أنظمة الجحود العربية

admin-ajax

صحيفة المجد الأردنية ـ
معن بشور:

فيما كانت شعوب العالم وأحراره يودعون مع أبناء فنزويلا البوليفارية القائد الثوري الكبير الراحل هيوغو شافيز، كانت عيون العرب تودعه دامعة مرتين: مرة حزناً على رحيل نصير قضاياهم العادلة ومرة أخرى على حجم الجحود الرسمي العربي، بأنظمته القديمة والجديدة، تجاه رجل أحرجهم بجرأته في الانتصار لحقوقهم وفي مواجهته لأعدائهم وفي مقدمهم العدو الصهيوني وحليفه الأمريكي…. بل رجلاً أعلن انتسابه لامتنا حين قال للعالم كله ‘انا ناصري’ معتبراً ان جمال عبد الناصر وسيمون دي بوليفيار وفيديل كاسترو هم اساتذته.
لكن الجحود الرسمي العربي تجاه شافيز كشف بالمقابل حجم الهوة الكبيرة بين مشاعر أبناء الأمة وبين سياسات حكامهم،  القدامى منهم والجدد، فالفلسطينيون الذين لا ينسون للقائد البوليفاري وقفته إلى جانبهم ، والعراقيون الذين لا ينسون لرئيس فنزويلا كسره للحصار على بلادهم متميّزاً عن كل الرؤساء والملوك والأمراء العرب وغير العرب الراضخين للاملاءات الأمريكية، واللبنانيون لا ينسون للرجل قطعه للعلاقات مع العدو الصهيوني يوم حربه العدوانية عل لبنان عام 2006، والليبيون لا ينسون وقفته ضد غزو (الناتو) لبلدهم، وكذلك السوريون الذين يقدّرون للقائد الثوري الكبير وقفته ضد التدخل الأجنبي في بلادهم، وهو تدخل ما توغّل في بلد إلا وحوله إلى ركام من الدمار والدماء.. وأبناء الأمة العربية والإسلامية لا ينسوا لشافيز وقفاته المتلاحقة ضد السياسة الأمريكية والعنصرية الصهيونية.
كذلك كشف هذا الغياب الرسمي العربي المعيب، بل والمريب، عن المشاركة في تشييع شافيز،  عن حجم الفارق بين قائد اختار نهج الاستقلال في بلاده فخرجت جماهير شعبه وقادته وأحرار العالم في وداعه، وبين حكام ارتضوا نهج التبعية للهيمنة الأمريكية فباتوا معزولين أو محاصرين في قصورهم.
المعيب في الغياب الرسمي العربي ليس فقط في مجافاته لأصول العلاقات الدولية، وتقاليد البروتوكول التي طالما تغنى حكامنا بالحرص عليها واحترامها أكثر من احترامهم لإرادة شعوبهم، بل المعيب أيضاً هو في الاستهتار بأبسط المشاعر الإنسانية تجاه رجل جمعته بهم ملتقيات ومنتديات ومؤتمرات عدة، ونشأت علاقات شخصية معه لا سيّما حين أطلق منذ سنوات فكرة المؤتمر العربي – الأمريكي اللاتيني الذي جسّد رغبة شافيز ورفاقه في أمريكا اللاتينية بتعميق العلاقات بين الأمة العربية وأمريكا اللاتينية، بعد أن خرجت معظم حكوماتها من سياسات الرضوخ للمشيئة الأمريكية.
وقد ذكّرنا هذا الموقف المعيب للحكام العرب، بموقف معيب آخر يوم حاصر العدو الصهيوني الرئيس الشهيد أبو عمار في المقاطعة على مدى عامين حيث اشتهى القائد الفلسطيني يومها أن يرن هاتف مكتبه ليحمل له صوت مسؤول عربي آنذاك… إن الاستقلال كرامة وشرف، أما التبعية فمهانة وذل…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.