قائد في ألوية الناصر صلاح الدين: شاركنا في دورات داخل لبنان ودرّبنا عناصر من حزب الله في غزة وخارجها

palestine - gaza - sala7 ldin
دخلت الحرب على غزة يومها التاسع والأربعين. لا تزال المقاومة تطلق صواريخها كأنها في يومها الأول. استطاعت «الأخبار» بصعوبة التقاء، أبو طارق، وهو قائد ميداني في ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكرية للجان المقاومة، وفيما كانت بداية المقابلة خلال الهدنة الأخيرة، أعدنا إكمال الأسئلة مع عودة الحرب

■ انتهت الهدنة بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي، واستعرت الحرب مجدداً. هل كنتم توافقون على اعطاء العدو هدناً متكررة؟
كنا في ألوية الناصر صلاح الدين ضد إعطاء العدو الهدن، لأننا نتخوف من استغلالها لإعادة تفعيل العملاء، وجمع المعلومات الاستخبارية عن أماكن وجود رجال المقاومة وقادتها أو مخازن الصواريخ. قلنا إن الاحتلال الإسرائيلي سيستغل هذه التهدئة من أجل تحديث معلوماته، ما قد يعرضنا للخطر، وقد أثتبت محاولة اغتيال القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، صحة هذا التخوّف، لكننا من أجل وحدة الصف الفلسطيني وافقنا عليها.

■ بالنسبة إليكم كيف كنتم تستغلون هذه الهدن مع العدو؟
كنا نعمل على التأكد أن أماكن تخزين الصواريخ ومرابضها غير معروفة للعملاء، فنحن لا نكافح عيون العملاء والجواسيس المحليين فقط، بل هناك دول إقليمية تتعاون أيضاً مع العدو ضدنا، إضافة إلى العمل الميداني، كنا نحرص على المحافظة على معنويات المقاومين مرتفعة، وخاصة مع تكرار هذه الهدن التي قد تضعف معنوياتهم. من المعلوم أن اعتمادنا الأساسي في قتالنا مع العدو هو على صلابة المقاوم، لذلك كنا نعمد إلى تبديل المقاومين وساعات رباطهم حتى يطمئنوا إلى أهلهم وأقربائهم.

■ هناك أحاديث عن احتمال شن حملة بريّة جديدة ضد قطاع غزة، فهل أنتم جاهزون لها بعد 49 يوماً من القتال؟
لا نظن أن الجيش الإسرائيلي مؤهل لخوض معركة برية في هذه الظروف. فاندلاع الحرب في شهر تموز، وهو شهر حار، أثّر سلبياً على أداء الجنود أصحاب البشرة البيضاء، وصور الوكالات الدولية أظهرت كم الراحة والاسترخاء لدى حشودهم على الحدود.
أيضا نقص معلومات العدو عما تملكه المقاومة من قدرات حرم جنود العدو العمل بحرية في الميدان، لأننا وفصائل المقاومة نعمل في سرية متناهية، ونحرص على ألا يعرف الاحتلال طبيعة الأماكن والكمائن المعدّة. خلال القتال البري الأخير، كان الجنود يفضلون البقاء داخل الدبابات خوفاً من القنص أو الاختطاف.
لذلك يبدو أن العدو طلب الهدنة لاستغلال عامل الوقت وربما حتى انخفاض درجات الحرارة.

أما لو عادوا مرة أخرى، فببساطة هذا أفضل من أن نذهب إليهم. كانت العمليات العسكرية التي ننفذها خلف الخط الأخضر تكلف عشرات الآلاف من الدولارات حتى نصل إلى دبابة ونستهدفها بدءا من الإعداد وحفر الأنفاق والعمل بسرية، وكنا عند تنفيذنا هذه العمليات نأمل إصابة جندي، فمن البديهي أن الأسهل أن تأتي الدبابات والجنود إلينا. زيادة على ذلك، هناك قرار بضرورة خطف جنود، والمهم أن نكشف أننا خلال المعركة نحرص على «تفنيد الجنود»، أي تصنيفهم والتفريق بين الدروز والبدو واللحديين، المنضوين في جيش العدو، لأن الهدف هو أسر الجنود الإسرائيليين الخالصين مئة بالمئة، وذلك كي نبادلهم بأسرى ونضمن نجاح الصفقات لاحقا.

■ هل لديكم تمثيل في غرفة العمليات المشتركة مع باقي الفصائل؟
التنسيق قائم مع كل الفصائل الفلسطينية، ولدينا ممثلون في غرفة العمليات الموحدة عند تفعيلها، فأي تطور ميداني وعسكري نكون على علم به.
■ إلى أي مدى وصلت صواريخكم التي أطلقت على المدن المحتلة، وإلى متى تستطيعون الاستمرار في إطلاقها؟
لا يعرف العدو ماذا نملك من صواريخ، ولا يعلم إلى أي مديات يمكن أن تصل النار.
في الأيام الأولى للحرب قصفنا المستوطنات القريبة من غزة، وبلغ مدى صواريخنا من 20 إلى 40 كلم. بعد 20 يوما من العدوان وتطور المعركة الميدانية أطلقنا صواريخ تصل إلى 65 كلم. مع استمرار الحرب سيفاجأ العدو بمديات أبعد وعمليات برية أشرس. أما عن المخزون، فإننا لم نستعمل سوى أقل من 10% مما نملك. ومع كل صاروخ نطلقه يكون بديله جاهزا، لأن وحدة التصنيع لدينا لم تتوقف عن إنتاج الصواريخ خلال الهدنة أو تحت القصف.

■ كيف تأتون بالمواد الأولية لتصنيع هذه الصواريخ؟
هناك إصرار من قيادة الألوية على استمرار تصنيع وتطوير الصواريخ رغم الحصار. ومع أننا نعلم أنّ هناك عملاء يراقبون ماذا نفعل. هناك قرار لدى دائرة التطوير في الألوية أنه مهما كلف الثمن الذي يجب دفعه من دماء وأموال لتطوير قدراتنا الصاروخية فإننا لن نقصر. إضافة إلى تصنيعنا المحلي للصواريخ، فإننا نستخدم الأنفاق أيضاً لتهريب أسلحة ومواد أولية من الخارج للتصنيع.
■ هل هناك تواصل بينكم وبين حزب الله؟
كل العرفان والتقدير لإخواننا في حزب الله، الذين لا يبخلون علينا في الألوية بشيء. أشركوا شبابا ومقاتلين من الألوية في عدة دورات عسكرية ليتدربوا مع الحزب في لبنان. لقد تعلم مقاتلونا خبرات قتالية جديدة، وأصبحت لديهم معرفة أوسع بأنواع الصواريخ وتقنيات صناعتها وكيفية تحديد الإحداثيات وصولا إلى تمويه وزرع العبوات. ولدينا معرفة ممتازة بـ«طبخ المتفجرات» بكل أنواعها. بعد عودة العناصر إلى غزة محملين بمعلومات وأفكار عسكرية من حزب الله، استخدمنا هذه التقنيات في الميدان، وأثبتت نجاعتها في الحرب الدائرة حالياً، كما التقينا عناصر من الحزب دربوا شبابنا على صناعة الصواريخ وإطلاقها، وذلك داخل وخارج حدود قطاع غزة.

■ كيف تنظرون إلى تعاونكم مع حزب الله وقول أمينه العام، السيد حسن نصر الله، خلال الحرب إن الحزب سيدعم المقاومة في غزة؟
نحن في ألوية الناصر لا تفاجئنا عطاءات الإخوة في حزب الله، وعلى رأسهم الشيخ المناضل، الشيخ الأكبر حسن نصر الله. كما لا يفاجئنا استمرار الدعم لتنظيمنا وهو لم يتوقف للحظة.
أملنا كبير في الإخوة في الحزب الذين لم يخذلونا دقيقة واحدة. ومن المعروف أن خطابات الشيخ الجليل حسن نصر الله صادقة، وأنه لا يقول كلاما عبثيا.
بعد خطابه الأخير عن دعم المقاومة، نقل العدو بعض جنوده من الجنوب إلى شمال الكيان خوفا من تدخل حزب الله عسكرياً في الدقائق الأخيرة، وكنا من حدود غزة نراقب تحرك الآليات الإسرائيلية، وكانت لدينا معلومات عن نقل العدو بعض قطعه إلى الشمال كما جرى عام 2006. أخيرا من المعلوم أن الحزب يقدم الدعم اللوجستي والمادي والمعنوي إلى فصائل المقاومة وكثيرون يعلمون أن هذا الدعم لم يتوقف.

تضم ألوية الناصر ما يقارب 3 آلاف مقاتل، وهي الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية. تشكلت الألوية عام 2001 مع بداية انتفاضة الأقصى، وشاركت في عمليات أبرزها تفجير أول دبابة ميركافاه، وكذلك أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، كذلك أثبت مقاتلوها شراستهم في الحروب الأخيرة.

 

صحيفة الأخبار اللبنانية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.