الجبال التي تجلّل هذه المنطقة.

ولقد عاش أهالي هذه «البلاد» سنوات صعبة، خصوصاً أنهم قد رفضوا أن يتركوا بلداتهم وأرزاقهم سواء في السهل أو في الجبال المحيطة، والتي كانت بدورها مصدر دخل بحجرها المتميز في فنون البناء الأنيق.

ولما طال زمن القلق، راح الأهالي يستعدون للأسوأ، وهم «المقاتلون» المعروفون بالرجولة والثبات في الدفاع عن حياتهم وأرزاقهم وهويتهم الوطنية… خصوصاً وقد تولى الجيش تعزيز مواقعه بالسلاح والرجال وبعض الأسلحة الحديثة: طائرات كاشفة ومناظير ليلية ودوريات مستمرة ومواقع محصّنة في «الخاصرة الرخوة» في الجرد، ومراقبة مستمرة لمشاريع القاع.

في هذه الظروف الحرجة، وُجد من ينفخ النفير الطائفي، محاولاً الفصل بين الأهل المتجاورين الذين يعيشون الظروف الصعبة ذاتها، موهماً الناس أن القاع قضية منفصلة عن هموم جيرانها الذين كادوا يكونون أقرباء وأن الإرهاب يميز بين انسان وآخر!

“الأخبار”: «الجحيم» الذي تحضّر له «داعش»: اعترافات موقوفين عن مخططات التفجير

من جهتها تحدثت صحيفة الأخبار” عن وقوع عناصر بارزين في تنظيم «داعش» في قبضة الأجهزة الأمنية اللبنانية، تبيّن أنّ عدداً منهم مرتبط بقيادة التنظيم في الرقة، وتحديداً مجموعة العمليات الخارجية التي تتولى تنفيذ تفجيرات واغتيال. المسؤول المباشر عنها يلقب بـ«أبو الوليد السوري» ويتبع لـ«أبو البراء العراقي»، أحد معاوني «أبو محمد العدناني» (المسؤول الأول في تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والمتحدث الرسمي باسم التنظيم).

وكشفت التحقيقات أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يبحث عن عناصر «نظيفة» أمنياً، أي من غير المطلوبين للأجهزة الأمنية، ومن غير أصحاب السوابق. وأنّ هؤلاء يستأجرون شققاً في مناطق بعيدة عن الشبهة (الأشرفية والدورة مثلاً، كما في حالة تفجيرات برج البراجنة). وكانت غاية هذه الشقق تخزين متفجرات، واستقبال انتحاريين سيرسلهم «أمير أمني» مسؤول عن الساحة اللبنانية، لتنفيذ عمليات ضد لائحة أهداف محددة سلفاً. كان هذا الأمير «أبو الوليد» قبل مقتله. وتبين أن عناصر «الدولة» أيضاً كانوا يتواصلون مع تجار أسلحة لشراء بنادق حربية وأسلحة رشاشة. إذ إنّ الغاية ليست تنفيذ تفجيرات فحسب، بل إنّ المخطط كان أكثر دموية.

بعد «أبو الوليد»، بدأ «أبو أنس» مهمته باندفاع. أعاد التواصل مع الخلايا النائمة، فبدأ التخطيط للمرحلة المقبلة. كلّف «أبو أنس» عناصره في لبنان تحديد أهداف لتجمعات أجانب، ولا سيما من الجنسيات الأميركية والفرنسية والبريطانية بغية استهدافها.

كذلك تبيّن أنّ الموقوفين كُلّفوا استطلاع تجمعات سكنية، لتحديدها كأهداف. وورد في الاعترافات أنّ رُسُلاً من التنظيم جالوا في البقاع وبيروت وضاحية بيروت الجنوبية لتحديد الأهداف المطلوبة. وتولّى بعضهم المراقبة في الضاحية وصيدا وصور بعد التستّر في أعمال جانبية، كالعمل في بيع المياه، لرصد الأهداف.

كذلك بيّنت الاعترافات أنّ قيادة التنظيم تُعدّ لإرسال مجموعة انتحاريين، طالبة من عناصرها الموجودين في لبنان تهيئة منازل لاستقبالهم. وتبيّن أنّها بصدد إرسال أحزمة ناسفة مخبّأة داخل سيارة بطريقة يصعب كشفها. وذكر أحد الموقوفين أنّ تعليمات إفراغ السيارة من الأحزمة الناسفة كانت ستُرسل مصوّرة في مقطع فيديو، علماً بأن أسلوب عمل هؤلاء في حال تسلّمهم سيارة محمّلة بأحزمة أو متفجرات أو أي اغراض مخبأة في سيارة، يقتضي أن يكون السائق يحمل «فلاش ميموري» تحتوي على تعليمات عن كيفية استخراج تلك المواد من السيارة. كذلك صار هؤلاء يحرصون على تفخيخ السيارات بشكل مخفي يصعّب اكتشافها.

“النهار”: القاع في مواجهة أشرس حرب انغماسية تتحدّى كل لبنان

وفي اطار الحدث عن تفجيرات القاع، قالت صحيفة “النهار” أن الحرب الارهابية على البلدة اتخذت طابعاً فائق الخطورة عندما تجاوزت ليل أمس الموجة الأولى التفجيرية التي استهدفت البلدة فجراً لتتجدد في موجة ثانية من الهجمات الانغماسية الاجرامية الدامية ولم تنجح في منعها كل الاجراءات العسكرية والامنية والاستنفارات الاهلية ولم يبق معها أي مجال للشك في ان القاع كانت هدفاً لمجازر تسلسلية هي اشرس ما تعرضت له منذ مجزرة العام 1978.

منذ ارتسمت خطوط المواجهة اللبنانية مع تداعيات الحرب السورية والقاع تقف عند خط المواجهة المتقدم وتتحسب مستنفرة لاستهدافها في أي لحظة. وتصاعدت حال استنفارها خصوصاً بعدما تضخم واقع منطقة مشاعات مشاريع القاع المتنازع عليها جغرافياً وعقارياً منذ القدم، الأمر الذي استتبع تنامي مخيمات اللاجئين والنازحين السوريين في هذه المنطقة الى حدود بالغة الخطورة لم يغال أبناء البلدة أمس في وصفها بأنها باتت أقرب الى مخيم نهر بارد آخر بكل ما تختزنه من عوامل الخطورة في التلطي وراء اللاجئين لتدبير عمليات ارهابية.

ومع ان هذا الواقع القلق الذي حاصر بلدة القاع تبدد الى حدود بعيدة في ظل تشدد الجيش في اجراءاته الاستباقية والدفاعية على طول الحدود اللبنانية – السورية كما في ظل يقظة أبناء القاع الدائمة، فان أحداً لم يتصور حجم الهجمة التي تعرضت لها البلدة فجر امس عبر “معبر الموت” الذي أتاح لاربعة انتحاريين “انغماسيين” التسلل فجرا الى القاع لينتهي الأمر بهم الى تفجير انفسهم وايقاع خمسة شهداء و16 جريحاً من أبناء البلدة في مواجهة دامية اجمع الرأي الداخلي على انها افتدت لبنان بأسره من خلال شجاعة أبناء القاع في التصدي لها.

“الجمهورية”: ما الرسالة من وراء تفجير القاع؟

صحيفة “الجمهورية” توقفت من جهتها عند الرسالة التي أرادها منفذو هذا العمل الارهابي، ورأت أن العملية الارهابية التي شهدتها بلدة القاع، تشبه، وذلك من حيث الشكل والتنفيذ، العملية الارهابية التي أحبَطتها مخابرات الجيش قبل نحو شهر، وكانت تريد استهداف شارع يكتظّ بروّاد الملاهي الليلية في العاصمة بيروت. وقد أظهرت التحقيقات في شأنها أنّ ثلاثة إرهابيين أوكلوا بمهمة تنفيذها، أوّلهم كان يعتزم إطلاق النار عشوائياً على رواد المقاهي ثم يُفجّر نفسه بحزامه الناسف، ويليه الثاني الذي كان سيُفجّر نفسه حينما تحضر قوات الامن، فيما يحتجز الثالث رهائن في كنيسة قريبة من المكان.

السيناريو نفسه تقريباً نُفّذ عملياً في القاع، حيث فجّر ثلاثة انتحاريين أنفسهم على التوالي، الأوّل أمام منزل احد المواطنين، والاثنان الآخران فجّرا نفسيهما على فترات متباعدة عندما مرّت قوات الامن في طريق مجاور قاصدة مكان الانفجار الأول.

ويقود التشابه بين العمليتين لجهة طريقة تنفيذهما (إنغماسيون يفجرون أنفسهم بالتتالي) واختيار هدف لديه رمزية مسيحية، الى استخلاص استنتاج أولي وأساسي يفيد بأنّ القرار الارهابي الذي خطّط لعملية القاع أراد من جهة تعويض فشل سلسلة العمليات الارهابية التي تمّ إحباطها بعدما كان مخططاً تنفيذ معظمها خلال فترة رمضان؛ وأراد من جهة ثانية وفي الأساس تطيير رسالة إلى الدوليين الذين يُحضّرون العدة لدخول الرقة (سواء انطلاقاً من منبج كما يفعل الاميركيون بواسطة قوات سوريا الديموقراطية، أو انطلاقاً من تدمر – السخنة كما يفعل الروس بواسطة الجيش السوري وحلفائه)، بأنّ ثمَن إسقاط عاصمة «داعش» في سوريا سيكون غالياً وسيفتح جبهات خارج سوريا، وسيكون من بين هذه الأثمان استهداف الوجود المسيحي في المشرق.

والواقع أنّ معظم المعلومات المسرّبة الى بيروت منذ أيار الماضي تحدثت عن قرار لـ»داعش» بأخذ لبنان رهينة أمنية استراتيجية لمنع إسقاط الرقة، ولكنّ يقظة الاجهزة الامنية حرَمت «داعش» من ترجمة قرارها عملياً في الميدان اللبناني، ما اضطرَّها إلى تعويض فشلها في اختراق العمق اللبناني، عن طريق انتقاء هدف لبناني ناءٍ يقع قرب مواقعها عند الحدود مع سوريا.

ويَبدو أنّ «داعش» اكتفت بالرمزية المسيحية التي تُمثّلها بلدة القاع، واعتبَرت أنّ طابعها المسيحي سيكون كافياً لإيصال رسالتها الأساس من العملية الى الغرب، وهي تتوعّده بأنّ الثمن الذي سيُدفع مقابل سَعيه إلى إسقاط الرقة وتزخيم منسوب الحرب على «داعش» في سوريا والعراق، سيكون غالياً، ويشتمل ضمن ما يشتمل تهديد الوجود المسيحي في المشرق.

ويسود لدى متابعين لملف أداء «داعش» وشقيقاتها في هذه المرحلة، انطباع يستند الى تقاطعات استخباراتية غربية وشرقية، قوامه أنّ تنظيم الدولة الاسلامية سيدخل في المدى المنظور أساليب خطرة على طرائق عمله، تتمثّل في توسيع رقعة عملياته لتشمل ساحات جديدة بينها لبنان والاردن خصوصاً، وأيضاً في اوروبا، كما سيلجأ الى استخدام مكثّف لسلاح الإنغماسيين الذين ينفذون عمليات تفجير انتحارية جماعية (أكثر من انتحاري في عملية واحدة) وذلك ضد اهداف مدنية وعسكرية، وذلك بهدف إيصال رسائل رعب وتخويف وتعميق الاحساس بالقلق الوجودي لدى مكونات طائفية بعينها وأبرزها في هذه المرحلة الطائفة المسيحية، لأنّ المسّ بها يخلق ردود فعل شعبية داخل أوروبا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.