معركة “يا عباد الله اثبتوا”.. ماذا تخفي خلف السيلفي؟

موقع أثر برس:

منذ البداية لم يكن لـ “هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة وحلفائها” أي مصلحة بأي اتفاق أو تسوية سياسية بين الأطراف الدولية التي تسعى لحل الملف السوري سياسياً عبر أروقة جلسات المباحثات والمفاوضات.

منذ البداية لم يكن لـ “هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة وحلفائها” أي مصلحة بأي اتفاق أو تسوية سياسية بين الأطراف الدولية التي تسعى لحل الملف السوري سياسياً عبر أروقة جلسات المباحثات والمفاوضات ، طبعاً يأتي ذلك بتوجيهات من الدول الداعمة لها وعلى راسها تركيا فبعد مخرجات أستانة التي أفضت إلى ضم مدينة إدلب إلى مناطق “خفض التوتر”، بمراقبة تركية، أطلقت “هيئة تحرير الشام” معركة في ريف حماه الشمالي باسم “ياعباد الله اثبتوا”، حاولت من خلالها السيطرة على مناطق تخضع تحت سيطرة السلطات السورية.

ومنذ أن زاد الحديث عن الإطاحة بــ “جبهة النصرة” سواء عسكرياً أو سياسياً، وتزامناً مع انتشار العسكري التركي على الحدود السورية من جهة ريف ادلب الغربي، سرعان ما حشدت “جبهة النصرة وحلفائها” قواتها لتفتح معركة جديدة في حماة في توقيت وصفه البعض من أطراف المعارضة بأنه فاشل ومفاجئ وغير مناسب، لكنها تحاول شبك خيوط الحل السياسي ببعضها البعض وتُفشل مقررات “أستانة 6″، وربما فتحت المعركة في حماة لتشرعن سحب قواتها من مناطق سيطرتها في ادلب وريفها.

ولكن نصيب بعض فصائل المعارضة على مستوى الخلافات فيما بينها من جهة ومع “الهيئة” من جهةٍ أخرى لم يكن قليلاً، وذلك بعدما أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراراً بوقف البرنامج السري للمخابرات المركزية الذي يعمل على تسليح وتدريب الفصائل المعارضة في سوريا، وإعلان أيضاً بعض دول الخليج وقف الدعم، مما أثرعلى الفصائل على أرض الواقع وهذا ماشهدناه موخراً في الغوطة الشرقية بين “فيلق الرحمن” و”جيش الإسلام”، واتهامات التخوين بين الفصائل في جنوب سوريا ومناطق أخرى، والاقتتال الذي دار مؤخراً بين “فيلق الرحمن” و”جبهة النصرة”.

فمن الواضح أن معركة حماه ليست إلا معركة استعراضية مقاطع فيديو وصور بالهواتف المحمولة بطريقة “السيلفي”، حيث يظهر الناشط الإعلامي “طاهر العمر” في مقطع فيديو مصور مع زميل له من مساحة بعيدة عن مناطق الاشتباك، يحث كافة الفصائل على فتح المعارك، قائلاً: “إذا أردتم أن تفاوضوا فلا تكون المفاوضات إلا بهذه الطريقة” في إشارةٍ منه على صوت الاشتباكات والمعركة المندلعة في حماه، مضيفاً أن “هذه المفاوضات هي من نوع آخر، إنما مفاوضات بالمفخخات والانغماسيين، وهي لغة اليوم التي سيفهماها الجميع”.

وعند بدء المعركة روجت “هيئة تحرير الشام” لها على أنها ستكون حاسمة ومصيرية، واصفةً المعركة بأنها وسيلة الكفاح على طاولة المفاوضات، وهي رسالة إلى المشاركين بأستانة قائلةً: “سنكافح على تلال وكتائب حماه”، في إشارةٍ منها إلى إفشال ما تم الاتفاق عليه في المحادثات الأخيرة التي حددت منطقة “تخفيف توتر” في إدلب.

وبدليل ذلك انتشر أيضاً على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو آخر لأحد مسؤولي “هيئة تحرير الشام”، تحدث فيه عن معارضة بعض الأشخاص لمعركة حماه واجتماع أستانة، قائلاً بإنه كل حل سياسي سيقابله قوة على الأرض والعكس أيضاً”، مضيفاً أن “الحل السياسي والقوة على الأرض متلازمان”.

فيما حدد هذا المسؤول أهمية معركة حماه بأنها ستغير مجريات كثيرة إذا نجحت، وذلك يتعلق بالقادة بشرط أن لايكون لأي أحد منهم ولاءات مختلفة وإلا يجب التوقف لأن المعركة سيكون فيها خسارة لأفراد “الهيئة”، أو الذهاب إلى الحل السياسي.

بعض قياديي المعارضة كان لهم رأياً آخر حيث أعلنوا عن رفضها من ناحية التوقيت والنتائج، حيث وصفوا المعركة بأنها “مسرحية جديدة على دماء الفقراء، ومن يدفع الثمن هو الشعب”.

فيما برزت ردود فعل غاضبة من بعض أطياف المعارضة على وسائل التواصل الاجتماعي تهاجم فيها الجولاني والهيئة وتعتبر العملية مجرد بروبغندا اعلامية لا أكثر حيث جاءت بعض التعليقات على الشكل التالي:

فيما هاجمت مواقع أخرى “هيئة تحرير الشام” بما يلي:

“⁠⁠⁠⁠⁠قبل أن تعلنوا معركتكم، هل رددتم المظالم إلى أهلها؟ وهل أخذتم العفو والصفح من أهالي الشهداء الذين قتلتموهم ببنادقكم وبغيكم؟ هل فتشتم زنازينكم ومعتقلاتكم وأفرجتم عن الأبرياء، معركة حماة كغيرها من المعارك السابقة، فاتورة بشرية وتدمير للمشافي ومراكز الدفاع المدني وتسليم مناطق جديدة للنظام”.

وعلى مايبدو أن توقيت المعركة وحيثياتها إما مغامرة غير محسوبة “لجبهة النصرة” أو محاولة من الطرف التركي لإعادة خلط الاوراق قبل البدء بتنفيذ اتفاق مناطق خفض التوتر في إدلب.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.