أمريكا وأوبك تخفضان توقعاتهما لنمو الطلب على النفط عالميا

وكالة رويترز للأنباء ـ
نيويورك ـ ألكس لولر وماثيو روبنسو:
أصدرت الحكومة الأمريكية ومنظمة أوبك تقريرين يوم الأربعاء أظهرا أن نمو الطلب العالمي على النفط يبدو أضعف مما كان متوقعا في السابق إذ لا يزال التباطؤ الاقتصادي يؤثر سلبا على الاستهلاك.

وخفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) توقعها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2013 بواقع 30 ألف برميل يوميا إلى 780 ألف برميل يوميا وقالت إن مخاطر تراجع الأسعار مازالت الأرجح.

وفي تأكيد لرسالتها بأن المعروض وفير قالت أوبك إن توقعات للطلب على النفط هذا العام تراجعت مرارا في حين ضخت دول منتجة غير أعضاء في المنظمة إمدادات جيدة.

وأظهرت إدارة معلومات الطاقة التابعة للحكومة الأمريكية أيضا صورة أكثر ضعفا لأسواق النفط حيث خفضت توقعها لنمو الطلب في 2012 بواقع 45 ألف برميل يوميا إلى 790 ألف برميل يوميا وللنمو في 2013 بواقع 80 ألف برميل يوميا إلى 920 ألف برميل يوميا. ورفعت أيضا توقعاتها لحجم المعروض من المنتجين غير الأعضاء في أوبك.

وأشارت إدارة معلومات الطاقة إلى أن الزيادة في استهلاك النفط بالولايات المتحدة التي من المتوقع أن تبلغ 100 ألف برميل يوميا العام المقبل تبطل أثرها انخفاضات في أوروبا ودول أخرى في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وقارنت أسواق النفط طيلة العام بين تأثير القلق بشأن الطلب على الوقود وخطر انقطاع بعض الإمدادات. وارتفعت الأسعار إلى ذروتها هذا العام عند 128 دولارا للبرميل في أوائل مارس اذار وهو أعلى مستوى لها منذ 2008. وارتفع سعر خام برنت إلى أكثر من 114 دولارا للبرميل في الأيام القليلة الماضية مما جدد المخاوف من تأثير ارتفاع تكاليف الوقود على الاقتصادات المتعثرة.

وقال التقرير الصادر من مقر الأمانة العامة لأوبك في فيينا “من غير المتوقع أن يتغير الاتجاه العام في السنة القادمة حيث مازالت الأسواق تتسم بارتفاع كميات المعروض من الخام وزيادة الطاقة الإنتاجية.”

وصدرت عن السعودية أكبر منتج في أوبك تصريحات مماثلة يوم الثلاثاء حيث قالت إنها راضية عن تراجع أسعار النفط إلى مستوى لا يعوق النمو العالمي. وبلغ سعر خام برنت 114 دولارا للبرميل يوم الأربعاء.

والتقريران اللذان أصدرتهما أوبك وإدارة معلومات الطاقة هما من بين ثلاثة تقارير عالمية لتوقعات سوق النفط تصدر هذا الأسبوع. وستصدر وكالة الطاقة الدولية تقريرها لشهر أكتوبر تشرين الأول يوم الجمعة.

وعدلت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بالزيادة النمو المتوقع لإنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك في 2012 بواقع 60 ألف برميل يوميا ليصبح مقدار النمو 570 ألف برميل يوميا بالمقارنة مع 2011. وكانت الإدارة قد توقعت في سبتمبر أيلول نموا سنويا بواقع 510 آلاف برميل يوميا.

وتركت الإدارة توقعها لنمو إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك في 2013 دون تغيير عند 1.24 مليون برميل يوميا. وتتوقع الآن أن يبلغ إجمالي الإنتاج 52.53 مليون برميل يوميا في 2012 و53.77 مليون برميل يوميا في 2013 مقارنة مع توقعاتها السابقة وهي 52.49 مليون برميل يوميا لهذا العام و53.73 مليون برميل يوميا للعام المقبل.

وقالت أوبك إن زيادة الإنتاج من السعودية وغيرها من الأعضاء الخليجيين العرب عوضت عن هبوط الإنتاج من ايران العضو في المنظمة التي هبطت صادراتها بسبب العقوبات الغربية.

ونقل التقرير عن مصادر ثانوية أن إنتاج أوبك تراجع 265 ألف برميل يوميا في سبتمبر ايلول إلى 31.08 مليون برميل يوميا بفعل انخفاضات في الإنتاج الأنجولي والنيجيري.

وكان الإنتاج الإيراني مستقرا في سبتمبر أيلول عند 2.72 مليون برميل يوميا.

وأظهر مسح لرويترز في 28 من سبتمبر أن إنتاج أوبك تراجع في سبتمبر إلى 31.09 مليون برميل يوميا.

وبالرغم من هذا التراجع مازالت أوبك تضخ أكثر من حجم الطلب العالمي المتوقع على نفطها وأكثر من سقف الإنتاج البالغ 30 مليون برميل يوميا الذي يفترض أن تلتزم به المنظمة.

وتتوقع أوبك أن يبلغ متوسط الطلب العالمي على نفطها 29.80 مليون برميل يوميا العام المقبل بزيادة 250 ألف برميل يوميا عن الشهر الماضي بسبب انخفاض التوقعات لإمدادات بعض المنتجين خارج المنظمة.

ويأتي جزء كبير من النمو في إمدادات المعروض من خارج اوبك من الولايات المتحدة التي تشهد طفرة في مجال طاقة الغاز الصخري.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.