مذنب المسبار روزيتا يطلق أكثر انبعاثاته إشراقا حتى الآن

يوم 29 يوليو/تموز، التقط المسبار “روزيتا” التابع لوكالة الفضاء الأوروبية أكثر انبعاثات مذنبه 67P روعة وإضاءة، منذ وصول المسبار بالقرب منه قبل أكثر من سنة ، يوم 6 أغسطس/آب 2014 .

كانت معظم الصور التي تم التقاطها للمذنب خلال الأشهر القليلة الماضية تخضع لنوع من التعديلات التقنية لتعزيز رؤية الأنشطة وانبعاثات الغازات والأتربة المتطايرة من سطح المذنب، إلا أن الصور الأخيرة التي التقطها المسبار للمذنب لم تكن بحاجة إلى مثل هذا التعزيز، حيث التقطت الكاميرا عالية الدقة “أوزيريس” مشهد الضوء الساطع الخلّاب المنبعث من سطح المذنب بسهولة، من مسافة حوالي 186 كيلومترا بعيدا عنه.

ويحرص العلماء أن يبقى المسبار روزيتا على بُعد مناسب من المذنب، وذلك بسبب اقتراب المذنب حاليا من الشمس، مما قد يؤدي إلى صدور أتربة وغازات كبيرة منه، من شأنها أن تتسبب في تعطيل أجهزة المسبار.

كانت أقرب صورة لهذا المشهد الفريد قد التقطها المسبار لانبعاثات سطح المذنب يوم 12 مارس/آذار الماضي، إلا أن وضوح تلك الصورة لم يكن بهذه القوة.

وقال “كارستن جوتلر”، العالم في فريق “أوزيريس” في معهد ماكس بلانك لأبحاث الطاقة الشمسية في غوتنغن بألمانيا: “هذا هو ألمع انبعاث رأيناه حتى الآن، عادة ما تكون الانبعاثات باهتة جدا بالمقارنة مع انبعاثات النواة، ونكون كل مرة في حاجة لتعديل الصور من أجل جعلها مرئية، إلا أن هذا هو الأكثر إشراقا على الإطلاق، ولم نكن بحاجة إلى أية تعديلات في الصور”.

وعادة مع اقتراب المذنبات من الشمس تسخن أسطحها من جراء زيادة الإشعاع الشمسي، وهذا يذيب المواد المتجمدة المحاصرة تحت السطح، والتي تتحول من حالة الجليد الصلب مباشرة إلى حالة الغاز، مما يؤدي إلى انفجارها للخارج، وإطلاق الانبعاثات النارية والمواد العاكسة في الفضاء بسرعات عالية جدا.

وهذه الانفجارات لا تخلق فقط انبعاثات مشرقة، ولكنها أيضا تُحفز حدوث نشاط في بيئة الغبار المحيطة بنواة المذنب، مما يجعل الغبار بدوره يتفاعل مع الرياح الشمسية.

وفي الساعة 02:03 بتوقيت غرينتش يوم الخميس 13 أغسطس/آب سيكون المذنب 67P في أقرب نقطة له من الشمس على طول دورته حول الشمس التي تستغرق 6.5 سنة ، حيث سيصبح المذنب على بُعد 186 مليون كلم من الشمس، قبل أن يبدأ في رحلة عودته بعيدا عنها، وسوف يكون المسبار روزيتا بالقرب منه ليتابع عن كثب تطور المذنب خلال هذه الرحلة “الساخنة” حول الشمس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.