كاتب تركي : ترامب رفع “الراية البيضاء” ميدانياً في سوريا



 اعتبر الكاتب التركي، بيرجان توتار، أن مرحلة انتزاع السيطرة على الخريطة السياسية السورية من تنظيمات كوحدات حماية الشعب و”داعش” و”تحرير الشام”، بدأت رسميا.

وقال توتار في مقاله في صحيفة “صباح” التركية أن بدء هذه المرحلة رسميا كان قبل أيام مع المحادثة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.

وأشار الكاتب إلى أنه عقب المحادثة أعلن البيت الأبيض أنه سيقطع تسليح وحدات حماية الشعب، ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا. وتتداول الكواليس أن الصقور في إدارة ترامب عانوا صعوبة كبيرة في اتخاذ القرار، وعلى الأخص مستشار الأمن القومي هربرت مكماستر.

ولفت الكاتب التركي إلى أن هذه الخطوة تشير قبل كل شيء إلى أن الحماية الأمريكية لوحدات حماية الشعب في طريقها إلى الزوال. ويبدو أن مشروع البنتاغون بشأن “شمال سوريا” هو الآخر ينهار، بعد “مشروع روجاوة”.

وبرر الكاتب هذا الأمر بأن الاستراتيجية الجديدة لن تقتصر على قطع التسليح فقط، والرئيس الأمريكي يريد إعادة الأراضي التي استولت عليها وحدات حماية الشعب إلى دمشق. ولهذا تشعر الوحدات والأوساط الداعمة لها بقلق شديد.

وتحدث توتار عن رسالة ترامب إلى أردوغان حول قطع دعمه لوحدات حماية الشعب والتي كان لها أصداء واسعة في الإعلام العالمي. فهيئة الإذاعة البريطانية تحدثت عن “تحول كبير في قرار ترامب”، فيما قالت “سي إن إن” “مع انتهاء داعش ينتهي تسليح وحدات حماية الشعب”.

وذكرت “نيويورك تايمز” أن “القرار سيخفض التوتر الأمريكي التركي”، بينما أشارت “ووردبرس” و”آر تي” إلى “خيانة تعرضت لها وحدات حماية الشعب”.

بدورها كتبت “هاآرتس” الإسرائيلية أن “ترامب أسعد تركيا، ووجه ضربة كبيرة لطموحات وحدات حماية الشعب”.

وفي الواقع، فإن ميسر جيفورد، وهو بريطاني قاتل إلى جانب وحدات حماية الشعب، قال قبل بدء عملية الرقة إن على الأكراد ألا يثقوا كثيرا بالولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الاتفاق المؤقت ذو الأهداف التكتيكية يوشك على الانتهاء.

وتابع الكاتب التركي: لا شك أن قرار ترامب يعني الانسحاب من سوريا، بيد أن وزير الدفاع جيمس ماتيس يؤكد على إبقاء بلاده 2000 جندي في سوريا بهدف الحصول على تنازلات من الأسد إلى حين انتهاء مفاوضات جنيف، وعلى مواصلة استخدامها وحدات حماية الشعب.

وكان بعض المسؤولين الأمريكين أكدوا أنهم يخططون لكسر نفوذ طهران ودمشق في المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب. غير أن الجميع يعلمون أن ترامب يعمل على بعض المشاريع التي ترمي للانسحاب من سوريا حتى عام 2019.

أفضل من حلل قرار ترامب هو السفير السابق لدى أنقرة، جيمس جيفري، الذي قال: “انتهت الحرب التقليدية مع داعش، ونعمل الآن من أجل إنجاح استراتيجية أكبر. لكننا لن ننجح دون تركيا. إذا أردنا البقاء في سوريا علينا إصلاح علاقاتنا مع تركيا”.

بطبيعة الحال، كان من الصعب جدا على الولايات المتحدة أن تثبت أقدامها في سوريا، وهي تخاصم تركيا أقوى بلد في المنطقة، على حد وصف الكاتب التركي.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.