أسئلة وأجوبة: العواصف الشمسية

عواصف شمسية
بي بي سي :
العواصف الشمسية ظاهرة طبيعية يسببها اصطدام جسيمات عالية الطاقة بالأرض.
وتنطلق الجسيمات في صورة سحب جراء حالات فوران متفجرة على الشمس. وفيما تمر الشمس حاليا بجزء نشط من دورتها، فإن ثمة مخاوف من حدوث عواصف شمسية تلحق اضطرابات بالتكنولوجيا المستخدمة في كوكب الأرض.
كيف يسبب انفجار في الشمس عاصفة على الأرض؟

من موقع رؤيتنا على الأرض، قد يبدو تغير الشمس ضئيلا. ولكن باستخدام المعدات المناسبة، من الممكن رؤية مناطق سوداء تسمى البقع الشمسية. وتتخذ حلقات مضيئة من المادة شكل أقواس وتلف في ما يشبه نوافير نارية على سطح هذا المفاعل النووي الطبيعي العملاق. وبين الحين والآخر، تظهر دفقات كثيفة من إشعاع يسمى “الوهج الشمسي”، وهو ما يحدث عندما تنطلق فجأة الطاقة المغناطيسية المخزنة في الغلاف الجوي للشمس. وأحيانا ترتبط التوهجات الشمسية بانطلاق جسيمات عالية الطاقة في الفضاء، وهي توهجات تعرف باسم القذف التاجي الضخم. غير أن هذه الظاهرة يمكن أن تحدث من تلقاء نفسها. ويمكن أن يحتوي القذف التاجي الضخم على مليارات الأطنان من الغاز ومواد أخرى تنطلق في الفضاء بسرعة تبلغ عدة ملايين الكيلومترات في الساعة. وتتحرك الجسيمات المشحونة في هذه السحب باتجاه أي كوكب أو مركبة فضائية في مسارها. وعندما تصطدم هذه الجسيمات بالأرض، فإنها تسبب عاصفة جيومغناطسية، وهي عبارة عن اضطراب في الغلاف المغناطيسي المحيط بكوكبنا والذي يحمي الكائنات الحية عليه من أسوأ تأثيرات الأشعة الكونية.

ما أهمية العواصف الشمسية؟
العديد من تأثيرات اصطدام الجسيمات المشحونة بالمجال المغناطيسي للأرض تكون حميدة، مثل الأضواء القطبية. وتجعل العواصف الجيومغناطيسية، التي يشار إليها غالبا بالعواصف الشمسية، هذه الأضواء الشمالية أو الجنوبية مرئية عند خطوط العرض الأدنى. ومع هذا فهي تشوش على التكنولوجيا على الأرض، مثل أنظمة الاتصالات وشبكات الطاقة الكهربائية.

لماذا تزايد الحديث عن العواصف الشمسية أخيرا؟
تمر الشمس بدورات من ارتفاع وانخفاض النشاط، تكرر نفسها كل 11 عاما تقريبا. وهي تستجمع نشاطها حاليا، ومن المتوقع أن تبلغ ذروتها في العام الحالي أو المقبل. غير أنه ليس بوسع أحد التأكد من هذا. ويعني هذا أن بوسعنا توقع حدوث المزيد من التوهجات الشمسية والقذف التاجي الضخم خلال السنوات القليلة المقبلة.

هل كان للعواصف الشمسية آثار كبيرة في الماضي؟
في العام 1994، تسببت عاصفة شمسية في إحداث أعطال ضخمة باثنين من الأقمار الاصطناعية الخاصة بالاتصالات، ما أدى إلى تعطل خدمات التلفزيون والراديو في أنحاء كندا. وفي آذار العام 1989، تسببت عاصفة أخرى في تعطيل شبكة طاقة رئيسية في كندا لأكثر من تسع ساعات. وقدرت الأضرار والخسائر في الأرباح بمئات الملايين من الدولارات.

ولكن أبرز الأحداث التاريخية سببته العاصفة الشمسية الكبيرة التي وقعت في الأول والثاني من أيلول العام 1859. وقد تسببت في قطع أسلاك التلغراف، ما أدى إلى اندلاع حرائق في أميركا الشمالية وأوروبا. وتسببت في سطوع لضوء الشفق القطبي بما سمح برؤيته في كوبا وهاواي. وفي ذلك العام، كانت البنية التحتية للتكنولوجيا في بدايتها، ولكن عاصفة في حجم ما يطلق عليه “حدث كارينغتون” يمكن أن تسبب الكثير من الدمار في يوم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.