كيف نثق بترامب؟!

كيف نثق بترامب؟!


موقع إنباء الإخباري ـ

فادي زواد السمردلي:

 

كيف نثق بترامب؟!

سؤال يتبادر لكل مَن يتابع السياسات المُتقلّبه والمزاجية والمتأرجحة للرئيس الأمريكي ترامب، وخير دليل على كل أعاصير مواقف هذا الرئيس إنسحاباته من المعاهدات الدولية، الواحده تلو الاخرى، “ليُحرج حلفاءه أمام العالم!”، وتصرفاته وسلوكياته تشي بأنه لا يرى وجودهم الى جانبه ولا معه في سياساته الدولية، ويعتبرهم كما لو أنهم خدم له وتابعون، الاوروبيون منهم وغير الأوروبيين.

إن شطب الاوروبيين من قاموس أمريكا الترامبي، أمر جديد و”مستحدث” في السياسة الأمريكية، التي تعاني اليوم من تراجع عالمي وتقهقر معنوي ومادي واهتزاز في مكانتها الامريكية حتى.

انسحابات ترامب من إتفاقية المناخ في باريس، والاتفاق العالمي للأمم المتحدة بشأن الهجرة، وكذلك انسحابه من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)،  والخروج غير المُبرّر من الاتفاق النووي الدولي – الإيراني، استهجنه العالم بأجمعه، ويبدو وكأن ترامب يستهدف الأرض والدنيا بسوطه المهترىء أصلاً، ويعمل للانقلاب على جميع المعاهدات التي أنجزها حزب الديموقراطيين برئاسة باراك اوباما، حتى وصل به الأمر به إلى الانسحاب من  مجلس حقوق  الإنسان التابع للأمم المتحدة دفاعاً عن “اسرائيل”، هذا  العدو الغاصب، محاولاً إثبات ما لا يمكن إثباته: القيادية الامريكية على العالم.

ترامب يكيل بمكياليين، ومعه اليوم مؤسساته الرسمية المختلفة، التي تنادي وبشكل علني وفاضح لتوظيف قوة الدولة الأعظم وسيادتها في العلاقات الدولية، لكن كان الأجدر بأمريكا ترامب أن تقود مسيرة سلام  وليس مسيرة سرقة الحق من أصحابه بوضعها الكيان الصهيوني في مكانة السماء، وتصوّر جرائمها بحق الشعب الفلسطيني الأعزل على انها رسالة محبة وسلام وأمان لهذا الشعب والمنطقة!، ترسلها يومياً عبر الرصاص وصواريخ الطائرات والأسلحة الفتاكه تلقيها على شعب أعزل، هدفه استرجاع حقة المغتصب، والتطلع إلى مستقبل الحق في الحياة على أرضة المغتصبة.

إن سياسة التنمّر التي ينتهجها ترامب مع العالم وفي مواجهته، تثبت يومياً وتؤكد بصورة مطلقة أنه يُطبّق شريعة الغاب، وإلا كيف لشخص عاقل أن يقوم بفصل أطفال المهاجرين “غير الشرعيين” عن آبائهم، معتبراً ذلك حقاً ضمن مُجمل حقوق الإنسان على صعيد عالمي!!!

إن الفعاليات والمساهمات التي تنظمها وتقدمها القوى الحليفة الشريفة المتمثلة في  روسيا والصين والدول والقوى الاخرى، الرافضة للاستبداد والتفرّد بالقرارت الدولية وإلغاء الآخر، ستُسقِط (بضم التاء وكسر القاف) السياسة الترامبية عاجلاً أم آجلاً، وسيتحقق بهذا الإسقاط ومعه السلام والأمان والطمأنينة لمنطقتنا المعذّبة، فشكراً لهذه القوى وتقدِماتها النضالية التي لا تُقدّر أبداً بثمن مادي.

#فادي_زواد_السمردلي: ناشط إجتماعي وسياسي، وعضو في الهيئتين الاردنيتين لرابطة القلميين العرب حلفاء #روسيه والاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.