مُماحكات أمريكية

 

صحيفة تشرين السورية ـ
جمال ظريفة:

اعتادت الإدارات الأميركية المتعاقبة على زيادة نفوذها في الشرق الأوسط لما له من خصوصية عبر طرق شتى، وإذا كان أسوؤها الدعم غير المحدود لكيان الاحتلال الإسرائيلي بعد زرعه في فلسطين، فإن هناك ما يضاهي ذلك سوءاً إذ دعمت هذه الإدارات الأمريكية أنظمة أخرى كانت وبالاً على شعوب المنطقة وأقامت إمبراطوريات منهم تكفلت بتنفيذ السياسات الغربية إلى أبعد من المطلوب.

واشنطن دعمت شاه إيران وسلحته ومولته ليكون دمية في يديها لتأتي ثورة الشعب الإيراني وتعيد إيران إلى حضن شعبها وآماله وأحلامه في العيش بكرامة وتوافق مع الجيران لتضيع جهود واشنطن سدى، بعد ذلك عملت على تدمير أفغانستان في حربها المجنونة ضد ما سماه الرئيس الأسبق جورج بوش الابن «محاربة الإرهاب» وأعادتها إلى عصور الظلام ولم يبق فيها ما يمت للعصر بصلة لكن لم تكسر إرادة الشعب الأفغاني وها هي واشنطن تتحاور مع «طالبان» وتعلن نيتها سحب جميع قواتها من هناك.

كذلك دمرت العراق بذريعة أسلحة الدمار الشامل وسيطرت على مقدراته لأعوام وكانت تأمل أن يكون أكبر قاعدة أمريكية عسكرية وسياسية في العالم خارج حدودها وها هو البرلمان العراقي ينتفض ضد هذا الوجود ويطلب تصويتاً عليه لإخراج القوات الأمريكية الغازية من البلاد.

ملايين الدولارات أنفقتها في سورية على تسليح وتمويل شذاذ الآفاق.. ودمّرت الجسور والمنازل وسوت مدينة الرقة بالأرض، إضافة إلى تدميرها منشآت اقتصادية حيوية سواء بقصف مباشر أو بيد مرتزقتها من تنظيم «داعش» الإرهابي وغيره، وعندما فشلت أدخلت قواتها إلى بعض مناطق سورية لكن الوجود لم يحقق أهدافه فأعلنت الانسحاب.. ودعمت ميليشيا «قسد» وتخلت عنهم بعد ذلك.

كما دعمت ممالك رملية ذاع صيت إرهابها وتخطى أعراف القنصليات والتي قتلت آلاف اليمنيين الأبرياء ودمرت البنية التحتية لليمن وأصبحت مؤسساته أثراً بعد عين بسلاح أمريكي ويد سعودية ولم يستسلم الشعب اليمني وها هم يعودون إلى نقطة الصفر ويتفاوضون مع ممثلي الشعب اليمني وكان أوله اتفاق الحديدة.

المؤامرات الأمريكية خصوصاً والغربية عموماً لم تعد تنطلي على أحد، وما يعد في الغرف المغلقة في أروقة المخابرات أصبح مكشوفاً، وأي علاقة أمريكية بأي موضوع ولو اكتسى لباس «الإنسانية» تقف وراءها خديعة ومؤامرة تخدم الأمريكي والإسرائيلي دائماً.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.