مناورات كانت أم صمت ما قبل العدوان.. لنرفع سياج كرمنا ونتأهب

091209-F-8155K-650

صحيفة الثورة السورية:
حين يحدث كل ما يلي خلال بضعة أيام فحسب.. كما لو أنه إعجاز الصدف المتزامنة… أي حين تعلن أميركا مشاركتها غير التعليمية أو التدريبية بستة آلاف جندي من قواتها الخاصة بما يسمى مناورات « الأسد المتأهب» في أراضي الجارة « الحنون « الأردن،

وحين تشارك أربع وعشرون دولة أخرى من ضمنها « صديقات سورية والسوريين « بأعداد من جنودها تزيد أو تنقص، وحين تنتشر فرق مدرعة أردنية من « النشامى « على طول الحدود مع سورية.. ومثلها أرتال من الإرهابيين من خريجي الـ سي آي إيه طيلة أكثر من عام ونصف العام!‏

وحين يستعرض المعلق السياسي في القناة الإسرائيلية الثانية إيهود ميعاري مزايا هجوم «الثوار» باتجاه دمشق انطلاقاً من الحدود الجنوبية، وحين تتقرر المناورات إياها في الفترة ما بين 25 أيار الجاري و10 حزيران القادم متضمنة أيام الانتخابات الرئاسية في سورية، وحين ينفطر قلب أوباما على اللاجئين السوريين في الأردن فيفاجىء العاهل الأردني بهاتف «ليلي أخوي» ليطمئن منه عن أحوالهم وبهاتف آخر للعاهل السعودي أو من ينوب عنه!‏

وحين لا يستبعد رئيس أركان الجيش الروسي احتمال أن يعود الغرب إلى ارتكاب حماقة مهاجمة سورية… حين يحدث كل ذلك وأكثر، دون أي خبر ولو في سطر واحد عن تلك المناورات في يوم انطلاقها.. فإنه لا يعود من الهراء.. ولا من التطير أبداً أن تأتي الخناجر هذه المرة فجأة من جنوب سورية، كمحاولة أخيرة! كما تتهامس بعض أوساط ائتلاف الدوحة هنا وهناك!!‏

صحيح أنهم يناورون ويتناوبون، وصحيح أننا مراقبون ومتضامنون، لكن.. وبدورنا حين نقرأ ما تقعر وما تحدب من تضاريس العقل السياسي الأميركي الراهن، والذي لطالما ارتبك وتحامق وارتطم بالحائط طيلة السنوات الثلاث الماضية، فلا نعثر على أخدود عميق فيه، وحين نقارب ما تراءى لصاحب القرار الأميركي أنه مخرج أوكراني لأزمته السورية، وكيف حطم أسوجة الكروم مجاناً هناك دون أن ينال العنب.. فإن علينا أن نقرأ أيضاً، وبجدية، احتمال سقوطه في حفرة ثانية وليس سقوطه مرتين في حفرة واحدة، ولنا أن نرفع سياج كرمنا كي لا تطأه أقدام الفيل إذا غضب وتحامق؟‏

أيام قليلة حاسمة آتية، فواهم من خلد إلى النوم دون إقفال أبوابه، وواهم من يتوهم أننا واهمون, وواهم أكثر من كمن لنا وتجاهل أننا له متأهبون.. ولكن، لنحكم الأقفال ولا ننام، ولنرفع السياج ونسهر في ظله، فها نحن على طريق الانتصار ولم يلفظ العدو أنفاسه بعد، وها نحن على طريق التطهير والتعقيم ولم يغب بعد الوباء؟؟‏

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.