أدوات حجرية قديمة في الصحراء الكبرى

شكلت الأدوات الحجرية التي صنعها البشر في وقت مبكر «غطاءً» واسع النطاق اكتسى جزءاً من الصحراء الكبرى، في ما يعتقد الباحثون في جامعة كامبردج البريطانية بأنه يمكن أن يجبرنا على إعادة تعريفنا للتاريخ البشري، وفي تأثير البشر على البيئة، حيث وجد باحثو الآثار تلك الأدوات التي صنعها الإنسان في جنوب ليبيا، على امتداد قطاعات شاسعة تصل إلى 350 كم.

وقد تم دعم تلك النتائج بنحو 75 أداة في نطاق متر مربع واحد على طول سفوح «ماساك سيتافيت» بالقرب من منطقة فزان التاريخية في الجنوب الغربي من ليبيا.

تقديرات

وتشير التقديرات إلى أنه يمكن أن يكون هناك ما بين 500 ألف و5 ملايين أداة صنعها الإنسان في وقت مبكر، وذلك في كل كيلومتر مربع من أراضي أفريقيا، وهذا يعادل تقريباً الصخور التي استخدمت لبناء الهرم الأكبر بمدينة الجيزة في مصر.

وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الباحثين وراء تلك الدراسة يزعمون بأن النتائج التي توصلوا إليها قد تجبرنا على إعادة التفكير في كيفية تعريفنا للتاريخ البشري، وفي تأثير البشر على البيئة.

الأنثروبوسين

وقال الدكتور مارتا لاهر، وهو قارئ في التطور البشري بجامعة كامبريدج: «حالياً، يتم استخدام «مصطلح «الأنثروبوسين»، أو ما يعرف بالعصر الجيولوجي البشري، للدلالة على المرحلة التي بدأ فيها الإنسان التأثير بشكل كبير على البيئة.

والفترة الحرجة لذلك قد تكون ببداية الثورة الصناعية قبل حوالي 200 سنة. غير أن آخرين يتحدثون عن أن أول تأثير لـ«الأنثروبوسين» كان منذ حوالي 10 آلاف سنة، عندما تم تمهيد الغابات للشروع في الزراعة.

ويضيف الباحث إن صنع الأدوات الحجرية، مع ذلك، يعود لأكثر من مليوني عام، وأن الأبحاث التي تطرقت لتأثير ذلك النشاط تعتبر قليلة. مبيناً إن الاكتشاف الأخير في «ماساك سيتافيت» هو أقرب مثال للنشاط البشري على امتداد منطقةٍ بأكملها.

وبالتالي يبين الباحثون أن آثار تقنيات البشر على البيئة قد تكون في الحقيقة أكبر عمراً بكثير عما كان يعتقد في السابق. وذكر الباحثون أن الحفر التي خلفها البشر في تلك الأدوات الحجرية ساهمت وبصورة ما كعامل جذب للحيوانات للمنطقة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.