هل دخل الإرهابيون ألمانيا بصفة لاجئين؟

 

أعلن المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة في ألمانيا (BKA) أمس الأربعاء، عن وجود العديد من الأدلة التي تشير إلى أن عناصر من تنظيم “داعش” الإرهابي دخلوا البلاد بصفة لاجئين.

وأكد المكتب أنه بصدد إجراء تحقيقات رسمية في أربعين حالة. موضحا في تصريح لصحيفة “نويه أوسنابروكر تسايتونغ” الألمانية، بأن هناك نحو 370 مؤشراً على وجود إرهابيين من “داعش”، تسللوا إلى ألمانيا بين صفوف اللاجئين، الذين تجاوز عددهم مليون لاجئ، وصل معظمهم في العام الماضي 2015.

ويمثل ذلك زيادة حادة في عدد التحذيرات التي تلقتها الشرطة الألمانية في أوائل كانون الثاني/يناير من هذا العام، والتي بلغ عددها 213 تحذيرا، إضافة إلى إجرائها 18 تحقيقا.

في هذا الاطار، قال رئيس الـBKA هانس-جورج ماسين في مؤتمر صحفي “لا أفشي سراً إذا قلت إنني أشعر بالقلق إزاء ارتفاع أعداد المهاجرين الذين لا نعرف هويتهم على وجه اليقين، بسبب دخولهم بجوازات سفر غير صالحة”.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم الـBKA إن “المسؤولين الأمنيين في ألمانيا يمتلكون مؤشرات تشير بأن أعضاء وأنصار المنظمات الإرهابية يتم تهريبهم مع اللاجئين بطريقة هادفة ومنظمة من أجل شن هجمات في ألمانيا”.

ويشار الى أن 60 في المئة من الوافدين الجدد في الأشهر الأخيرة، وصلوا ألمانيا دون جوازات سفر أو هويات شخصية.

ووفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، فإن الهجمات الإرهابية الأخيرة في باريس وبروكسل، والتي شارك فيها إرهابيون ادعوا أنهم لاجئون، زادت من مخاوف الألمان على نطاق واسع بسبب الهجرة غير الخاضعة للرقابة.

الشرطة الألمانية

فعلى سبيل المثال، هناك أدلة دامغة على أن الإرهابي صالح عبد السلام، أحد منفذي هجمات باريس والذي يُعتقد أنه المشتبه به الوحيد الذي بقي على قيد الحياة، جاء إلى مدينة “أولم” الألمانية الجنوبية في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، لمرافقة ثلاثة مسلحين مجهولين دخلوا أوروبا مع اللاجئين وذهب بهم إلى فرنسا.

وتُظهر استطلاعات الرأي أن مخاوف الألمان تتزايد من احتمال حدوث هجوم إرهابي كبير قد تخطط له خلايا نائمة، دخلت البلاد بفضل سياسة الباب المفتوح للاجئين كانت قد تبنتهم مستشارة بلادهم أنغيلا ميركل سابقاً.

في المقابل، أعرب المتحدث باسم “حزب اليسار” المؤيد لسياسة الباب المفتوح لللاجئين، عن مخاوفه من أن تجرَّ احتمالية وجود عناصر تابعين لتنظيم “داعش” بين اللاجئين من سوريا والعراق، الى وضع اللاجئين في دائرة الاتهام الجماعي على خانة الإرهاب.

هذا، ويأتي توقيت هذه التقارير في حين تعاني المستشارة الالمانية انجيلا ميركل هبوطا حادا في شعبيتها. ففي استطلاع أجرته مؤسسة “أنسا” لاستطلاعات الرأي، أعرب الشعب الألماني عن معارضته الكبيرة لبقاء المستشارة الألمانية في منصبها لولاية رابعة. ووفقاً لهذا الاستطلاع، فإن 64% من الألمان يعارضون انتخاب ميركل لولاية رابعة، في انتخابات العام المقبل، وذلك مؤشر على أن تعاملها السابق مع أزمة اللاجئين لا يزال يؤثر على شعبيتها ويهدد مستقبلها السياسي.

وكانت ميركل قد قررت الإبقاء على حدود ألمانيا مفتوحة أمام مئات الآلاف من اللاجئين من دول مزقتها الحرب، مثل: سوريا والعراق وأفغانستان.

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.