محادثات القاهرة: الوضع الداخلي لا سلاح المقاومة

موقع إنباء الإخباري ـ
جعفر سليم:

شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في لقاء مع مدير المخابرات العامة خالد فوزي على ضرورة الإسراع في تنفيذ المصالحة الفلسطينية لأنها تمثل ” تمهيداً لبداية مفاوضات سلام مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين في أقرب فرصة” مشيراً الى ضرورة التواصل مع الاميركيين واطلاعهم على المستجدات.

في هذا الوقت، وصل إلى القاهرة وفد حركة فتح برئاسة عزام الاحمد، ووفد حركة حماس الذي غادر غزة بعد فتح معبر رفح البري بصورة استثنائية لمغادرته حصراً، مع الإشارة إلى منع سلطات الاحتلال أعضاء من حماس من مغادرة الضفة الغربية للالتحاق بالوفد كما فعل صالح العاروري المتواجد خارج الاراضي الفلسطينية  المحتلة، وكانت حركة حماس استبقت وصول وفدها بالتأكيد على ان “سلاح المقاومة لن يُطرح في اللقاءات الثنائية الجارية أو في الحوارات الوطنية الشاملة ولا مستقبلاً”، كما وصل وفد إسرائيلي إلى القاهرة بالتزامن مع بدء جلسات اليوم الأول من ما سمي الحوار الفلسطيني.

إذاً الحوارات المعلن عنها هي لترتيب البيت الفلسطيني الإداري ولبحث دخول حماس الى عضوية منظمة التحرير والمجلس الوطني، إضافة إلى بحث الشؤون الاجتماعية والاقتصادية والأمن الداخلي الفلسطيني وهموم الناس التي أرهقها الانقسام الداخلي للفصائل الفلسطينية، ودفعت ثمناً باهظاً نتيجة الحصار الإسرائيلي من البحر والبر، وصولاً إلى المعبر البري الوحيد من الجهة المصرية الذي يُفتح لأيام قليلة ويُقفل لأسابيع طويلة.

الشارع الفلسطيني الذي يعيش حالة الترقب بمختلف ألوانه ونخبه السياسية، يخشى الوصول إلى فشل جديد اعتاد عليه في الأيام والسنوات الماضية، وخاصة بعد التدخلات العربية التي لا هدف لها سوى وصول الشعب الفلسطيني إلى مزيد من اليأس والإحباط وتقديم التنازلات المجانية مقابل تعنت إسرائيلي استفاد ويستفيد من حالة التشظي العربي في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وغيرها من البلاد العربية والإسلامية، ولهذا نجد أن حكومة الكيان الإسرائيلي تزداد تصلباً بالرغم من الهدية القيمة التي وردت في وثيقة حماس وفيها القبول بحدود عام 1967.

وكأن حركة الزمن الفلسطيني في رزنامة الحركة الإسلامية توقفت عند العام 1967، أي القبول بالضفة الغربية وقطاع غزة، ما يشير إلى تراجع كبير في الأهداف الاستراتيجية التي وضعتها جماعة الإخوان المسلمين التي تنتمي لها حركة حماس التي توافقت مع اليسار الفلسطيني الذي أعلن وثيقة موسكو في العام 1973 وفيها أيضاً القبول بحدود العام 1967 وبعدها كرت سبحة التنازلات بشكل مباشر وغير مباشر واعترفت بالكيان الإسرائيلي ولم تحصل حتى الساعة على مقابل ولو وعود بقيام دولة مجهولة المعالم في الضفة الغربية والقطاع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.