واشنطن والرياض وأمنيات الفاشلين

us-saudi-flags

صحيفة كيهان العربي ـ
مهدي منصوري:

تحظى الجمهورية الاسلامية اليوم بموقعية تحسده عليها جميع الدول لانها اصبحت رقما صعبا ليس فقط على المستوى الاقليمي بل وحتى الدولي، بحيث لايمكن تجاوزها بأي حال من الاحوال خاصة فيما يتعلق بالقضايا والازمات التي تمر بها المنطقة.

ولم تأت هذه الموقعية من فراغ بل ان سياسة طهران الحكيمة القائمة على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية من جانب ووقوفها الى جانب الشعوب المستضعفة والمضطهدة والدفاع عن قضاياها في مختلف المحافل الدولية والسعي لايجاد حل لمشاكلها بما يعود عليها بالنفع العام، كل ذلك فرض على المجتمع الدولي ان يضع ايران في كل حساباته.

ومن الطبيعي جدا ان ما حظيت وتحظى به ايران الاسلام لم يرق للدول الطامعة في اخضاع المنطقة لارادتها ولمخططاتها خاصة ان واشنطن والرياض تعتبر قدرة وقوة واحترام ايران عقبة كأداء وسدا منيعا من وصولهما الى اهدافهما المشؤومة.

والملاحظ ايضا ان كل من واشنطن والرياض قد بذلا سعيهما الحثيث وبما يملكانه من امكانيات سياسية واقتصادية واعلامية من اجل ازواء ايران وابعادها عن اداء دورها السلمي في المنطقة، الا ان كل جهودهما قد واجهت الفشل الذريع، وهو ما نلاحظه اليوم من حالات الرفض الشعبي العارم الذي عم المنطقة للتدخل الاميركي من جانب، وكذلك للغضب الذي بدا يعتمل في نفوس شعوب المنطقة من تصرفات الرياض والتي اوغلت فيها والى أخمص قدميها في اقلاق المنطقة وارباكها ووضعها في دائرة الخوف والقلق المستديم من خلال دعمها للمجموعات الارهابية التي لا تفهم سوى ارسال لغة التهديد والقتل لهذه الشعوب من خلال جرائمها التي لاتعد ولاتحصى.

وفي اطار ما تقدم يتضح ان الرياض وواشنطن فقدا ليس فقط مصداقيتهما بل انهما اخذا يخسران مواقعهما الواحد تلو الاخر مما يشكل فشلا ذريعا لسياستهما الاجرامية.

والذي لابد من الاشارة اليه في هذا المجال ان فشل كل من الرياض وواشنطن وعدم قدرتهما على تحقيق اهدافهم التي خططوا لها في المنطقة بسبب الموقف الايراني القوي الذي يعتمد على تقديم مايمكن تقديمه لدحر الارهاب المدعوم اميركيا وسعوديا والحالة المزرية التي وصل فيها الارهاب اليوم بحيث دفعهم الامر الى الاعلان في اعداد مشروع وكما كشفت عنه صحيفة الديلي ميل البريطانية اخيرا “من ان كل من السعودية واميركا قد اعدا مشروعا لمنع ايران من مواصلة دعمها لحكومة بشار الاسد بخلق مجموعة من الازمات داخلها او فتح جبهة لابعاد طهران عن القضايا الاقليمية”، وهو في الواقع مجرد حمله دعائية رخيصة للزعم بان الرياض لازالت قوة لاعبة في المنطقة.

وما كشفته الصحيفة البريطانية يعكس وبوضوح حالة الانهيار والانكفاء والهزيمة الذي تعيشه كل من واشنطن والرياض في اليمن وسوريا والعراق وبنفس الوقت يوضح للجميع مدى قدرة ايران وقوتها بحيث دفعهم الى الاعلان عن مشروع كتب عليه الفشل ليس الان فحسب، بل ومنذ زمن طويل يمتد الى بداية انتصار الثورة الاسلامية المباركة والى يومنا هذا. لان الملاحظ ان المحاولات التي بذلتها واشنطن وبمساعدة عدة دول من اجل الوصول اى ما يفكرون به اليوم وباستخدام مختلف الاساليب لم تثمر شيئا، ولن تستطيع ان توقف طهران عن الاستمرار بمسيرتها القائمة على دعم المستضعفين في العالم. وان طرح مثل هذه المشاريع وفي مثل هذه الاوضاع التي تلف المنطقة اليوم قد يكون كالغريق الذي يتعلق بقشه ليتخلص من الموت، او في الواقع كمن يبحث عن الماء في السراب، لان كل الادوات والقوى التي اعتمدت عليها واشنطن والرياض قد نالها الضعف والخور ولم تعد لها القدرة على الاستمرار، اي وبعبارة اوضح ان السعودية التي تغرق الى اذنيها في المشاكل الداخلية والاقليمية والدولية تحاول من خلال هذا المشروع الدعائي التي تسوقه لندن ان تجد مخلصا او مخرجا لازمتها الخانقة ولا غير.

وفي نهاية المطاف والذي لابد من التاكيد عليه ان واشنطن والرياض تعلمان علم اليقين ان ايران اليوم اصبحت قدرة وقوة فاعلة وعلى مختلف المستويات، وان اي مشروع يحاول ان يضعفها او يدفعها عن موقعها التي احتلته في نفوس الشعوب سيكون نتيجتها الفشل الذريع. مما يضع كل المشاريع والخطط التي تريد النيل منها سوى حبر على ورق لا غير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.