كيف أكلت القوة الجوية السعودية الحصة الأكبر من ميزانيات التسليح؟

]قالت صحيفة “السفير” اللبنانية، في تقرير للكاتب أيمن عقيل، أنه مرّ وقت ليس بقليل على المزحة السمجة التي أطلقها أحد أعضاء وفد أميركي عسكري زار السعودية بغرض الاطلاع على حالة القوة الجوية للمملكة. الرجل أنهى حديثه قائلاً إن الطائرة الوحيدة التي استطاع السعوديون أن يضعوها في الجو هي تلك المستخدمة كمجسم معلق في الهواء على مدخل القاعدة العسكرية. آنذاك، نجحت المملكة في شراء أحدث ما تفتقت عنه التكنولوجيا الأميركية، أمّا نقل المهارات الضرورية للطيارين فذلك شأن آخر. هذه المهارات تتطلب شوطاً تراكمياً من التدريب والإرادة والخبرة، قطعت السعودية جزءاً منه في الوقت الحالي.

ويوضح الكاتب، أن السعودية تتصدر دول العالم في استيراد السلاح، وهي تجاوزت الهند كأكبر مستوردي الأسلحة في العالم العام 2014. ولكن من المتوقع أن يساهم انخفاض أسعار النفط في تآكل قدراتها على شراء السلاح في المستقبل القريب. وبالأرقام، تأكل القوّة الجوية للمملكة حصة هائلة من ميزانيات التسليح.

تعتبر طائرات «أف 15 إيغيل» (Boeing F-15 Eagle) عماد القوة الجوية السعودية، وهي تمتلك ثالث أكبر أسطول من هذه الطائرات الهجومية بعد الولايات المتحدة واليابان. وتمتلك السعودية 86 منها من النوع المخصص للقتال الجوي (Eagle air) و70 من النوع المتعدد المهام والذي يستخدم عموماً لقصف الأهداف الأرضية (Eagle strike)، وتشير التقارير إلى أن السعودية تنوي شراء 84 من هذه الطائرات المخصصة للقصف، ويعكس هذا ربما تقدير المملكة لاحتياجاتها في ضوء رؤيتها لدورها العسكري في الإقليم.

وبالإضافة إلى الطائرات الأميركية، يحتوي الأسطول الجوي السعودي على طائرات Tornado GR4 الأوروبية التي تشتهر بقدرتها الفائقة على حمل أوزان ضخمة من القنابل المخصصة للقصف. وتمتلك السعودية أيضا 72 طائرة تايفون (Eurofighter Typhoon) المتعددة المهام والمعروفة بأدائها القوي في القتال الجوي وبقدرتها أيضا على تنفيذ عمليات القصف الأرضي.

والجدير بالذكر أن السعودية حصلت على طائرات «تايفون» و «تورنادو» خلال الثلاثين السنة الماضية عبر صفقة اليمامة التي طالها العديد من الاتهامات بالرشى والعمولات غير القانونية. وبالنسبة للطائرات العمودية، تمتلك السعودية 82 حوامة أباتشي (Boeing AH-64D Apache) الأميركية والتي بدأ إنتاجها في نهاية السبعينيات لمواجهة هجوم سوفياتي محتمل في وسط أوروبا. أبلت هذه الطائرات بلاءً حسناً خلال حرب الخليج، لكن العديد من الخبراء يؤكدون أن أداءها خلال عمليات احتلال العراق العام 2003 كان متواضعاً ونجح الجيش العراقي في إسقاط طائرة منها وإعطاب عدد آخر.

السؤال الأهم يدور حول طبيعة العلاقة بين القوة الجوية للجيوش وقدرة هذه الجيوش على تحقيق الإنجازات. يتفق الخبراء على أن سلاح الجو يستطيع تحقيق أهداف ذات طابع عيني ومحدد ولكنه في سياق حرب شاملة يكون مفيداً إذا استطاع صانع القرار العسكري أن يجد له دوراً عسكرياً تمهيدياً يتكامل مع القوة البرية.

وهنا تبدو قدرة السعودية متواضعة تماماً قياساً على سجلّها في حرب اليمن. بمعنى آخر، الرشاقة القتالية التي تؤهل الجيش السوري وحلفاءه لإدغام جهودهم البرية مع الضربات الجوية الروسية في سمفونية قتالية فعّالة هي ما يفتقر إليه الجيش السعودي على الأرجح. ومن دون جيش بري مناسب ستبقى المقدرة في الجو، ولن تنزل إلى الأرض والواقع أبداً.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.