كيم إيل سونغ المُحرّر والاستقلالي الزوتشي

موقع إنباء الإخباري ـ
الأكاديمي مروان سوداح*:

بعد أيام قليلة يحتفل الشعب الكوري الصديق والحليف بعيد الشمس، عيد ميلاد الزعيم كيم إيل سونغ العظيم، والمحرر وراءد الاستقلالية الكورية الذي ردّ تحالف العدوان الإمبريالي الدولي على كوريا الارض والانسان، ومؤسس حزب العمل الكوري والدولة الكورية الديمقراطية الشعبية على أرض كويو التاريخية.

قريباً جداً، ستجري الدورة العشرين لِ “مهرجان زهرة كيم ايل سونغ”، في  العاصمة الغنّاء بيونغ يانغ، بمناسبة عيد الشمس، الذي يُعتبر أكبر عيد مبارك للأمة الكورية في الوطن ووراء البحار. وسيجري هذا المهرجان الضخم في “قاعة عرض زهرة كيم ايل سونغ” و “زهرة كيم جونغ إيل”، إعتباراَ من أواسط شهر نيسان أبريل العام الحالي (2018)، بمشاركة الوزارات والهيئات المركزية وأجهزة القوات المسلحة، والشغيلة من مختلف الطبقات والفئات الكورية، والطلبة الشباب والناشئين، ولفيف يمثل “تشونغريون” (الجمعية العامة للكوريين المقيمين في اليابان)، وغيرها من منظمات المواطنين الكوريين المغتربين، وأصدقاء كوريا الأجانب.

المُلاحظ، أن الكوريين شعب مُحب للجمال والقِيم الجمالية التي تندرج ضمن محبتهم لقيمة العمل والاخلاص الوطني، لذلك اختاروا لتكريم زعيمهم المحبوب قيمة جمالية من الطبيعة المحيطة بهم، فأنبتوا زهرة خاصة سمّوها على إسمه تيمّناً به، واعترافاً بنضاله التاريخي من أجل الوطن ومستقبله الاستقلالي، إذ أقام كيم إيل سونغ دولة من الانقاض حين حوّل الامريكان هذا الوطن الصغير الى رماد وسووّه بالارض قصفاً وذبحاً، لكن جبروت كيم إيل سونغ، والتفاف الامة من حوله كالسّوار حول المِعصم كزعيم تاريخي، أنهضها وأقامها من الدمار والخراب، لهذا يكتسب المهرجان قيمة خاصة كبرى ليس في العاصمة الكورية فحسب، بل وفي كل محافظة كورية، ويتسع الاهتمام به الى مختلف أنحاء العالم سنة بعد اخرى حيث تقام عشرات المهرجانات، وتجري معارض بهذا الخصوص لعرض الزهرة الخالدة أيضاً واستذكار الزعيم الخالد.

ذكرى ميلاد الرئيس والزعيم كيم إيل سونغ لا ينبع من كونه مؤسس وأول رئيس لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، والذي ساهم في تطويرها الى دولة قوية تحتل مكانة مرهوبة الجانب في العالم، بل ولكونه أيضاً واضعاً لسياستها المستقلة والزوتشية التي تسير على طريق سياسي واقتصادي استقلالي تام ضمن منهج الاعتماد على الذات والانسان، الى جانب تطوير قدراتها العسكرية الدفاعية والهجومية إعتماداً على تكنولوجياتها الوطنية الخاصة بها، وبالرغم من صِغر مساحة الدولة، إلا انها تتابع بناء قدراتها المتميزة القوية والتي يقودها ويستكملها القائد كيم جون وون – الزعيم الحالي لجمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية، والذي يقودها الى أعلى درجات الازدهار والقوة والمنعة بأحدث التقنيات وفي إطار سياسة “سونكون” التي تعني منح الأولوية للجيش والقوات المسلحة وشؤون القوى الدفاعية، لذا تمكنت كوريا بهذه السياسة الخاصة بالجيش من دفع الشعب الكوري الى التقدم بخطى حثيثة وأوسع نحو بناء دولة قوية وتوفير المستلزمات الكاملة لأمن وأمان الشعب الاشتراكي، وفي إطار قرار الدولة الاستقلالي، الذي يعني المحافظة على مواردها وقدراتها للذات الوطنية فقط.
إن عيد الشمس، عيد ميلاد كيم إيل سونغ يُعيد تسليط الاضواء على تاريخ متميز لرجل عظيم أنقذ مصير وطن وأمة ودافع عنهما  بضراوة لا مثيل لها، واهباً حياته للامة ومتفانياً في سبيلها، ولأجل بناء وصيانة الدولة الاشتراكية القوية. فبعد تحرير كوريا، قاد الزعيم الثورة الديموقراطية المناهضة للامبريالية والإقطاع، وباشر بالثورة الاشتراكية وبناء الاشتراكية من مختلف المراحل وصولاً الى النصر، وهو يشق طريقاً غير مطروقة لبناء المجتمع الجديد.

في تلك الأيام الصعبة، زار الرئيس أكثر من 20.600 وحدة في مختلف الميادين السياسية والشؤون العسكرية والاقتصادية والثقافية، لإسداء توجيهاته الميدانية لها، قاطعاً مسافة إجمالية تساوي الدوران 14 مرة ونصف المرة حول الكرة الأرضية!

تمكن كيم إيل سوونغ من جعل كوريا دولة متقدمة برغم حصار القوى الامبريالية، فخلق المعجزات الدهرية بصورة متتالية في كوريا المستقلة، ففي غضون سنة واحدة بعد تحرّر البلاد، تم تطبيق الاصلاحات الديموقراطية مثل الاصلاح الزراعي وتأميم الصناعات الرئيسية وسن قانون المساواة بين الجنسين. وحين هدم الغزاة كوريا تشدّق الساسة الأميركان بأن كوريا لن تقوم لها قائمة مرة أخرى ولا حتى بعد مئة سنة، ولكن الشعب الكوري الذي التف حول زعيمه أنجز التعمير والازدهار خلال ثلاث سنوات فقط، وخلال خمس سنوات بعد الحرب، أُقيم في كوريا نظام اشتراكي، ضمن مساواة الجميع وتوفير كل المتطلبات للشعب الكادح المبدع اختراعات واكتشافات وتقدماً لا يضاهيه تقدم لدولة رأسمالية.

إن ذكرى الزعيم كيم ايل سونغ باقية الى الأبد بشخصيته الفذة وأعماله التي تتألق بتاريخ حافل بالمعجزات، فغذا زعيماً عالمياً لا يُنازع، وبرز مفكراً ومنظراً واشتراكياً مغواراً. إذ أنه كان ألّف أكثر من 10800 عمل فكري يتّسم بالتقدمية للدفاع عن حق كوريا والعالم في حياة حرة ومستقلة وسيّدة، وسلمية، وصدرت مؤلفاته ب 26.7 مليون نسخة، بأكثر من 60 لغة في أكثر من 110 بلدان.
وفي مدة تقارب نصف قرن من قيادته للبلاد وللشعب، زار كيم إيل سونغ 87 بلداً خلال 685 يوماً لـ 54 مرة، وتبلغ المسافة الاجمالية التي قطعها أكثر من 522460 كيلومتراً، وقابل أكثر من 70.000 شخص من الضيوف الأجانب، بمن فيهم أكثر من 120 من رؤساء الدول بـ 1982 مرة، وأكثر من 200 من رؤساء الأحزاب بـ 2236 مرة، و76 من رؤساء الحكومات لـ 833 مرة، وبذلك ساهم مساهمة كبيرة في تحقيق قضية استقلالية العالم ومنعته.

ـ المجد للزعيم كيم إيل سونغ وذكراه خالدة الى الأبد!

*الأكاديمي #مروان #سوداح: رئيس منظمات التضامن العربية ل #الزوتشيه وفكرة الاستقلالية مع الشعب #الكوري ومناصرة توحيد شطري #كوريا، وحامل الاوسمة #الكورية وعضو في #الاتحاد_المركزي للصحفيين #الكوريين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.