واشنطن تنشر أنظمة ’إيجيس’ الصاروخية في أوروبا وموسكو تعتبره تهديدًا لأمنها ومصالحها

 

نفى مدير دائرة شؤون عدم الانتشار والرقابة على التسلح في وزارة الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف، صحة الادّعاءات الأميركية بأن “برنامج إيران الصاروخي يهدد شركاء واشنطن الأوروبيين في الناتو”، ولفت في تصريح لوكالة نوفوستي الروسية، إلى أنه “من غير الواضح إلى أي شيء تستند الادعاءات القائلة بأن البرنامج الصاروخي الإيراني يمثل خطرًا، وعلى من؟ وإذا كانت الادعاءات تقصد الولايات المتحدة، فهذا الأمر غير جدي، لأن مدى الصواريخ الإيرانية لا يتجاوز ألفي كيلومتر، حتى القوات الأمريكية في أوروبا موجودة على مسافة أبعد من إيران”.

وتعليقًا على نشر واشنطن عناصر لمنظومة الدفاع الصاروخي الأوروبية في رومانيا وبولندا بدءًا من الخميس 12 أيار/ مايو، أشار أوليانوف إلى أن “هذه الخطوات لا علاقة لها بالهدف المعلن سابقًا، أي تقليص الخطر النووي الصاروخي الإيراني المزعوم، لأن الوضع حول برنامج إيران النووي قد تمت تسويته”، وأضاف قائلاً “على الرغم من التصريحات السابقة للإدارة الأمريكية حول تسوية القضية النووية الإيرانية وبأنها ستزيل الدوافع لنشر منظومة الدرع الصاروخية في أوروبا، فقد باتت هذه التصريحات باطلة”.

كذلك وصَف أوليانوف تشغيل الدِّرع الصَّاروخية الأمريكية في أوروبا بـ”الأمر الضار والخاطئ من حيث أنه يهدد الاستقرار الاستراتيجي في أوروبا ويهدد أمن روسيا ومصالحها”، مشددًا على أن “مثل هذا النشر يخالف معاهدة إزالة الصَّورايخ القصيرة والمتوسطة المدى، الموقَّعَة بين الولايات المُتَّحدة والاتحاد السوفيتي في العام 1987”.

ورأى الدبلوماسي الروسي أنه “من دواعي القلق أيضًا أن أنظمة إطلاق الصواريخ العمودية (مارك-41) التي تم نشرها في الأراضي الرومانية استخدمت سابقًا لإطلاق الصواريخ المتوسطة المدى من سفن أمريكية عسكرية، ما يعني أن هذه النظم قادرة على إطلاق الصواريخ المجنحة وليس فقط الصواريخ المضادة”.

وكان المتحدث الرسمي باسم السفارة الأمريكية في موسكو ويليام ستيفنز، قد صرح بأن واشنطن ألمحت بوضوح إلى أن نشر أنظمة “إيجيس” الصاروخية في رومانيا وبولندا يهدف إلى حماية شركاء الولايات المتحدة الأوروبيين في الناتو من تهديدات إيران، التي تستمر بتطوير البرنامج الصاروخي وتجرب الصواريخ البالستية”، بحسب ادعاءاته.

منظومة “ثاد” الأمريكية

وفي ردٍ أميركي على موقف الدبلوماسي الروسي، اعتبرت السفارة الأمريكية ردَّ روسيا على تشغيل الدرع “تهديدًا”، حيث قال ستيفنس، “إن الصواريخ الهجومية لن تستخدم في تلك النظم، ولن يتم نشر الصواريخ الهجومية في هذه المنظومات، ولا الصواريخ الاعتراضية ولن يتم تزويدها برؤوس حربية متفجرة”.

وسارع ستيفنس لتطمأنة موسكو بالقول إن “منظومة الدرع الصاروخية التي ننشرها في أوروبا لا تستهدف روسيا ولن تقوض قدراتها الاستراتيجية، من ناحية الجغرافيا والفيزياء، من المستحيل إسقاط صاروخ روسي عابر للقارات من أماكن في بولندا أو رومانيا وروسيا تدرك الأمر، وقد أبلغنا الجانب الروسي بذلك في أوقات ومستويات مختلفة، أما التهديدات الروسية لحليفي الولايات المتحدة وحلف الناتو بسبب دعمهما لمنظومة الدرع الصاروخية، فهي غير مقبولة وغير مسؤولة”.

وأضاف، “إن الهدف من نشر المنظومة هو توفير الحماية الكاملة لشركاء الناتو في أوروبا من التهديد الباليستي المتزايد” وذلك في إشارة إلى الملف الإيراني نظرًا إلى أن “إيران تواصل تطوير الصواريخ الباليستية واختبارها الصواريخ البعيدة المدى ما يمكنها من بلوغ أراضي البلدان الأعضاء في الناتو”.

وتجدر الإشارة إلى أنه من المتوقع أن يشارك مساعد وزير الخارجية الأمريكي، فرانك روز، في مراسم تأكيد الاستعداد التشغيلي لنظام “أيجيس” المضاد للصواريخ، في قاعدة ديفيسيلو الجوية جنوب رومانيا، والذي يعد أول منشأ أمريكي للدفاع ضد الصواريخ في شرق أوروبا، وسيتجه روز بعد ذلك إلى بولندا ليحضر، الجمعة 13 أيار/ مايو، احتفالاً بمناسبة وضع حجر الأساس لبناء المنشأ الثاني من منظومة “أيجيس بالقرب من بلدة ريدزيكوفو شمال بولندا والذي سيدخل حيز الخدمة في العام 2018.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.