هدنة أذرية أرمينية يلعب بتفاصيلها الشيطان

ahmad-kaysi-armenia

موقع إنباء الإخباري ـ
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي:
يبدو أن المخططات العالمية الجديدة تتجه إلى منطقة أخرى جديدة غير الشرق الاوسط لإشعال أزمات حادة, وفرض أمر واقع جديد على المجتمع الدولي، لإبقاء العالم في حالة توتر وانشداد اعصاب، وإنشغال دائم، وأزمات، وموت ودمار، وضغط غربي على روسيا بوتين.
فبعد توقف دام نحو عشرين عاماً على الهدنة الأذرية الأرمنية وبإتفاق دولي, نشبت الأزمة فجأة، بدون مقدمات، وبدأ الشيطان يلعب بتفاصيلها لعبة موت دامية وواسعة المساحات.
يُجمع عدد كبير من المراقبين الاعلاميين والسياسيين، بأن “اللقاء النووي” الأخير في واشنطن كان متوقّعاً لإشعال ضوء الحرب الاخضر، في منطقة القوقاز الجنوبي، رغبة بخلق أزمات وحروب جديدة تشغل العالم عن الهزائم التاريخية التي أصابت المخططين لها في منطقتنا العربية وفي سوريا بالذات.
في واشنطن كان لقاءً بين أردوغان وأوباما، ومن بعده بين أردوغان والرئيس الأذريبجاني علييف، ويبدو ان المخطط الجماعي لاولئك هو قبول هدنة ثم خرقها، فالقضاء عليها، لصالح حرب جديدة فتوتر جديد.
المعارك بين يرفان وباكو بدأت مباشرة بعد لقاءات واشنطن، حيث اشتبكت القوات الأذربيجانية والأرمينية على خط التماس بإقليم قره باغ المتنازع عليه بعد توقف عقدين بهدنة دولية موثقة.
الحرب الدائرة حالياً تحوز على دعم اردوغان لأذريبيجان، فقد كشف عن ذلك داوود اغلو في تصريحه الشهير بأن تركيا تدعم اذربيجان “حتى النهاية”.. أي استمرار تركيا بإشعال المعارك المتلاحقة بين الطرفين القوقازيين وتدمير ارمينيا، في تواصل لسلسلة الانتقامات التركية العثمانية من الارمن حربياً وتقتيلاًن في تطابق سلوكي لتركيا اردوغان واغلو في سوريا والعراق .
ويتضح الدور التركي في الحرب كذلك من خلال تواجد كبير لمدربين أتراك في صفوف الجيش الأذري بحسب وسائل إعلام مختلفة ومتعادية حتى.
وبرغم من أن الدعوات الأممية للتهدئة في ذلك الإقليم ومناشدة الاطراف الجلوس إلى طاولة الحوار, إلا أن الإقتتال ما يزال مستمراً، وأدى إلى مقتل الكثيرين في الطرفين المتنازعينن، ويكشف الصراع عن ان غيرهم جدداً سيقعون صرعى .
كانت دعوة موسكو إلى وقف إطلاق النار بين القوى المتنازعة مؤشر على ان موسكو ترى في النزاع ظاهرة خطيرة يمكنها ان تلف منطقة جنوب القوقاز بالنار، وهو ما لا تريده موسكو على حدودها الجنوبية. وقد اعرب لافروف، وزير الخارجية الروسي المخضرم، عن ان بلاده لا تتهم تركيا بتأجيج نزاع قره باغ، لكن “ندعوها لعدم التدخل بشؤون الدول الأخرى وبالذات في العراق وسوريا”. هذا التصريج اللافروفي يكشف في طياّته عن الدور التركي الغير السلمي في منطقة واسعة تمتد من القوقاز للشرق الاوسط.
أحداث القوقاز الجنوبي تكشف عن ان الحركة الصهيونية والامبريالية العالمية تعيشان حالة اختناق، فقد هُزمت مخططاتهما في كل الميادين وبالذات في سوريا. لذا، فالحرب بين اذربيجان وارمينيا تدعونا للحذر الشديد لما يُخطط للدول القريبة من الحدود الروسية والإيرانية والعراقية, والهدف الغربي و “الاسرائيلي” هو خلط جديد للأوراق العالمية في تلك المنطقة، بتحريض كامل ومُمَنهج من المخططين إياهم في منطقتنا العربية، وأُولئك الداعمين للفتن والحروب وسفك الدماء والفساد والإفساد من كل لون.

* عضو في رابطة محبي بوتين وروسيا للصحفيين والإعلاميين والكتّاب والأُدباء للاردن والعالم العربي، وباحــــــث وكاتـــــــــب أردنــــــــــــــي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.