.. وسقط الأمل المسيحي

lebanese-elections

موقع إنباء الإخباري ـ
مصعب قشمر:

أسدل الستار على مشروع اللقاء الارثوذكسي، ودفنت أحلام المسيحيين بانتاج قانون يعيد إليهم حقهم في الاختيار.
في الخامس عشر من أيار 2013 استحال الأمل سرابا، والجناح المسيحي الذي كان يعوّل على أن يرفرف به قادته، أصيب بنكسة ربما لن تعيده إلى توازنه المأمول.
العماد ميشال عون الذي كان من أشد المتحمسين لهذا المشروع كان يتباهى أمام الجميع بأنه استطاع مع من يعتبرهم حريصين على الصوت المسيحي تحقيق الانجاز الذي باركته بكركي، برعاية البطريرك الراعي، والذي أقرّته اللجان النيابية المشتركة، والذي على أساسه اتصل عون مهنئاً بكل من سمير جعجع وامين الجميل والراعي بما تحقق، حيث وصف عون ذلك اليوم بأنه الأنصع بياضاً في تاريخ لبنان.
لكن، بالرغم من كل ذلك، كان عون ربما  يستشعر بأن الخطر ما زال يداهم المشروع  الوليد عبر القول: إذا التزم الآخرون بما تم الاتفاق عليه. لكن هذا الاستشعار أصبح واقعاً في 15 ايار مع تراجع القوات اللبنانية في اللحظات الأخيرة عن المشروع لمصلحة مشروع مختلط إرضاءً لتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي.
وبهذا التراجع، لم يستطع العماد عون أن  يهدي المسيحيين ما كان قد وعدهم به، لأن حسابات البيدر الانتخابي لم  تلتقِ مع طموحات حقله المسيحي، وأسقطت من أيدي المسحيين ورقتهم الرابحة التي كانوا يعوّلون عليها لايصال نوابهم الأربعة والستين  إلى المجلس النيابي، وعاد المسيحيون إلى نقطة الصفر من أجل البحث  عن مشروع آخر يضمن لهم حصة وازنة تخرجهم من جيب الوصاية المتمثلة  بتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي.
سقط الاقتراح الارثوذكسي بعدما كاد يصل إلى مراحله النهائية، لم يبتسم الحظ لمهندسي المشروع، وغادر المشروع الساحة الانتخابية من دون تذكرة العودة.
العماد عون اتهم المتراجعين بنكث الوعود، وعود نفاها سمير جعجع بالقول إنه لم يعط وعوداً لأحد، وبرّر فعلته بان المشروع ليس له أمل بأن يصل إلى أي مكان ولن يصبح قانوناً نافذاً.
باع جعجع المشروع المسيحي إلى تيار المستقبل وأدخل نفسه مجددا تحت العباءة الزرقاء.
ربما كان لزيارة المبعوث الاميركي إلى الشرق الاوسط غوردن أثراً في هذا التراجع، عندما طالب بإجراء الانتخابات في موعدها، أو ربما أن جعجع نفسه لم يكن مقتنعا أبداً بالفكرة ، وهو الذي وصفها ذات مرة بالمزحة، وقبل ـ محرجاً ـ البحث بها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.