في غزة … الحياة فوق الركــــام

gaza-houses3

موقع إنباء الإخباري ـ
خاص من غزة ـ تحقيق وتصوير: أشرف المدهون:
الحق في الحياة هو حق كل إنسان يعيش على هذه الأرض، الصغير منهم والكبير، ولا سيما حياة كريمة تنعم بالأمان والإطمئنان. أما هنا في غزة، فالحياة فوق الركام!!
هذه البقعة الصغيرة من الأرض أبهرت العالم بمصداقية القول وبقوة الفعل، فالحياة هنا جعلتهم يتحدثون عن غرابة هذا المجتمع الذي تحلى بالصبر، وتحدى بصموده الكثير من الأوجاع والآلام.
البيوت هدمّت على رؤوس ساكنيها، وعائلات فقدت أغلى ما تملك من فلذات أكبادها.
الناس هنا فقدوا أجمل ما يملكون، أسرارهم التي تركوها بين جدران منازلهم المدمرة، ذكرياتهم التي  تجمعهم وذويهم طوال سنين. gaza-houses1
وبعد هذه المعاناة، عاد الناس من المدارس التي حوّلت إلى مراكز إيواء للنازحين، رافعين رؤوسهم صوب السماء، تجمعهم وحدة الصف وروح المقاومة.
خيام متواضعة نصبت فوق أنقاض هذه البيوت المدمرة، تعبّر عن صمود هذا الشعب الذي سطر بأمجاده معاني الصـمود والثبــات. سنوات كثيرة مرّت، والشعب الفلسطيني يعاني الأمرّين، مرارة الحصار وظلمه، ومرارة الاحتلال الذي يحاول مراراً وتكراراً أن يكسر كرامة هذا الشعب، فكسرت كرامة المحتل.gaza-houses2
هنا في حي الشجاعية جلس “أبو محمد وعائلته” تحت خيمة وضعها على أنقاض بيته الذي أصبح ركاماً، بعد أن دمرته طائرات الإحتلال، ولسان حاله يقول: “كل ذلك فداءً للمقاومة”. يحاول أن يوصل رسالة بأن الشعب الفلسطيني، ولا سيما قطاع غزة، سيبقى شامخاً وصامداً يواصل الطريق حتى تحرير القدس.
يتكلم بلغة الرجل الواثق: “سنبني كل هذه البيوت التي دمرت، وسنعود للحياة، وإن هدمت مرة أخرى سنعمرها”. هكذا معنويات الناس في غزة، جميعهم على أمل بأن النصر حليفهم وأن هذه المعركة هي بداية لمعركة التحرير التي ستصحبهم إلى بيوت أجدادهم التي شرّدوا منها في العام 48.gaza-houses4
أما حكاية “أم محمد ” فهي حكاية لا توصف، جالسةُ تنظُر إلى بيتها بنظرة استفهامية، تتأمل بذكرياتها التي دفنت أسفل هذا الركام، ذكرياتها التي تحطمت في برهة من الزمن، لا تستطيع وصفَ حالِها: “كيف لي أن أتكلم وقد دفُنت أجمل ذكرياتي تحت هذا الركام”، خرجت منها هذه الكلمات وعيناها لم تكفّ عن البكاء الذي يعتصر كل هذا الألم، دموعها ممتلئةً بالأمل بأن الحياة مستمرة، فصمودها المصحوب بالثقة بأن المقاومة هي من ستسترد حقوقها وتعيد لها أرض أجدادها تعبير عن مواصلة الطريق حتى تحرير القدس.gaza-houses5
الأطفال هنا في صورة أخرى عن سابقها. في العادة يخرج الطفل من رحم أمه وهو يبحث عن الأمان، وعندما يكبر قليلاً يبدأ باللعب بالأشكال المختلفة من الألعاب. أما في غزة فتقتل الأمهات ويخرج من رحمها الطفل، إما شهيداً أو يتيماً، يعاني في بداية حياته. لعبته هي أكوام من الحجارة على أنقاض منزله الذي دمر. وإن كبُر قليلاً، أصبحت لعبته البندقية التي سيسترد بها حق أمه التي حُرم من رؤيتها، فهذه هي الحياة فوق الركام.gaza-houses6

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.