في عيد المدافعين الروس!

 

موقع إنباء الإخباري ـ
الشيخ محمد حسن التويمي*:

في 23 من الشهر الجاري، تحتفل روسيا بقضها وقضيضها، كبيرها وصغيرها، رجالها ونسائها، بعيد الروس المدافعين عن وطنهم الروسي، بينما تحتفل السفارة الروسية ومُلحقيتها العسكرية لدى الاردن بهذا العيد في 22 منه.

يقول التاريخ، أن للإحتفال بعيد “القوات” نكهة خاصة في كل روسيا، فقد تمكّن الجيش بكل فروعه من دحر كل من سَوّلت له نفسه الإعتداء على روسيا وعاصمتها، منذ آماد بعيدة وحتى موغلة في التاريخ، ومروراً بكل القادة الأجانب الذين هُزموا على أراضيها، وقوات هتلر وموسوليني ومن جرّ جرّهم، من الذين جرّوا أذيال الهزيمة على مشارف موسكو ولينينغراد، وفي ستالينغراد، ومينسك وكييف وغيرها من مدن روسيا والاتحاد السوفييتي، التي طردت جحافلهم وأذاقتهم مرارة الهزيمة، وأعادتهم، لكن بأسمالهم الى برلين.

كما ألحقت القوات السوفييتية التي شكّلت القومية الروسية أساسها، (لأن الشعب الروسي كان ومايزال الأكبر والأكثر عدداً بين قوميات روسيا)، هزيمة ماحقة بالقوات اليابانية في منطقة الشرق الآسيوي وعلى أراضي الصين، التي تحرّرت من تلك القوات الإمبرطورية، فدنا العصر الجديد ، الحالي، للصين بتأسيس جمهورية الصين الشعبية ورئيسها الصديق شي جين بينغ، التي تتحالف اليوم مع روسيا الصديقة برئيسها فلاديمير بوتين، من أجل سلام الأُمتين والعالم.

قبل سنوات، كتبت ماريانا بيلينكايا المُعلّقة في وكالة أنباء نوفوستي الروسية، أن في روسيا وحدها مواطنون من قرابة 40 قومية يدين أبناؤها بالإسلام. ويجب ان نضيف إليهم  المسلمين القاطنين في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق الاخرى. واذا ما حاول كل شعب  إحصاء عدد ابطاله، فأن جَمع مثل هذه المعطيات معاَ ليس بالأمر السهل.  والجهات الوحيدة التي يمكن ان تقوم بذلك هي الهيئات الدينية للمسلمين. لكنهم يقولون ” نحن لا نريد تقاسم النصر، فقد كان مشتركاً بالنسبة الى جميع شعوب الاتحاد السوفييتي.

تقول المعلقة الروسية، ومع ذلك يستحق الامر إيراد بعض المعطيات. فقد حصل على لقب بطل الاتحاد السوفيتي  130مسلماً، لمشاركتهم في تحرير بيلوروسيا، ويوجد بينهم تتار أيضاَ. وحصل على هذا اللقب في سنوات الحرب كلها حوالي170 تتارياَ.  وهم يحتلون من حيث هذا المؤشر المرتبة الرابعة  بعد الروس والاوكرانيين والبيلوروسيين. وحصل على لقب بطل الاتحاد السوفييتي مرتين  كل من الطيارين (موسى غارييف) و (طلعت بيغلدينوف) – الإبن المشترك للشعبين التتاري والكازاخي.

ومُنِحَ لقب بطل الاتحاد السوفيتي لألكسندر ماتروسوف الذي قام في 23 شباط/فبراير عام 1943 بسد فتحة نقطة نارية معادية بجسده  في لحظة حاسمة. وقد ضحّى بحياته من اجل إنقاذ حياة العشرات من رفاقه. وكان يبلغ من العمر19 عاماً. وكان الجميع في الاتحاد السوفييتي يعرفون إسم (ماتروسوف)، ولم تتضح حقيقة أمره “إلا مؤخراً”.   وإسمه الحقيقي (شاكر محمد جانوف)،  وولد في أُسرة تتارية في جمهورية بشكيريا الروسية، وفقد والديه مبكراً، وجرى ارساله الى دار للأيتام، وأُعطي له إسم ولقب أخر، بغية ألاّ يلفت الانتباه بين أقرانه.

عِلماً بأن النساء المسلمات توجهن الى الجبهة ايضاً وعملن كطبيبات وممرضات، وكن ينتشلن الجرحى من المواقع الامامية تحت أزيز الرصاص.  وكانت توجد بينهن نساء حاربن  الى جانب الرجال.  وقد ذهبت الى الجبهة كالمتطوعة الفتاة الأنجوشية (ليالا  اوجاخوفا).  وامضت الأعوام الاربعة كلها  تحارب في وِحدة مدفعية كموجّهة للنيران، ثم آمرة وحدة مدفعية. وقامت التتارية (مرغوبة سيرتلانوفا) بأكثر من 780 طلعة قتالية ليلية في قاذفة قنابل.

لقد كان النصر السوفييتي والروسي في الحرب العالمية الثانية نصراً للجميع، وشارك فيه أبناء مختلف القوميات والأديان وبينهم مسلمون، ويَفخر الروس بأنهم متراصون جميعاً بغض النظر عن اختلافاتهم الدينية واللغوية والقومية، فهم أبناء وطن واحد وموَحَّدُون فيه وتحت علم روسيا، لذلك يُسمّون العيد الحالي بعيد المدافعين عن الوطن، عيد جميع المدافعين وجميع المدافعات.

فكل عام وأنتم بخير أيها المدافعون والمدافعات في روسيا عن الوطن الشامل للكل، ولتكن قيادة روسيا والرئيس بوتين هي الأُخرى بخير وسعادة دائمتين.

*عضو ناشط في رَابِطة القَلمِيين مُحبِي بُوتِيِنْ ورُوسِيّه لِلأُردنِ وَالعَالَم العَربِي.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.