أميركا.. واستغلال الكذب

 

 

موقع إنباء الإخباري ـ
جعفر سليم*:

 

 

بعد ما سُمي محاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج سيرجي سكريبال وابنته، تبادلت المملكة البريطانية والاتحاد الروسي اتهامات وتحذيرات وصلت إلى حد طرد العشرات من الدبلوماسيين من الطرفين، ودخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة لـ “كبّ الزيت على النار” كعادتها، وأصدرت الشرطة البريطانية بشكل رسمي، بعد إجراء التحقيقات والفحوصات اللازمة، عبر خبراء كيميائيين مشهود لهم بالخبرة، تقريراً أكدت فيه استخدام غاز الأعصاب، كما أصدرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تقريراً أشارت فيه إلى أن العميل الروسي المزدوج وابنته تعرّضا للتسميم بغاز الأعصاب في منزلهما بمدينة سالزبوري، وأصيبا بالإغماء ونُقلا إلى أحد المستشفيات.

من جهتها قالت تيريزا ماي؛ رئيسة الوزراء البريطانية، إن موسكو على الأغلب تقف وراء تسميم الجاسوس الروسي السابق باستخدام عنصر كيماوي يستهدف الأعصاب، في وقت نفت روسيا نفياً قاطعاً أي علاقة لها بالحادث.

لسنا خبراء في المواد السامة، لكن بالنظر إلى الصور التي نُشرت عالمياً حول مسرحية “كيماوي دوما”، والصور التي نشرتها الشرطة البريطانية، فيها ما يكفي من الحذر الشديد أثناء إجراء التحقيق في مسرح العملية والأجهزة المستخدَمة، ابتداء من الثياب وصولاً إلى اللباس المضاد للمواد الكيميائية، منعاً لاستنشاق أي غبار متبقية، وحرصاً على سلامة الخبراء والتحقيق.

في المقابل، وليس دفاعاً عن أحد، فالصور كفيلة بتبيان زوايا من الحقيقة التي جرت في مسرحية دوما السورية، فهناك الجميع يشارك في صب المياه على الضحايا المزعومين ومحاولة إنقاذهم عبر بخاخة يستخدمها مَن يعاني من الربو وغيره من الأمراض الصدرية، بالإضافة إلى أخذ الصور “سيلفي” مع الصواريخ في بعض منازل دوما.

بالأمس القريب أجرت “وكالة رويتر” تحقيقاً في دوما، أبرز ما جاء فيه مقابلات مع بعض الأطباء العاملين في مستشفى دوما، قالوا فيه إن الحالات التي تمّت معالجتها كانت نتيجة الاختناق من غبار القصف، ولم يعالَج أي شخص تعرّض لأي نوع من الغاز السام.

ما جرى مؤخراً في سورية استُغل أبشع استغلال من قبَل الولايات المتحدة، وهذا ليس جديداً، والعدوان السداسي الاستعراضي على عدة أماكن في سورية يذكّرنا بما حصل في ليبيا، وقبلها في العراق، حيث خرج بعد عدة سنوات وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول في ما يقال عنها شهادة معترفاً أن لا كيميائي في العراق، وسبقه إلى ذلك قبل الحرب على العراق رئيس لجنة التحقيق الأممية نافياً وجود أي سلاح كيميائي، ما أدى إلى عزله. ويبدو أن الحال في سوريا هو الحال ذاته في العراق.. لمن يعتبر.

 

 

*عضو اتحاد كتاب وصحافي فلسطين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.