عملية الاقصى تبهر الاصدقاء وتصعق الاعداء

العملية البطولية والجريئة التي نفذها ثلاثة شبان فلسطينيون صبيحة الجمعة في باحات المسجد الاقصى لها دلالات ومغاز كبيرة سواء في الظرف الزماني او المكاني اضافة الى انها كانت عملية نوعية من فكر وتخطيط فردي لم يرتبط باي فصيل فلسطيني وهذا يدلل على ان المقاومة في فلسطين اصبحت خيارا شعبيا لا بديل عنه وكانت الاكثر ايلاما للصهاينة وحماتهم الغربيين والعرب المتصهينين والسلطة الفلسطينية المتخاذلة التي سارع رئيسها بالاتصال بنتنياهو والتنديد بالعملية، بان هؤلاء الشبان الثلاثة هم من مدينة ام الفحم داخل اراضي الـ 48 المحتلة والاكثر من ذلك انهم ولدوا بعد معاهدة اسلو الخيانية ولهذه الامور دلالاتها الكبيرة بان الشباب الفلسطيني المحاصر تماما داخل اراضي الـ 48كشف ذاته وبات اليوم هو مشروع مقاومة يعتمد على نفسه ولا يعول على دعم اي من الخارج وقد اخذ على عاتقه زمام المبادرة يخطط ويبتكر وهذا ما ترجمه فعليا على الارض من خلال عملية الامس في الاقصى المبارك حيث اخترق كافة الحواجز الصهيونية الى ان وصل الى باحات الاقصى بسلاحة الناري رغم كل الاجراءات الامنية المشددة التي يفرضها جيش الاحتلال الصهيوني في القدس وخاصة يوم الجمعة، فهذا الاختراق وبشكل عام العملية النوعية الفردية التي نفذها هؤلاء الشباب قد احيت الأمل في قلوب شعوب المنطقة والعالم بان القضية الفلسطينية لازالت حية وفي نفس الوقت قد زلزلت اركان العدو الصهيوني وحماته في الغرب والمنطقة بان المقاومة المسلحة لم تعد تنحصر بالفصائل الفلسطينية الاسلامية منها او الوطنية بل انه اصبح خيار شعب يجعل من كل شاب فلسطين سواء في اراضي الـ 48 المحتلة او بعد الـ 67 مشروع مقاومة وقنبلة موقوته ترعب العدو الصهيوني وهذا الهاجس الكبير الذي يقض مضاجعه ويخطف النوم من عيونه.

اما ظرفها المكاني فهو المسجد الاقصى الذي انتخبه هؤلاء الشباب لقداسته وحساسيته للعدوالصهيوني بان التهويد خط احمر وان الشباب الفلسطيني قادر على الوصول الى اي مكان يراه ضروريا لايصال رسالته. اما بعدها الزماني فاولها افهام العدو الصهيوني بان ممارساته القمعية واعتداءاته وارهابه اليومي ضد الشعب الفلسطيني لن يمر دون جواب والثاني افهام العرب المتصهين الذين يقفون خلف سلطة عباس بان مشاريعكم التخاذلية والاستسلامية قد سقطت واصبحت وراء ظهورنا رغم كل سياساتكم التساومية ودعمكم وتمويلكم السخي لنشر ثقافة الانبطاح والتطبيع مع العدو الصهيوني وهذا رد قاطع وحاسم على خياناتكم ولا ننسى انها تنفذ في الذكرى السنوية لانتصارات حرب تموز المجيدة التي لها دلالاتها الخاصة. وبالطبع كان للشباب الفلسطيني الذي استشهد بهذه العملية التي كان عنوانها الصارخ التحدي الاكبر لكل داعمي العدو وخاصة اميركا بانه لا مكان لسفارتها في القدس وعليها توخي الحذر والدقة.

ولا شك ولاريب فيه ان عملية الاقصى البطولية جاءت في وقتها لتضع العدو وحماته امام مفصل تاريخي ليعيدوا حساباته تجاه الشعب الفلسطيني وقدراته الجبارة لاستعادة حقوقه المغتصبة وعليهم ان يدركوا ان تقادم الزمن لا يسقط هذه الحقوق التي لا بد من ان تعود لاصحابها شئتم ام ابيتم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.