معركة مزارع الملاح في #ريف_حلب: الصواريخ المضادة للطائرات تستعمل بأمر الدولة التي سلمتها…

halab
موقع العهد الإخباري – نضال حمادة

نجح الجيش العربي السوري وحلفاؤه في استعادة المبادرة في ريف حلب الشمالي بعد التراجع الذي حصل في المنطقة الممتدة من تل العيس مرورا بخان طومان وصولا الى الخالصة عند مشارف الحاضر في الريف الجنوبي الشرقي لحلب.

في مزارع الملاح هذه المرة كانت تركيا الغائب الكبير عن ساحة المعركة امدادا وتسليحا واعلاما، وان بقيت التوجيهات التركية تفعل مفعولها في الجماعات المسلحة في تلك المنطقة التي اثبتت التجارب أنها تدار من قبل ضابط الارتباط في المخابرات التركية، وانها تخوض المعارك وتوقفها بامر تركي وحسب المصلحة التركية.

شكلت مزارع الملاح العقدة الاساس في كل العمل العسكري الذي قام به الحلفاء منذ سنتين للانطلاق نحو ريف حلب الشمالي وفك الحصار عن بلدتي نبل والزهارء هناك، كما انها شكلت العائق الكبير امام استكمال الطوق حول مدينة حلب عبر معبر الكاستيلو ، الشريان الحيوي لمسلحي حلب الذي يوصلهم بالريف الشمالي ومنه بتركيا، وكانت معركة مزارع الملاح حاسمة في شباط عام 2015 عندما قطعت التواصل مع قوات الجيش العربي السوري والقوات الحليفة التي توجهت نحو الزهراء ونبل عبر باشكوي، وانتهت بمجزرة رتيان التي سقط فيها عشرات الشهداء . يومها كان لتركيا الدور الاول والاخير والحاسم في تمكن الجماعات المسلحة من حسم المعركة، فقد ادخل الاتراك الاف المقاتلين التركستان الى سوريا من داخل الاراضي التركية وقدر عدد الذين دخلوا يومها بسبعة الاف مسلح امنت لهم المدفعية التركية الغطاء الناري لاستعادة المبادرة في ريف حلب الشمالي.

هذا الوضع تغير بعد عام كامل و بالتحديد في شباط العام الحالي وبعد التدخل الروسي عندما تقدمت قوات الجيش السوري والحلفاء من قرية باشكوي وقد نجحت في الحفاظ عليها بعد معركة شباط 2015 كرأس جسر للتقدم نحو نبل والزهراء، حيث تقدمت القوات المهاجمة تحت غطاء جوي روسي وسوري كثيفين وسيطرت على خط امداد يصل حلب بقريتي نبل والزهراء ووصلت القوات المهاجمة الى مشارف إعزاز في الريف الشمالي لحلب وتوقف الهجوم يومها وكان واضحا ان الروسي والايراني لا يريدان حشر تركيا في الزاوية وان التوقف عند مشارف اعزاز جاء لهذا السبب، خصوصا ان الاتراك كان لهم دورايجابي في اتفاق الفوعة كفريا الزبداني، في ايلول من نفس العام عندما اجبرت تركيا جبهة النصرة على وقف الهجوم على القريتين الواقعتين في ريف ادلب الشمالي، وكلنا نذكر يومها بيانات الارهابي السعودي عبد الله المحيسني التي هددت بسبي النساء وقتل الرجال والاطفال.

في هذا المجال تقول مصادر وثيقة في المعارضة السورية في حديث مع موقع العهد ان تركيا الساعية لفتح باب العلاقة من جديد مع روسيا، أبلغت الجانب الروسي والايراني ، ان الصواريخ المضادة للطائرات التي استلمتها الجماعات المسلحة في ريف حلب الشمالي ، ضمن شحنة الاسلحة السعودية القطرية التي بلغت عشرات الاطنان من السلاح والذخائر والتي خصصت لحلب وريفها، لن تستعمل الا بامرة وتوجيه من القوة الاقليمية التي سلمتها للمسلحين وهي تركيا، وتشير المصادر السورية المعارضة في حديثها الى ان استكمال الطوق حول مدينة حلب لا يعني فتح معركة المدينة ، ومحاولة السيطرة عليها، مضيفة ان هذا الامر سوف يكون البند الاول في المباحثات التي سوف يجريها اردوغان مع بوتين في الاسابيع القليلة القادمة ، حيث تعمل الماكينة الدبلوماسية في البلدين على تسوية الكثير من المشاكل العالقة منها موضوع الطيار الروسي الذي قتله مسلح تركستاني بعد سقوط طائرته في ريف اللاذقية الشمالي العام الماضي وهذا المسلح موجود في تركيا . ويبدو ان تركيا ستقوم بتعويض اهل الطيار الروسي ، كما ستدفع تركيا لروسيا ثمن الطائرة وسوف يتم وقف العقوبات الاقتصادية الروسية بحق تركيا بعد هذه القمة المرتقبة بين اردوغان وبوتين خلال الاسابيع القليلة القادمة، وهذه القمة سوف تكون مفصلية في تغيير الاوضاع في مدينة حلب حسب ما تؤكده المصادر السورية المعارضة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.