وسط إستنكار إقليمي ودولي.. ترامب لقادة عرب: سأنقل السفارة إلى القدس!

 

أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب سلسلة اتصالات هاتفية بعدد من القادة العرب بينهم الرئيس الفلسطيني أبلغهم خلالها أنه يعتزم نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة.

وبحسب وكالات الأنباء العربية الرسمية فقد هاتف ترامب قادة فلسطين والأردن ومصر، على أن يتصل لاحقاً برئيس وزراء الإحتلال “الإسرائيلي” بينامين نتنياهو.

وقالت الرئاسة الفلسطينية إنّ “محمود عباس حذّر من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”، مجدداً التأكيد على موقفه الثابت والراسخ بأن “لا دولة فلسطينية دون القدس الشرقية عاصمة لها وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”، وفق تعبيره.

وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أن عباس سيواصل اتصالاته مع قادة وزعماء العالم من أجل الحيلولة دون اتخاذ مثل هذه الخطوة المرفوضة وغير المقبولة.

وكشف أبو ردينة عن أنّ عباس حثّ البابا فرنسيس والرئيسين الروسي والفرنسي والملك الأردني على التدخل للوقوف حائلا ضدّ نية الرئيس الأمريكي نقل السفارة إلى القدس المحتلة.

وعلى الأثر، دعا الأردن إلى عقد إجتماع طارئ لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لبحث ما أسمته “تحركات ترامب حيال القدس” (المحتلة).

وذكرت وكالة “بترا” الأردنية أن الملك الأردني عبد الله الثاني حذّر ترامب خلال إتصال هاتفي “من خطورة اتخاذ أي قرار خارج إطار حل شامل يحقق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية”، مشددا على أن “القدس هي مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم”.

وأكد الملك الأردني أن هذا القرار ستكون له “انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط”، وأنه “سيقوض جهود الإدارة الأمريكية لاستئناف العملية السلمية، ويؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين”.

وبدوره، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في إتصال مع نظيره الأميركي على “الموقف المصري الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة”، مشددا على “ضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط”، وفق ما أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي ​حيدر العبادي​، في كلمة له خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، على أن “حكومته تعارض احتمال نقل الرئيس الأميركي ​سفارة ​الولايات المتحدة​ إلى ​القدس (المحتلة)​”، محذراً من “تبعات هذا القرار”.

وبعث الملك المغربي محمد السادس، رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب باسم 57 دولة عربية وإسلامية، يحذره فيها من المضي بخطوته هذه، داعياً إلى “تفادي كل ما من شأنه تأجيج مشاعر الغبن والإحباط والمساس بالاستقرار الهش في المنطقة”.

من جهته طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الإدارة الأميركية بأن تمتنع عن أية مبادرات من شأنها أن تُفضي إلى تغيير وضعية القدس القانونية والسياسية، أو المس بأي من قضايا الحل النهائي.

وقال أبو الغيط في كلمته أمام الدورة غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث التطورات التي تمس بمكانة القدس “يخطئ من يظنُ أن القضية الفلسطينية، وفي القلب منها مسألة القدس، يمكن أن تكون مسرحاً للتلاعب أو مجالاً للعبث من دون عواقب خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وأجمعت ردود الفعل الدولية على معارضة خطوة ترامب المرتقبة،حيث أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفياً نظيره الفلسطيني، دعم روسيا لاستئناف المحادثات بين “إسرائيل” والفلسطينيين بما في ذلك وضع القدس (المحتلة).

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني إن أي تصرف من شأنه تقويض جهود السلام الرامية لإقامة “دولتين منفصلتين للإسرائيليين والفلسطينيين “يجب تفاديه تماماً.

وكانت موغيريني تتحدث وهي تقف بجوار وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أثناء زيارته لبروكسل، وأضافت “يتعين إيجاد سبيل من خلال المفاوضات لحل مسألة وضع القدس كعاصمة مستقبلية للدولتين”، مشيرة إلى أنّ وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي سيبحثون المسألة مع نتنياهو في بروكسل الإثنين المقبل على أن يعقدوا اجتماعاً مماثلاً مع الرئيس الفلسطيني في أوائل العام المقبل.

كما حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أنّ “خطوة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بدل تل أبيب ستؤدي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية لبلاده مع إسرائيل، وتوجه للرئيس الأميركي بالقول إن القدس خط أحمر للمسلمين”.

هذه المستجدات وعلى أهميتها، لا يبدو أن لها مكاناً على جدول أعمال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي لم يصدر حتى الآن أي موقف منها، نظراً لانشغاله مؤخراً بالإشراف على تنظيم حفلات لمغنّين وموسيقيين عرب وأجانب في المملكة، ضمن مساعيه الحثيثة لنقل المملكة من عصر “هيئة النهي” إلى عصر “هيئة الترفيه”.
المريب في هذا الصمت السعودي حيال مسألة القدس المحتلة، أنه تزامن مع معلومات كشفت عنها صحيفة “نيويورك تايمز” الاميركية وفحواها أن ثمّة “مبادرة” سعودية للتسوية بين الفلسطينيين و”الاسرائيليين” من إعداد ولي العهد السعودي، مشيرة الى ان المبادرة تشمل اقامة دولة فلسطينية على مناطق غير مترابطة إقليمياً، في الضفة الغربية، مع بقاء المستوطنات الإسرائيلية فيها. على أن تكون قرية ابو ديس هي عاصمتها!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.