يوميات متفجرة على خط التوتر العالي

الرويس-27

موقع إنباء الإخباري ـ
جنى شاهين

يشهد موقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة موجة من الاكتئاب الوطني العابر للطوائف والاحزاب. لبنانيون منذ أكثر من عشر حروب وعشرة آمبير فايسبوكيون منذ أكثر من عشرة انفجارات وصواريخ، منها ما انفجر ومنها ما ينتظر، حتى غير المعدة للتفجير انفجرت فينا.

صديقة تقول إنها ذاهبة الى الدكان لشراء السجائر ولا تعلم اذا كانت ستعود سالمة، مع مفارقة أن الكهرباء لم تنقطع، ويمكن استعمال المصعد، وتأمل أن تعود سالمة إلى المكيّف. ولسخرية الموقف أن وزارة الصحة ما زالت تكتب على العلبة “وزارة الصحة تحذركم من مضار التدخين” ! وهل تفرق كثيرا” بين الموت برئتين سليمتين أم برئيتين مسلحتين بالـ “موت البطيء” ..  كم هو بطيء!

كلٌّ يفتح جبهة من وراء “حائطه”، يتراشقون بالكتابات الحادة النصل، أو السوداوية السخرية (دوّرولنا هالانفجار بدنا ننام) ..

رائحة الموت تنبعث من الشاشة وكأن الكل لبس الكفن وانعدمت حيويته، كالمذهولين، المخدرين، حتى أنهم نسوا كتابة وصيتهم أو أمانيهم الاخيرة.

صديقة امتلكت الشجاعة لكتابة وداعها الاحتياطي، واتحفناها ب LIKE ،، اصبحت حياتنا بسعر الـ LIKe ، ولايك ملّا آخرة.

شعراؤنا نسوا الحب ووجع الفراق، اشتقنا حتى للفاشلين منهم، استبدلوا ليلى بالكاتيوشا وقيس بالكيماوي، حتى اليورانيوم فقد رونقه المعهود، العزّ للكيماوي واليورانيوم شنق حاله..

صديقة جميلة كتبت :

قبل التدخّل الأميركيّ العسكريّ في سوريا، 
وقبل إحراق كنيسة أخرى في مصر، 
أغتنم فرصة الهدوء النسبيّ بين تفجير وآخر في لبنان،
لأصارحك بأنّني أحببتك، 
وأنّني أخطأت في انتظار السلام العادل والشامل لأخبرك بذلك!

ننتظر الموت على حافة الهاوية ولا يأتي، موت الانتظار أصعب وقاتل أكثر.

تعليق 1
  1. هيفاء ذياب يقول

    جميل يا جنى جميل!
    تابعي سخريتك وحلاوة روحك المسكوبة بخفّة في كلماتك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.