أسباب الإعتداء الإسرائيلي على سوريا.. وهذا ما فعلته دمشق

ISRAEL-AIR FORCE-GRADUATION

موقع النشرة الإخباري ـ
عباس ضاهر:
لم تكن الضربة الإسرائيلية التي إستهدفت مواقع عسكرية في جمرايا السورية فجر الأحد هي الأولى من نوعها، ولا يبدو أنها ستكون الأخيرة كما بدت دوافع الإعتداء الإسرائيلي.
في سوريا تتردد معلومات عن أن الصورايخ الإسرائيلية التي أطلقتها الطائرت من مدى بعيد، كانت إشارة ساعة صفر لهجوم المجموعات المسلحة بإتجاه دمشق، لكن الجيش السوري كان جاهزاً لصد الهجوم على الأرض، ولم تهتز قدراته أو معنوياته ولم ينشغل قادته بالضربة الإسرائيلية كما بدت وقائع ساعات الفجر. وتشير مصادر سورية إلى “خطة كانت معدّة سلفاً بين الإسرائيليين وقادة المسلحين التكفيريين حول الضربة، وكان يعلم المسلحون بموعد الإستهداف الإسرائيلي والدليل جهوزية المجموعات لتصوير الغارة بكاميرا تلفزيونية”. كما أن تركيز الغارات على مواقع في محيط دمشق دليل على وجود خطة لإقتحام المسلحين العاصمة لإحداث نقلة نوعية في حجم الصراع بعد تراجع المجموعات أمام ضربات الجيش السوري وفشل مشروع الوصول إلى دمشق مراراً.
في الأسابيع القليلة الماضية، حقق الجيش النظامي السوري إنجازات عسكرية تمتد من ريف دمشق إلى ريف حمص-القصير إلى حلب وريف اللاذقية… وأظهرت الوقائع بداية إنهيار سريع في جسم المسلحين إلى حدٍ لم يكن متوقعاً عند أي طرف. فهل أتت الضربة الإسرائيلية لإعادة رفع المعنويات عند المجموعات السورية؟ أم أن تل أبيب قررت فعلاَ مساندتهم عملياً في الحرب ضد النظام؟  الأسئلة تستند إلى حقيقة ما أوردته صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن “تنسيق بين الإسرائيليين والتكفيريين في سوريا”.
يقول إسرائيليون علناً إن دمشق تخطّت الخطوط الحمراء، ويشيرون إلى إرسال أسلحة إلى “حزب الله” في لبنان، لكن إشارة الخطوط الحمراء تبدو أبعد من صواريخ إيرانية إلى المقاومة الإسلامية، ويتحدث مطّلعون في هذا السياق عن إستعادة النظام السوري لزمام المبادرة الميدانية بالكامل من خلال السيطرة المتدرّجة وضرب المسلحين، قبل الإتفاق على عناوين التسوية الدولية المرتقبة على الخط الروسي-الأميركي تحديداً، لضمان أمور عدة في التسوية المقبلة من بينها ما يخص إسرائيل. ومن هنا جاء الحديث الإسرائيلي عن الموافقة الأميركية على ضرب أهداف في سوريا تحت حجة “تسليح حزب الله”، ما يعني منع الدولة السورية من التفوق على الإستنزاف القائم أو حسم الأمر لصالح النظام  قبل أن يحين أوان التسوية.
لم تنجح محاولات المسلحين في توظيف الضربة الإسرائيلية في إقتحام العاصمة، لكنها أوجدت لديهم أملاً جديداً بإمكانية مساعدتهم بشكل فعّال للقضاء على عناصر قوة النظام، علماً أن إسرائيل إستهدفت مواقع عجزت عن الوصول إليها المعارضة المسلحة. ويشير المطلعون إلى ان هناك “بنك أهداف” لدى إسرائيل كانت حدّدته للمسلحين السوريين لإستهدافه وتحديداً أنظمة الدفاع الجوي، لكن تل أبيب وصلت إلى مرحلة اليأس في إمكانية القضاء على كل الأهداف ميدانياً من قبل المعارضة، فلجأت إلى سلاحها الجوي مباشرة لضرب تلك الأهداف.
لماذا إستسهلت تل أبيب العدوان على سوريا؟
ينخرط الجيش السوري في معارك ميدانية على كل الجبهات الداخلية، ما يعني إنشغاله أو ضعف قدراته الآن بالرد على الإسرائيليين بعد الإستنزاف الداخلي الذي  قلّل من إستعداد دمشق لأي حرب خارجية لا تبدو المواجهة فيها متوازنة، خصوصاً أن حلفاء سوريا الإقليميين مشغولون، كما في إيران المقبلة على إنتخابات رئاسية، إضافة إلى الحديث عن ضوء أخضر أميركي لتل أبيب لضرب طهران في حال إقتضت الحاجة، أما العراق فغارق بأزماته الداخلية، والمقاومة اللبنانية تقيس الأمور من الحدود مع سوريا وخصوصاً في الشمال الشرقي عند الهرمل-القصر وصولاً إلى القصير داخل سوريا، عدا عن حسابات لبنان والجنوب… ما يعني أن توقيت الحرب الآن إسرائيلي، فهل ترد دمشق وفق هذه الساعة؟
تحدثت معلومات عن إتصالات سورية-روسية على مستوى الرئاسة بعد حصول الضربة الإسرائيلية، لكن القيادة في موسكو إستمهلت دمشق في إتخاذ أي موقف أو ردة فعل، لمعرفة تفاصيل المسار الأميركي، علماً ان لقاء سيجري بين وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا الإتحادية سيرغي لافروف، وسيطال البحث أساساً الأوضاع السورية.
قد تتكرر الضربات الإسرائيلية، لكن دمشق حاضرة لكل السيناريوهات ومنها إجراء تكتيكات عسكرية تبدّل من حسابات المعارضين والإسرائيليين، وإن كان حلفاء سوريا باتوا مستعدّين لكل الإحتمالات التي تحدثت عنها الحكومة السورية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.