أم الشهيد في عيدها

resistant-boot-flowers

موقع إنباء الإخباري ـ
ماجدة ريا:
قالت لي نجمة الصبح فيما تفكّرين؟!
وأنا ساهمة، عيناي معلّقتان في الفضاء، تسامر ألحاناً تماوجت وتعانقت حتى ضجّت ملائكة السماء.
أيا أم الشهيد، برّدي نيران قلبك بشذرات الضوء المنير في العلياء، ضمّدي جرح الغياب، بلسمي عِبارات العتاب، فاليوم هو يوم الإحتفال.
الأولاد إلى أحضان أمّهاتهم يتراكضون، بغصن أخضر ووردة حمراء، وأقاصيص ملوّنة بالحب والوفاء، والشبّان يدورون من حولهم، يغمرونهم بالحب والعطاء…
وأنت تقفين بقلب واجف على ضريح فيه الحبيب استراح، تقبلّين حبّات التراب.
أمّاه لا تحزني، فأنا الكوكب الدّري الذي ما فتئت بفلكك أدور، أنا الذي استقبلتني الحور بالعطر والبخور، أنا الذي نشرت العز بالدنى، أنا الذي صنت الأرض والدور، أنا الذي ارتفعت فسمَوت، حتى بلغت الملكوت، وبت ملكاً على عرش لا يزول.
أماه… لا تحزني، فأنا ما زلت ذلك النور المضيء الذي ينير دربك بالعطاء، أنا البركة التي وهبتك إيّاها السماء، أنا الذي يُشار إليه عند كل نصر، أنا الذي انتصر بي الأبرياء، أنا الذي تحدّيت حدود الفناء.
ابسطي ذراعيك الطاهرتين، واغمري روحاً ما زالت لك الحِمى والفدا، ودرعاً من شرور العدا، وزهرة حمراء لا تذبل ولا يفنيها الردى، وقلباً ينتظرك على طول المدى.
قلبي الواجف ارتجف، ونحو عليائك زحف، حتى بات يتلّمس الروح السامية، فيحتويها بالعناق، وتذوب لوعة الفراق، وأتحوّل إلى طائر محلّق في عالمك، تراني وأراك، أحس بوجودك في وجداني، أقبّل حذاءك وثيابك، وأسجد شكراً لله، وأبارك فيك هذا التفاني.
حذاؤك جنّتي التي زرعت فيها الورود، وشرفاً لأروع آيات الصمود، وعزاً مليئاً بالجود، وانتصاراً على هزيمة ولّت ولن تعود.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.