من الفايسبوك: عبارة لن تموت

ashoura-abdelhalim-hammoud

من صفحة صديقة الموقع سوزان رمال:

الرسم من صفحة الصديق الفنان عبد الحليم حمود:

كل يوم عاشوراء، كل أرض كربلاء.
عبارة سمعناها منذ الصغر دون أن نفهم معناها أو نعيشه.
لعل هذا الزمن الذي نعيشه اليوم هو أشبه واقع بمصيبة كربلاء. فبتنا في كل يوم نعيش يوماً من أيام عاشوراء،وفي كل أرض نرى واقعة كربلاء، حيث ساد الظلم العالم اﻹسلامي، وبات هدف الدول الكبيرة القضاء على اﻹسلام، إذ أن هذه الدول كرست كل عدتها وعديدها للوصول إلى هدفها، فجندت الجيوش، وبذلت اﻷموال، وغسلت عقول الكثيرين الكثيرين، وسنت قوانين تناسب مطلبها. وبمعنى أصح حبكت المؤامرة من جميع الجهات، ظنا منها أنها ستصل إلى مبتغاها، وأنها ستجد المسلمين كفريسة ضعيفة بين يدي صقر جارح منقض عليها. إﻻ أنها لشدة غبائها، نسيت أو تناست أنها قررت مواجهة أبناء شعوب رضعوا حب الحسين عليه السلام، وعشقوه كما عشقوا الشهادة، وهدفهم اﻷول منذ نعومة أظافرهم حماية راية اﻹسلام.، تلك الراية التي بذل ﻷجلها معشوقهم نفسه وأوﻻده وخيرة أصحابه.
فها نحن اليوم نعيش معركة تشبه معركة كربلاء بكل المقاييس، إن بالهدف،أو بإخلاص ووفاء المجاهدين، أو حتى بصورة الشهداء.
فالهدف بات واضحا لدينا ولدى الكثيرين.
وإخلاص المجاهدين أمر ﻻ نقاش فيه، إذ أننا نرى الشباب يتهافتون للجهاد بمختلف اﻷعمار، كما نرى الأمهات يبدين إستعدادهن لتقبيل يدي القائد العظيم كي يسمح لفلذات أكبادهن بالمشاركة في الحرب آملات أن يزف لهن خبر استشهادهم دفاعا عن الدين، تماما كما اﻷمهات في ساحة كربلاء.
أما بالنسبة لصورة الشهداء، فاﻷطفال التي نرى صورها يوميا مذبّحة ومجزر بها، ﻻ شك وﻻ ريب أنها تذكرنا برضيع كربلاء الذي ذبح عطشانا بين يدي أبيه الحسين عليه السلام، لمجرد كونه إبن الحسين عليه السلام. وأطفال اليوم يموتون بأبشع صور الموت، عطاشى، جائعين ،عراة، لمجرد كونهم مسلمين.
وها هي رؤوس شهدائنا العظام ترفع أمام الملأ كما رفعت رؤوس شهداء كربلاء.
هذه المعركة قرّبتنا أكثر فأكثر من الحسين وأهل بيته عليهم السلام، وجعلتنا أكثر إصراراً على التمسك براية اﻹسلام، وبات هدفنا ليس فقط الحفاظ عليها، بل رفعها أكثر وأكثر، حتى ﻻ يبقى مخلوق على وجه اﻷرض دون أن يراها ويتأثر بنورها.
هذا العزم الذي وصلنا إليه هو بمثابة هزيمة لتلك الدول.
فبدل أن يقهرونا برؤوس شهدائنا زادونا قوة. فمع كل شهيد يسقط نرى نصراً جديداً، كما أننا نستبشر باﻹبتسامة التي تلازم كل شهيد بانتصارات متتالية بإذن الباري عز وجل.
لقد بتنا نعرف تمام المعرفة أن معركة عاشوراء لم ولن تنتهي، وأن أرض كربلاء ﻻ تنحصر فقط في العراق، بل إنها قد امتدت لكل أرض يطؤها إنسان مسلم.
كما أننا تعلمنا من هذه المعركة معنى (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء) فهذه العبارة لن تموت يوماً، بل أنها ستلازم كل مسلم على مر العصور واﻷزمنة حتى ظهور الحجة عجل الله فرجه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.