مبادرة السيسي لحل الصراع في ليبيا.. هل تنجح أم يتم تقسيم البلاد؟

 

موقع دنيا الوطن ـ
صلاح سكيك:

طرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مبادرة لحل الأزمة في ليبيا، بحضور خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، وعقيلة صالح، رئيس مجلس النواب.

وحملت المبادرة اسم (إعلان القاهرة) حيث شملت مقترحًا لوقف إطلاق النار يبدأ يوم الاثنين 8 حزيران/ يونيو.

وترتكز المبادرة على نتائج قمة برلين، التي عقدت في كانون الثاني/ يناير الماضي، وانتهت بدعوة أطراف الصراع بالالتزام بحظر تصدير السلاح إلى ليبيا، والعمل على الوصول لتسوية سياسية.

كما تشمل المبادرة استكمال مسار أعمال اللجنة العسكرية (5+5) التي ترعاها الأمم المتحدة وتضم خمسة مسؤولين عسكريين من كل طرف من طرفي النزاع.

وثمن الأمين العام لجامعة الدول العربية مبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي أعلنها السبت، بحضور المستشار عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر، لإيقاف القتال في ليبيا.

وقالت الأمانة العامة للجامعة: إن أحمد أبو الغيط  يرحب بكافة الجهود وبالذات العربية الرامية إلى حقن الدماء بين الأشقاء الليبيين وتثبيت وقف شامل لإطلاق النار، داعيا الى إستكمال مفاوضات اللجنة العسكرية المشتركة التي ترعاها البعثة الأممية في ليبيا، واستئناف الحوار السياسي بين مختلف الأطياف والمكونات الليبية.

ويبقى السؤال هل يوجد إمكانية لنجاح المبادرة المصرية لإنهاء الصراع في ليبيا، والذي امتد لأكثر من عشر سنوات؟.

قال المحلل السياسي، العميد أمين حطيط: إنه ينظرإلى مبادرة السيسي من زاوية ثانية، عكس ما فهمها البعض، وهي زاوية المصير النهائي لليبيا، والانتقال من الدولة البسيطة الموحدة إلى الدولة المركبة، ذات الأقاليم الثلاثة، وهذا طبعًا له جانب سلبي ويُنذكر بالتفكك.

وأضاف حطيط لـ”دنيا الوطن”: “ليبيا جارة السودان التي لم نتتهِ بعد من قصة تقسيمها، كما لم ننتهِ من تقسم دولة مهمة كالعراق، هذا يثير القلق ويعني أن ثلاثة دول عربية كبيرة أضحت الآن ضمن الدول المُفككة بعد رحيل قاداتها”.

وأوضح أنه بعد الدمار الذي حصل بسبب (الناتو) لم يعد هناك دولة في ليبيا، والانتقال من اللادولة إلى دولة مركبة الأقاليم، به نوع من الإيجابية، في قرأنا المبادرة من حيث تحقيق الأمن وإنشاء دولة اتحادية، مستدركًا: “ولكن لو قرأنا المبادرة ربطًا بما كان قائمًا قبل عشر سنوات، عندما كانت الدولة موحدة ومزدهرة، فإننا نكون أمام ليبيا جديدة، وفيه نفس التقسيم”.

وعن مدى احتمالية نجاح مبادرة السيسي، قال حطيط: إن المبادرة لكي تنجح تتطلب توافر ثلاثة عناصر، وهي: القبول الشعبي، وهل الليبيون يريدون التقسيم، وإقامة الكنتونات، خاصة وأن الثروات الطبيعية ليست موزعة بشكل عادل على الأقاليم الثلاثة، ما سيخلق صراعًا جديدًا بين الأطراف المتنازعة.

وبيّن أن العنصر الثاني الذي يجب أن يتوافر لنجاح المبادرة هو الحاضنة العربية والإفريقية، وهذا يمكن أن يكون فعليًا نظرًا لريادة مصر العربية والإفريقية، والعنصر الأهم هو العنصر الدولي، فلو اتفقت روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي فمن السهل أن تنجح المبادرة ونرى ليبيا الجديدة.

أما الباحث في الشأن الإفريقي، فادي عيد، فقال: إن مصر وعلى مدار السنوات الماضية، بذلت كل المحاولات الممكنة لإنهاء الوجود الأجنبي في ليبيا، ولكم من الواضح أن التدخل التركي، لم يأتِ من تلقاء نفسه، بل من خلال الولايات المتحدة وبريطانيا، ولم يكن لأردوغان أن يفعل ما فعله لولا الضوء الأخضر الأمريكي البريطاني.

وأكد عيد لـ”دنيا الوطن”، أن هذا الأمر لم يكن فقط في ليبيا بل أيضًا في سوريا، فالأتراك حصلوا على مرادهم بعد أن سمح لهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، متابعًا: “لكن مبادرة الرئيس السيسي واضحة، هي أنه يريد إنهاء الوجود الأجنبي في الشرق والغرب، وليبيا تعود إلى الليبيين”.

وأضاف: “السيسي أراد وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الحقيقة، وتمثل الفرصة الأخيرة للتعايش والسلام”، مستدركًا: “لو لن يحدث ذلك فأتوقع أن نشهد رد فعل قوي من المرتزقة وهؤلاء فعليًا أسهموا في خراب البلاد، ما سيؤثر كذلك على الدول المجاورة لليبيا”.

وأشار عيد إلى أن الطرف الآخر رفض المبادرة حتى قبل أن يقرأها، وهذا نذير خطر لما لهذا الرفض من تأثير سلبي على الليبييين أنفسهم، الذين ينتظروا بفارغ الصبر التوصل إلى سلام شامل، خصوصًا في ظل التمدد بوسط ليبيا.

ولفت إلى أن المبادرة حتى تنجح يجب إبعاد السلاح نهائيًا الذي تسبب في هذا التفكك، فإبعاد السلاح، والجلوس على طاولة المفاوضات يجلب السلام إلى ليبيا، وهذا يجب أن يكون بحاضنة المجتمع الدولي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.