مهرجان التحرير الأول بإشراف «الحاج رضوان»

lebanon-victory-women

صحيفة السفير اللبنانية ـ
علي الصغير:

أربعة أيام بين 21 و24 أيار 2000. أيام قليلة ذاق خلالها الجنوبيون طعم الفرح ونشوة النصر وعرس الانتصار. أيام ولا في الأحلام، عن قلوب تسبق الخطوات إلى قرى سكنت ذكريات ذلك الجيل، جيل عاش جل عمره أو معظمه على أخبار الاحتلال وبشاعة يومياته فصار هاجسه ولكن ليس «بعبعه».
لكن هل يكتمل النصر إلا بحضور سيده على أرض النصر وفي عاصمته وبين أهله؟ وهل سيكون «السيد» حقا حاضراً في «مهرجان النصر»، بعد ساعات فقط من التحرير؟
حضور سيلزمه الكثير من التحضير والتعب والسهر، وقبل ذلك يحتاج إلى القرار الذي لن يكون سهلا على من سيتخذه في مواجهة عدو أصابه ما أصابه من ذل وخيبة وهزيمة، فكان القرار والمشهد الأحلى.
«ما بين أربعاء اكتمال التحرير وجمعة المهرجان ساعات قليلة صارت تحتسب بالدقائق لا بل بالثواني»، يقول المسؤول الإعلامي لـ«حزب الله» في الجنوب الزميل حيدر دقماق، شارك في العمل خلالها قيادة المقاومة، يتقدمها الشهيد عماد مغنية(الحاج رضوان)، الذي أشرف على كل كبيرة وصغيرة خلال التحضيرات من اختيار المكان في ملعب المدينة إلى طريقة توزيع الكراسي واستقبال الحشود التي ستحضر، مشيراً إلى أن الحاج رضوان استطلع الأوضاع ميدانيا، وقبل أن يعلم أحد بموعد المهرجان وبحضور السيد شخصياً. وأسر لأحد الضباط الميدانيين بأن «شخصا عزيزاً على قلبك سيحضر»، وأبلغه يوم المهرجان بأن «صاحبك صار عندك».
يشير دقماق إلى أن التحضير لمهرجان من هذا النوع، يحتاج عادة إلى ما لا يقل عن أسبوعين من العمل المتواصل وجهود مئات العمال والتقنيين فضلاً عن أنه كان أول مهرجان يتم تنظيمه في هكذا مكان وبهذه الضخامة. فكان عليهم، في 48 ساعة، تجهيز البنى التحتية للملعب من تأمين مداخل ومخارج للمكان ومواقف للسيارات ونقل للمشاركين إضافة الى تأمين الصوتيات، وتجهيز المنصة، فضلاً عن نقل مئات الأطنان من الأتربة لتجهيز أرضية الملعب وتسويتها. أعمال تواصلت على مدار دقائق الساعات الثماني والأربعين المتاحة من التحضير وشاركت فيها جهود القوة البشرية للمنطقة التنظيمية في «حزب الله» والمناطق المحيطة، كي يخرج المشهد بأحلى وأبهى صورة ويكون مهرجانا على مستوى الحدث ولبنان وقبل ذلك على مستوى الانتصار الذي تحقق.
ويشير دقماق إلى أن العمل أنجز بالكامل وبقيت الصورة التي ستوضع في خلفية المنصة التي سيخطب من أمامها السيد فاقترح أحدهم أن يكون العلم اللبناني جامعاً للمقاومة بمختلف أطيافها وتضحياتها وليكن الانتصار لكل لبناني. وكانت تاريخية رفع العلم اللبناني بعدما كان السؤال «لمن سيكون النصر».
فكان المهرجان، وحضر سيده، وخطب في قلب الحشود. وأطلق جملته الشهيرة «إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت»، التي سعرت حربها على بنت جبيل بسببها سنة 2006، فكان طيف بنت جبيل حاضرا في الحرب كما في احتفال النصر الإلهي في أيلول 2006.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.