لماذا لا يرى الغرب “مجزرة” مسجد حلب؟

 

لماذا لا يرى الغرب

أطلال مسجد حلب – سوريا

تطرق موقع “Life News” إلى الطريقة الملتوية التي غطت بها وسائل الإعلام الغربية فضيحة الضربة الجوية الأمريكية التي تسببت مؤخرا في مقتل 58 شخصا داخل مسجد في ريف حلب.

وقد اتهمت وسائل الإعلام في البداية طائرات السلاح الجوي الفضائي الروسي بالمسؤولية عن قصف المسجد الواقع في بلدة الجينة في ريف حلب.

إلا أن نشوة وسائل الإعلام لم تدم طويلا، إذ سرعان ما اعترفت واشنطن ضمنيا بأنها الفاعل، حيث أعلنت القيادة المركزية في الجيش الأمريكي أن طائراتها استهدفت مبنى يقع على بعد 15 مترا من المسجد!

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، جون توماس:”لم نستهدف مسجدا، غير أن المبنى الذي استهدفناه كان يضم تجمعا لتنظيم القاعدة، يقع على بعد نحو 15 مترا من مسجد لا يزال قائما”، مشيرا إلى أنه “سيتم إجراء تحقيق في الادعاءات بأن تلك الضربة قد تكون أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين”.

تلك الضربة التي نفذت بطائرة أمريكية من دون طيار، تسببت في مجزرة، وتقول التقارير الأخيرة إن حصيلة القتلى فيها ارتفعت إلى نحو 70 شخصا.

وفيما يؤكد الأمريكيون أنهم استهدفوا مركز قيادة تابع لجبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، أكد شهود العيان أن المبنى المقصود لا يزال على حاله سليما فيما دمر المسجد.

ومع كل ذلك تجاهلت وسائل الإعلام الغربية والمنظمات الدولية هذه الفضيحة، واكتفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” و”المرصد السوري” بوصف ما حدث بأنه “مجزرة” من دون أن يتحدثا بكلمة واحدة عن الولايات المتحدة، المسؤولة بشكل مباشر عن هذه الجريمة.

بالمقابل، رأى الموقع الروسي أن تغطية وسائل الإعلام الدولية ومواقف المنظمات الحقوقية الدولية حيال مقتل 12 شخصا في قصف طائرة مجهولة لقافلة مساعدات إنسانية، وتدمير نحو 18 شاحنة في 20 سبتمبر 2016، كانت كثيفة للغاية، وقد استعملت فيها مختلف الاتهامات على شاكلة “جريمة حرب”، ووجهت أصابع الاتهام والانتقادات الحادة إلى روسيا على الرغم من عدم وجود أي دليل ضدها.

ولفت الموقع في معرض مقارنته بين واقعتي قصف قافلة المساعدات الإنسانية ومسجد حلب، إلى أنه من بين 9 منظمات حقوقية دولية تحدثت فقط اثنتان باستحياء عن حادثة قصف المسجد، فيما تحدثت جميع المنظمات التسع عن قصف قافلة المساعدات الإنسانية، وكالت الاتهامات إلى روسيا من دون دليل.

وأشار الموقع كذلك إلى أن 12 قناة تلفزيونية وصحيفة غربية أسهبت في الحديث عن قصف مجهول تعرضت له قافلة مساعدات إنسانية، ألصق بروسيا زورا وبهتانا، فيما تطرق إلى واقعة قصف المسجد في ريف حلب 6 فقط من الـ 12 وسيلة إعلامية غربية وفي اقتصار شديد للغاية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.