كيف ستبنى هذه الدول؟

 
موقع إنباء الإخباري ـ
ماجدة ريا:

وأسأل نفسي كيف يكون الإنسان جزءاً من هذا العالم الكبير؟ إذا كان لا يعلم حتى إذا كان فعلاً يمثّل ولو جزءاً من العالم الأصغر المتمثل في الوطن؟
هو الضياع يسيطر على عالم بني البشر، أوطاننا تحاصرنا إلى حد الإختناق، والفرد فيها يعيش دائماً ثورة البحث عن الذات، وعن الوطن.
الحرب فيها تطحن عظام البشر، الكل فيها يدور حول نفسه يبحث عن الحياة.
في البحرين، لمجرد تهمة سياسية يُعدم الشباب، وقبلها في السعودية اعتقالات وإعدامات، التجبّر هو سمة السلطات الحاكمة، حفاظاً على ملكها الدنيوي، وعروشها الخاوية على أهلها، لا مكان لفكر أو لكلمة تقال، فعقول المتسلّطين مقفلة، لا ترى سوى مصالحها على حساب الشعوب.
الحرية؟ وما هي الحرية في بلدان تتآكل ويعرّش فيها الظلم والظلام، هي بلدان لا تستطيع أن تؤمن أبسط حقوق المواطنة، من لبنان بلد الحريات إلى كل بلدان الجوار، حيث رحى الحرب تدور، والشباب فيها كبش الفداء…
العالم كله يقف عاجزاً أمام حصار اليمن، وذبح أطفاله، وهدم بناه التحتية، وتدمير الحجر والبشر..
العالم يقف عاجزاً أمام انتهاك الحريات في البحرين، وفي غيرها من الدول.
أي منظمات دولية أو حقوقية يمكن أن يأمن من خلالها الفرد أو يشعر بأن له سنداً في هذا العالم؟ أمام الأوطان المذبوحة، عليه أن يبحث بنفسه لنفسه عن درع الأمان، فكيف تبنى الأوطان على جماجم أهلها؟
لا دول ولا أمم متحدة ولا مجتمعات انسانية قادرة على حفظ انسانية الإنسان، وكلها غدت مسيسة، مسيرة لمصالحها، والشعوب تتخبط في مظلوميتها، وتقدّم التضحيات الجسام.
كيف سينظر الفرد على أنه جزء من هذا العالم، الذي أوهمونا أنه بات قرية صغيرة، مفتوحة الدروب، لكن الكل فيها ضائع، لا نظام ولا حدود، كيف سيستقيم هذا الوجود؟ وكل إنسان يشعر أنه مهدّد في وجوده، في أمنه، في ذاته؟
زمر الشر تتفاقم وتستشري، والأيادي العابثة لا تكفّ عن العبث، ونحن ننظر حولنا إلى جرائم لا تنتهي، وانتهاكات لا تغتفر.
هل سيأتي يوم تصطلح فيه أحوال البشر؟!
هل سنشهد قياماً للدول؟ هل سيكون هنالك دول تحترم مواطنيها، تخاف عليهم، تحميهم، تشعرهم أنهم أبناءها؟
انقسامات، انحيازات، مصالح.. والشعوب هي المطحونة والمغلوبة على أمرها، كيف ستبنى هذه الدول؟
هل سيأتي يوم يكون في الإنسان مواطناً آمناً في بلده، محفوظاً في حقوقه المدنية؟ أم أن ذلك سيبقى نظريات عفا عليها الزمن، وتبقى الأوطان هياكل من غير أعمدة!
وكم نحتاج لتبلغ بلداننا رقي الإنسانية فتحتضن أبناءها بحق؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.