#أنظروا_إليها_تحترق: ماذا يحدث في #إسرائيل ؟

israel-haifa-fire

 

لليوم الثالث على التوالي، تتنقل الحرائق داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة دون أن تتمكّن السلطات الإسرائيلية من إخمادها، مما دفع برئيس وزراء الاحتلال إلى طلب النّجدة من دول عدّة كروسيا وتركيا واليونان وقبرص.واقتربت النيران من مدينة القدس من جهة الغرب، ممّا تسبّب بإغلاق طريق رئيسي بين القدس وتل أبيب.

موقع صحيفة يديعوت أحرونوت أشار إلى أنّ حالة الطوارئ أُعلنت في مدينة حيفا، وأنّ أكثر من 350 عنصر إطفاء حاولوا مواجهة الحرائق، فيما تم نشر أكثر من مئة سيارة إطفاء للسيطرة على النيران التي تهدّد ثالث أكبر مدينة تخضع للسلطات الإسرائيلية.

وذكر موقع الصحيفة العبرية أنّ النيران اندلعت في شمالي شرق المدينة بدايةً، بالقرب من جسر باز، وامتدّت إلى سيارات ومبانٍ محيطة.

ووصف موقع صحيفة هآرتس ما يجري هذه الأيام في الأراضي المحتلّة بأنّه الأسوء منذ عام 2010 “عندما عانت إسرائيل من الحرائق الأكثر دمويّة في تاريخها”.

كما أشار موقع هآرتس إلى أنّ شوارع مدينة حيفا ستبقى دون كهرباء حتى صباح الجمعة على أقل تقدير.

وقال موقع إسرائيل اليوم إنّ رجال الإطفاء عجزوا في مدينة “زخرون يعقوب” من منع وصول الحريق إلى عدد من المنازل والسيارات وتدميرها.

وقالت إذاعة “صوت إسرائيل” أنّ طواقم الإطفاء العاملة غرب القدس تمكّنت من منع انتشار ألسنة اللهب إلى البيوت في بلدة نتاف، مضيفة أنّه تم إخلاء مدرسة في الناصرة بسبب حريق في أرض هشيم بحي الصفافرة.

وقالت وكالة معاً الفلسطينية إنّ الحرائق وصلت إلى منطقة باب الواد واللطرون، لافتاً إلى أنّ النيران في هذه المنطقة لم تشكّل حتى الآن خطراً على البيوت والممتلكات، لكنّها أتت على مئات الدونمات من الأراضي الحرجية.

وشبّ حريق في قرية كركوم شمال طبريّا، وفي أراضٍ جافّة قرب كيبوتس عين تمرّ ضمن التجمّع الاستيطاني الذي يُسمّى بـ”المجلس الإقليمي تمر” قرب البحر الميّت.


النيران تقترب من محطات غاز وتجبر سكّان حيفا على الإخلاء

تم إخلاء ثلث سكّان مدينة حيفا من المدينة

تم إخلاء ثلث سكّان مدينة حيفا من المدينة
أفادت القناة العاشرة الإسرائيلية أنّ عدد الذين تمّ إجلاؤهم من حيفاً بلغ 80 ألفاً، أي ما يُقارب ثلث سكّان المدينة. كما أورد موقع صحيفة هآرتس أنّ عشرات الآلاف من سكّان حيفا طُلب منهم مغادرة المدينة لليوم الثالث على التوالي. وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إخلاء 6 أحياء في مدينة حيفا، كما تمّ إخلاء جميع الطلّاب في جامعات المدينة بسبب اقتراب ألسنة النيران إليها. وأشار الإعلام العبري إلى إغلاق السلطات الإسرائيلية مرفأ حيفا أمام حركة السفن. وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أنّ النيران امتدّت لمنطقة سافيون وسط الأراضي الفلسطينية المحتلّة، ومناطق أخرى عبر البلاد قرب محطة الغاز الأساسية. كما اقتربت الحرائق من محطة الغاز الواقعة على الطريق السريع بين القدس وتل أبيب. بالإضافة إلى ذلك، فقد تم إغلاق محطّتَيْ قطار في مدينة “موديعين” المحازية للضفة الغربية بعد اندلاع النيران في موقف قريب للسيارات. وفي نفس المدينة، قال موقع صحيفة يديعوت أحرونوت أنّ ستة من رجال الإطفاء ومروحيّتين توجّهوا حاجز مكابيم لوقف الحريق الذي كان يتّجه نحو أحد مراكز التسوّق.

أسباب واتّهامات

نتنياهو: إشعال الحرائق إرهاب

نتنياهو: إشعال الحرائق إرهاب
بحسب القناة الثانية الإسرائيلية، فقد أعلن جهاز الشاباك الإسرائيلي بشكل رسمي أنّ الحرائق “عمليّة إرهابية”. بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّ “إشعال الحرائق هو إرهاب”. وفي مؤتمر صحفي عقده ليطلع الجمهور الإسرائيلي عن معلومات بشأن الحرائق، أشار نتنياهو إلى أنّ بعض الحرائق قد يكون مفعتلاً، متعهّداً باتّخاذ أقسى العقوبات بحق الفاعلين. أما وزير الأمن الإسرائيلي جلعاد إردان فقد أشار إلى أنّ اعتقالات قد تمّت على خلفية الحرائق، وذلك لأنّ تحقيقات الشرطة دلّت على أنّ بعض الحرائق التي شبّت خلال اليومين الماضيين كانت مفتعلة بحسب قوله. وأضاف أردان “نحو 50% من الحرائق متعمّدة”. وقال المتحدّث باسم الشرطة إنّ المحققين لم يتمكّنوا بعد من تحديد ما إذا كان أي من عشرات الحرائق التي تم الإبلاغ عنها قد حصل عمداً. لكنه ذكر أنّ أربعة أشخاص اعتُقلوا يوم الأربعاء بعد إشعال نار في العراء ومن المقرّر أن يمثلوا أمام المحكمة الخميس. وقد أدّى عدم هطول الأمطار مع الطقس شديد الجفاف ورياح شرقيّة عاتية لاتّساع رقعة النيران وسط الأراضي الفلسطينية المحتلّة وشمالها.
وقال زعيم البيت اليهودي نفتالي بينيت في تغريدة على تويتر إنّ “مشعلي الحرائق خونة للدولة” مضيفاً أنّ هؤلاء “لا يمكن أن يكونوا يهوداً”. وتابع بينيت في تغريدة بالعبرية “من لا يشعرون بالانتماء للبلاد هم فقط القادرون على حرقها”.

ردود فعل دولية ووسائل التواصل تشتعل أيضاً

وقال الكرملين إنّ نتنياهو اتّصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين طالباً منه المساعدة في إخماد الحرائق، كما طلب مساعدة كلّاً من تركيا وقبرص واليونان.

بدورها أعلنت وزارة الطوارئ الرّوسية الخميس إرسالها طائرتين برمائيّتين من طراز “بي – 200” إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة من أجل المشاركة في إخماد الحرائق.كما أعلنت كل من اليونان وإيطاليا وكرواتيا وقبرص وتركيا تقديمها المساعدة من أجل إطفاء الحرائق.

وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي ردوداً متنوّعة للناشطين. فقد استغلّ المعادون لإسرائيل المناسبة للتعبير عن سعادتهم لما يصيب المؤسسات الإسرائيلية من ارتباك وأضرار، فيما رأى البعض أنّ ما يجري في الأراضي المحتلّة هو غضب إلهي نزل على دولة الاحتلال بعدما قرر الكنيست منع رفع الآذان في مساجد القدس.

وقد استغلّ ناشطون ما يحصل لتذكير المستوطنين أنّ فلسطين ليست أرضهم قائلين “أنظروا إلى أرضكم المزيّفة كيف تحترق. إنها أرض الفلسطينيين”.

وقالت إحدى الناشطات “إسرائيل التي تقتل الفلسطينيين الأبرياء ما زالت تتوقّع منّا أن نصلّي لأجلها اليوم!”

إلا أنّ آخرين عبّروا عن حزنهم لما يجري، وذكّروا أنّ الأراضي التي تحترق هي أراضٍ فلسطينية. كما اعتبروا أنّ العرب والفلسطينيين لا يجب أن يشعروا بالسعادة لرؤية الغابات تشتعل والمساحات الخضراء تلتهمها النيران.

وانتقد بعض الناشطين تركيا على مساعدتها إسرائيل في إخماد الحرائق، معتبرين أنّ الأمر يدل على عمق العلاقة بين البلدين.

أما أبرز الوسوم التي انتشرت على وسائل التواصل بشأن الحرائق فهي “الكيان الصهيوني يحترق”، “اسرائييل تحترق” و”israelisburning”.وكان لافتاً في هذا الإطار، إيعاز وزير الأمن الإسرائيلي غلعاد إردان إلى الشرطة بمتابعة شبكات التواصل الاجتماعي، بحثاً عن أشخاص يحرّضون على إشعال الحرائق أو يعربون عن سرورهم لاشتعالها.أما المتعاطفون مع الكيان الإسرائيلي، فقد عبّروا عن سخطهم مما يحصل ورفضهم لتعبير البعض عن سعادته بما يحصل في الأراضي الفلسطينية المحتلّة.وذكّر أحد الناشطين كل من يفرح اليوم بسبب الحرائق أنّ مئات آلاف العرب يعيشيون في شمال فلسطين.

وقد استشهدت صفحة إسرائيلية متحدّثة باللغة العربية في تغريدة لها على موقع تويتر بآية قرآنية للرد على الشامتين بإسرائيل، مما قوبل بالكثير من السخرية من قبل الناشطين العرب والمسلمين نظراً لسجلّ دولة الاحتلال الحافل بالمجازر بحقّ المسلمين.وانتشرت فيديوهات عدّة من داخل الأراضي المحتلّة تظهر بعض المنازل تحترق وبعض المستوطنين يفرّون منها، وأخرى ساخرة مما يصيب المستوطنين.


وانتشرت فيديوهات عدّة من داخل الأراضي المحتلّة تظهر بعض المنازل تحترق وبعض المستوطنين يفرّون منها، وأخرى ساخرة مما يصيب المستوطنين.

ليست المرّة الأولى

الحرائق التي اشتعلت في فلسطين المحتلّة في الأيام الأخيرة ليست الأولى، فقد اشتعل جبل الكرمل الواقع جنوب مدينة حيفا في كانون الأول/ ديسمبر 2010، مما أتى على مساحات واسعة من الغابات، كما امتدّ الحريق إلى سجن الدامون، مما أدّى إلى مقتل 44 شخصاً، معظمهم من سجّاني وحرّاس السجن.
وعند السيطرة على الحريق قيل أنّ المسبّب هو أحد طلّاب المدارس القاصرين الذي روى أنّه أرقى جمرة في منطقة حرجيّة.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.