أمي …. أم شوقي حفظها الله

facebook-omshawki

من الفايسبوك ـ
من صفحة الإعلامي الفلسطيني شوقي أبو شعيرة:
هجرت وهاجرت 6 مرات وحضرت 4 حروب صعبه : 1- عام 48هجرت وهي طفله من قريتنا
حمامه الى مخيم رفح ( نازحة)…
2-في حرب ال67 لم تعد أمي وكذلك ابي المدرس من السعودية الى قطاع غزة ككل من كانوا خارج فلسطين ومنعوا من العودة (صارت لاجئة)،
– الهجرتان الثالثة والرابعة الى دمشق: عام 1986 جاءت امي وأبي ( المتقاعد)واخوتي الصغار الى سوريا من ليبيا …وقتها كانت سوريا تضب الفلسطينيين الذين لايضبهم احد بما في ذلك مصر التي نحمل وثيقتها والتي لاتزال تمنعنا من الدخول ولا تعطينا فيزا الا باستحاله … في دمشق صار لأمي بيت ملك ( والملك لله)صغير ومتواضع وجميل بين حافة اخر اليرموك واول طرف الحجر الأسود … وبينهما بستان ومقبرة الشهداء ، بيتها وله برندة كانت فيها شجيرة تحبها كان بجوار بيتي ، وتحتنا في الطابق الأرضي بيت أخي سعدي وقبالتنا بيت اخي ياسر ..وعلى مرمى حجر ايضا بيت لحكم واخر لطارق ولحجرين بيتا موفق وصلاح…كلنا صار لنا في دمشق شقق جميلة وصغيره عوضت امي عن البيت الرائع الأول الذي ملكه ابي في مخيم رفح بأموال التدريس في السعوديه… سكناه سنه واحدة عام 1965 ، وسافرنا اطفالا وتركنا ستي فيه ….ثم مسحه شارون مع كل المخيم لأسباب امنية عام 1970….
5-في رمضان الفائت هجر الجيش الحر امي الى مخيم اليرموك في شقة ليست لها..
6- بعد سقوط اليرموك ( او تحريره على يد ابو هارون) هربتها في رحلة شاقة استمرت 16 ساعة الى بيروت . وهي منذ اشهر تنتظر العودة …الى الحجر الأسود ؟؟؟؟؟
. لم يعد أي منا في بيته بدمشق ، وصار لنا هناك فقط قبر لأبي الذي تحسده امي لأنه لم يحضر دمار سوريا التي أحب.زز ولنا قبر لبنت صلاح يارا التي استشهدت بالقصف على كتف ابيها ، وهي الان في قبر مستعار تملكه ميتة شامية في مقبرة باب الصغير بانتظار نقل جثمانها لاحقا الى مقبرة اليرموك…..
حروب أمي
حضرت امي حرب 48 وتقول انها كانت صعبة جدا وتذكر الهجرة ،
ثم حرب 1956( حرب العدوان الثلاثي حيث احتلت اسرائيل قطاع غزة وارتكبت مجازر فظيعة وعادت وانسحبت …
ثم حرب اليمن كنت طفلا والطائرات المصرية تقصف السوق في مدينة ابها جنوب السعودية ولاتزال امي تذكر منظر التمر المشتعل في السق ممزوجا بالجثث التي تحترق ( سمها حرب عبد الناصر والملك فيصل)
-في حرب ال67 وكان عمري 8 سنوات كنا في السعودية حضرت امي الحرب على الراديو ، أذكر دموعها عندما سمعت الخبر عن احتلال قطاع غزة …أذكر جيدا يومها انها قالت كلمتين وبكت بصمت …لن نعود، الأمر بالنسبة لها وهي التي لم يمر على زواجها 10 سنين كان يعني انها لن ترى بعد ايا من الاحبه…وبالفعل مات ابوها وامها ومعظم خواتها على مدى سنين ولم تر ايا منهم…
-كانت فرحة لأنهم نفدوا من حرب ليبيا والقذافي حيث عاشت امي في مصراته 13 سنه
-قالت لي شيئين لن انساهما
= بعد سنة وكم شهر من مشاركتها في الحرب الحالية في سوريا ، قالت لي امي هذه اصعب حرب حضرتها
=بعد عودتي من زيارتي الاولى لقطاع غزة اخر العام الماضي( بعد 48 سنه من مغادرتي وأمي غزة) قلت لها مازحا ساخذك معي لغزة لنموت هناك ..عند قرايبنا وأهلنا …قالت لي ليس لي شيء في غزة…لاأريد العودة لغزة ..اريد العودة فقط لبيتي في الحجر الأسود… هناك لي برنده وكرسي أجلس عليه عصرا …. وكانت لها شجرة صغيرة تطلق العطر مساء …بالتأكيد ماتت …مش مهم تقول أمي ، كل يوم تتابع ام شوقي الأخبار لتحدد موعد العودة الى الحجر … وهي تفهم أكثر من كل المحللين العسكريين وحاشا لله ان نذكر الحمار صفوت الزيات ولعبته الأتاري … يوميا أسألها متى سنعود ؟؟؟ وهي سيدة النبوءات وتفكر بقلبها والحنين، وأقنعتني أن في دمشق اشياء كثيرة تحبنا ونحبها ، عشنا أجمل سنين العمر هناك …وربما أنا ايضا ليس لي في غزة شيء أحن اليه كما لي في الحجر الأسود ومخيم اليرموك… كلنا انا وأخوتي ننتظر العودة للمخيم ….وحتى ليلى زوجتي اللبنانية ( لن تصدقوا ) تنتظر بشغف كبير العودة للمخيم وللشام …ز الى دمشق أخذتها عروسا من بيروت عام 1984 وقبل سنة فقط جئت بها غصبا عنها الى لبنان حيث أعمل…. فقط قبلت بسبب الحرب … لكن قلبها ، كما قلب أم شوقي فلايزالان معلقين بالشام ….هناك لنا كل شيء ، اما هنا .في بيروت ..وفي غزة فلا ذكريات لهن او لي اولأي منا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.