محفوظ لـ’العهد’: تغطية بعض القنوات لانفجار ’فردان’ ’مهينة’ وليست ’مهنية’..وأقرب الى الحالة ’الإسرائيلية’

 

موقع العهد الإخباري ـ
فاطمة سلامة:
مرة جديدة، يرسب الإعلام اللبناني في اختبار المهنية.. ما إن وقع تفجير “فردان” حتى تداعت التحليلات وسرت كالنار في الهشيم؛ فقد تفجَّرت مع عبوة الأمس عبقرية الجميع فاستحالوا محللين سياسيين أو خبراء عسكرييين. وبدأ كيل الاتهامات يوزَّع يمنة ويسرة دون مراعاة لأبسط أخلاقيات العمل الإعلامي ومواثيق الشرف وقواعد السلوك المهنية، وطبعًا المستهدف دائما هو حزب الله.

كُثر من محطات التلفزة حاولن التسلق على أكتاف حزب الله. أوعزوا الى مراسليهم ومذيعهم تهماً “معلّبة”. من اللحظة الأولى لوقوع الحدث، لم يتوانوا عن اتهام المقاومة الإسلامية. الهدف واضح إثارة الفتن، والتحريض على فريق أساسي في البلد. وفي طليعة المستثمرين، جاءت تلك المحطة التي تعرّف عن نفسها عبر موقعها “الإلكتروني” بأنها نموذج من حيث الشفافية والمسؤولية الاجتماعية. القناة التي تشدد في رسالتها الإعلامية على أنها تراعي أخلاقيات ومبادئ العمل الإعلامي. إنها الـ”ام تي في”، التي لم تلتزم لا بموضوعية ولا بمسؤولية إعلامية. لم يكن جُل همها في التغطية المباشرة أمس، سوى العزف على وتر التحريض الطائفي والمذهبي.

رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ يأسف للمستوى المنحدر الذي وصلت اليه بعض المحطات اللبنانية. وفق حساباته، دور الإعلام كان سلبياً وتحريضياً، وأقرب إلى الحالة الإسرائيلية، وهذا ما لا يجوز أن تنطوي عليه الرسالة الإعلامية، لأن من شأن ذلك نشر العنف في المجتمع وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية، قانون الإعلام المرئي والمسموع يشدد -وفق المتحدث- على الدور التربوي للإعلام، وحماية الوطن والمواطن والمصالح العامة، وهذا ما تم تغييبه للأسف سواء من أجل كسب أكبر نسب مشاهدة من الجمهور (rating)، أو لوظائف سياسية تخدم واضعي العبوة بتفجير الوضع الداخلي”.

رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ

 يُكرّر محفوظ الإشارة الى مبادئ الإعلام الأساسية، وفق ما يقتضيه القانون. “التأكد من صحة المعلومة قبل نشرها” واجب مهني وأخلاقي. يعيد أسفه، هذا ما غاب أمس عن الكثير من المحطات التي تحولت الى محاكم لاتهام حزب الله. عملت هذه المؤسسات على بث فنون التفرقة والفتنة وتوسيع الهوة في مجتمع هش أساساً، والتصويب على فريق أساسي في المجتمع. حزب الله -وفق محفوظ- من أشد الحريصين  على السلم الأهلي. اتهامه أقرب الى الخيال. وفق قناعاته، من يريد توجيه رسالة عسكرية لا يسبقها بواحدة سياسية، وهذا ما فعله حزب الله.

يدعو محفوظ المؤسسات الإعلامية الى اليقظة والحرص على أمن المواطنين بعدم بث السموم. بنظره، الرسالة الإعلامية يجب أن تكون واعية، لا متسرعة، أو مرتبطة بخرائط سياسية معدة سلفاً. رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع يؤكّد أن ما حصل بالأمس لن يمر بلا تدقيق. سيطالب باجتماعات مع المؤسسات المرئية والمسموعة لتشكيل قوة ضاغطة في المجتمع المدني اللبناني تنبه الى الأخطار المحدقة باللبنانيين وتؤكّد على تدعيم المشترك” يختم محفوظ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.