’مكرمة’ سعودية جديدة: تأشيرات حج لجعجع وحرب ومعوض

strida

صحيفة الأخبار اللبنانية ـ
آمال خليل:

لطالما شكلت تأشيرات الحجيج باباً للاستثمار السياسي والخدماتي لدى بعض السياسيين والأحزاب. السفارة السعودية بدورها تمنحها وتحجبها بحسب رضاها السياسي عن الجهة الطالبة. هذا العام، بلغ الاستثمار الملكي ذروته بتخصيص آلاف التأشيرات لحلفائها في قوى 14 آذار، علهم يستفيدون ويفيدون

أقلعت، عصر أمس، أولى رحلات الطيران التي خصصت لنقل الحجاج اللبنانيين إلى السعودية، على أن تستمر حركة الطيران المكثفة حتى غد الثلاثاء، لتأمين نقل حوالى 6 آلاف حاج للالتحاق بمناسك الحج. وكان ركاب رحلات الأيام الأخيرة قبل العيد، قد ذهبوا السبت الفائت إلى مطار بيروت للسفر، ليفاجأوا بعدم وجود حجوزات لهم. انتظروا نحو 12 ساعة من دون جدوى. في النهاية، وُعدوا خيراً من بعض أصحاب الحملات بالفرج القريب «لأن الرئيس سعد الحريري سيجتمع بأحد الأمراء السعوديين ويحصل منه على قرار بتسهيل نقل الحجاج».

عدد من الحجيج وأصحاب الرحلات اعتصموا السبت أمام السفارة السعودية مطالبين بحل الأزمة سريعاً، والتقى وفد منهم السفير السعودي علي عواض العسيري. الأخير أصدر أمس بياناً أكد فيه أن سفارته «قامت بواجبها كاملاً بالنسبة إلى الحجيج. وقد حصل لبنان على أكثر من حصته في نسبة الحجيج بمعدل ستة آلاف.

وما حصل من إرباك في صفوف الحجاج وانتظارهم في المطار تتحمل مسؤوليته الجهات المنظّمة للرحلات، حيث كان من المفترض أن يتمّ الحجز من قبل المنظّمين قبل الحصول على تأشيرة الدخول إلى المملكة». وأعلن أنه «تلبية لطلب رئيس مجلس الوزراء تمام سلام حول تيسير انتقال الحجاج، صدرت توجيهات من الملك سلمان بن عبد العزيز بتمديد فتح الأجواء لغاية الثلاثاء». من جهته، أعلن رئيس مجلس إدارة شركة طيران الميدل إيست محمد الحوت أن «الشركة اتخذت كل الإجراءات اللازمة لتسيير العدد الكافي من الرحلات لنقل الحجاج اللبنانيين جميعاً».

مصادر مواكبة للقضية أكدت أن الخلل «صادر عن السفارة السعودية في بيروت التي بقيت تصدر مئات التأشيرات الجديدة، رغم أن سلطات المملكة قررت وقف استقبال الحجيج منذ الخميس الفائت بشكل مفاجئ ومن دون إنذار مسبق.

وإزاء «المكرمة» السعودية الجديدة، تقدم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان «باسم المسلمين واللبنانيين، بخالص الشكر والتقدير للملك سلمان بن عبد العزيز على مكرمته التي تجلت بإصداره التوجيهات والتعليمات»، معتبراً أنها «مكرمة تضاف الى سلسلة المكرمات التي تقدمها المملكة للبنان».

وبالتوقف عند بيان عسيري، يظهر أن أمور الحجاج تيسرت «بشفاعة» سلام، لا بوساطة الحريري المقيم في السعودية. أما عن حصول لبنان على حصة إضافية من تأشيرات الحجيج، التي زادت على ستة آلاف (الحصة السنوية في السنوات الأخيرة حوالى 4 آلاف للبنانيين و600 للفلسطينيين المقيمين في لبنان)، فسببه، بحسب المصادر، توزيع المملكة حصة اليمن من الحجيج لهذا العام على عدد من الدول. وأكدت المصادر أن السفارة السعودية منحت حق توزيع التأشيرات على حلفائها في تيار المستقبل وقوى 14 آذار. النائبة بهية الحريري نالت الحصة الأكبر من المكرمة. في الدرجة الثانية، نال حلفاء المملكة في الشمال حصة كبيرة. على سبيل المثال، حصلت النائبة ستريدا جعجع على حوالى 200 تأشيرة، ومثلها النائب بطرس حرب والوزيرة السابقة نائلة معوض. لن يحجّ هؤلاء في مكة المكرمة، بل سيستفيدون باسم الحج بتوزيعها على قاعدتهم الانتخابية التي تشمل مسلمين.

المفاجأة أن المكرمة الوافرة لم تشمل بعطاياها الرئيس فؤاد السنيورة، الذي أكّدت مصادر قريبة منه في صيدا أن معظم الطلبات التي أرسلت من قبله إلى السفارة للحصول على تأشيرات بقيت معلّقة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.