أنيس النقاش المقاوم والمفكر… أبكرت الرحيل لكن روحك الثورية باقية

أنيس النقاش المناضل المقاوم والمفكر العربي والأممي، لقد أبكرت الرحيل عنا، لكن ما يقلل من ألم خسارتك، أنك شهدت معنا بدء عصر انتصارات المقاومة، وتفاقم المأزق الوجودي لكيان الاحتلال الصهيوني الغاصب، وأيقنت أنّ فلسطين المحتلة، التي تربّيت على حبّها وناضلت من أجل تحريرها، وكانت بوصلتك، منذ نعومة أظافرك حتى وفاتك، باتت أقرب إلينا من أي وقت مضى، أقرب لأن تتحرّر على أيدي أبطال المقاومة في لبنان وقطاع غزة، الذين هزموا القوّة التي زعم أنها لا تقهر، وأذلوا جيش العدو الأسطوري، وأسقطوا جبروته وكسروا شوكته، وحطموا معنويات ضباطه وجنوده، مما أدخل كيان العدو في مرحلة الانكفاء والتراجع الاستراتيجي والتكتيكي، وبات قادته  قلقين على مستقبل وجوده أكثر من أيّ يوم مضى…
لم تذهب تضحياتك سدى.. لقد أثمرت مع تضحيات الشهداء والجرحى والأسرى والمعذبين، انتصارات أنهت زمن الهزائم… وكشفت زيف التسوية وأسقطت أوهام المراهنين، المساومين، عليها، وأكدت ما كنت دائماً تشدّد عليه، أنّ الأرض لن تتحرّر إلا بالمقاومة المسلحة والشعبية، لأنّ ما أخذ بالقوة لا يستردً بغير القوة…
إنّ رحيل هذا المناضل المحارب على جبهة الفكر والأبحاث، بعد أن قام بدور متقدّم في ميدان مقاومة العدو، وفي هذا التوقيت بالذات، شكل حدثاً مؤلماً وقاسياً لجميع المقاومين والشرفاء والأحرار، لأنّ دوره كان ريادياً ومبدعاً  في معركة تنوير الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي، لناحية فضح أهداف الحروب الأميركية الصهيونية، والتصدي لكلّ أشكالها، الناعمة، والإرهابية، لا سيما الحرب الإرهابية الكونية على سورية، والشقّ الإعلامي الخطير منها، حيث لعب أنيس النقاش، دوراً هاماً في معركة تحصين الوعي الشعبي في مواجهة السيل الكبير من حملات التضليل التي استهدفت التعمية على حقيقة أهداف الحرب، وفبركة وتلفيق الأكاذيب بشأن ما يحصل على أرض الواقع…
انّ رحيلك اليوم جاء صاعقاً لكلّ الذين أحبّوك، وعرفوا فيك حب فلسطين والمقاومين، وتواضعك واستعدادك الدائم للبذل والعطاء في سبيل الدفاع عن قضايا الأمة…
أنيس النقاش ستبقى حياً فينا نستمدّ من روحك الثورية المقاومة والمكافحة العزيمة والتصميم على مواصلة درب المقاومة، والنضال في شتى الميادين، لأجل تحقيق ما حلمت ونحلم وتحلم به الأجيال، ألا وهو تحرير فلسطين من رجس الصهاينة الغاصبين المحتلين، وكذلك تحرير الأمة وثرواتها من المستعمرين وأتباعهم.. فمن نذر نفسه منذ طفولته وحتى رحيله عن هذه الدنيا، للنضال من أجل فلسطين وتحرّر الأمة من التبعية للاستعمار، لا يمكن أن يموت.. أنيس النقاش لقد رحلت جسداً، لكن روحك الثورية التي لم تعرف الاستكانة والعيش في ظلّ الاحتلال والمستعمرين وأدواتهم العميلة.. ستبقى حية فينا، وفي ضمائر كلّ المقاومين والشرفاء والأحرار والمكافحين من أجل الحرية…
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.