أهالي العسكريين الأسرى ومعركة الربيع

soldiers-sitin-beirut

موقع التيار الوطني الحر الإخباري ـ
مارون ناصيف:

كلما إزداد الحديث عن معركة الربيع لتحرير جرود القلمون وعرسال من الإرهابيين، يزداد معه خوف أهالي العسكريين الأسرى على حياة أولادهم. “وكيف لا يجب أن نخاف” يقول أحدهم، “والتطمينات الإيجابية التي ترشح عن المفاوضات توازي التهويلات التي يحكى عنها عن معركة الربيع التي ينوي الجيش اللبناني وحزب الله إضافة الى الجيش السوري، شنها على هذه التنظيمات المتمركزة هناك”.
كثيرة هي الأسئلة التي لا ينفك الأهالي عن طرحها في هذه الفترة. أولها، ما سيكون مصير الأسرى الموجودين لدى تنظيم داعش فيما لو صحت الأقاويل التي تتحدث عن إنسحاب مقاتليه الى الموصل وترك منطقة القلمون؟
السؤال الثاني الذي يأتي على بال الآخرين من الأهالي، مصدره الحديث عن توسع تنظيم “داعش” في الجرود القلمونية على حساب التنظيمات والفصائل السورية الأخرى، كالجيش السوري الحر وجبهة النصرة وغيرها. سؤال يتفرغ منه الكثير من التساؤلات، ماذا لو سيطر تنظيم “داعش” على كامل المنطقة الجردية ولم يعد هناك وجود لجبهة النصرة؟ هل سيصبح العسكريون الذين يتوزعون اليوم بين ٩ مع داعش و١٦ مع النصرة بقبضة التنظيم جميعاً؟ وعندها ماذا عن المفاوضات مع جهة خاطفة واحدة لا مع جهتين؟ هل ستكون أصعب أم أسهل مما هي عليه اليوم مع التنظيمين؟ هل يرفع “داعش” سقف شروطه للمقايضة إذا أصبحت الكلمة الفصل له بملف العسكريين؟ وكيف ستعيد الحكومة إحياء المفاوضات المتوقفة معه منذ مدة؟
امام هذه الأسئلة ينقسم الأهالي الى فريقين: فريق يعتبر أن حصر قرار المفاوضات على العسكريين بفريق واحد إيجابي بكل ما للكلمة من معنى، وفريق لا يرى في الأمر إذا حصل إلا السلبية.

الفريق الأول، يرى ان الحكومة اللبنانية لطالما إشترطت على الخاطفين حل قضية العسكريين سلةً واحدة، “بالجملة لا بالمفرق”، ولطالما سرب عن خلية الأزمة أنها لا تريد حل القضية على دفعات، وفي حال أصبح جميع المخطوفين بعهدة جهة خاطفة واحدة، تسهل عملية التفاوض على قاعدة السلة الواحدة. ومن الإيجابيات التي يراها الفريق الأول أيضاً بجمع العسكريين المخطوفين مع داعش، السهولة التي يمكن أن تستفيد منها الحكومة اللبنانية في المفاوضات، وتحديداً لناحية الحصول على لائحة واضحة ومحددة بالمطالب، خصوصاً بعدما عانى المدير العام للأمن العام اللواء عباس أبراهيم الأمرين من التناقض وعدم الدقة بين لوائح شروط “النصرة” وتلك الخاصة ب “داعش” التي سربت ولم تسلم رسمياً في الفترة الماضية. ويقول والد أحد المخطوفين، “بالتأكيد تكثر المطالب عندما يكون القرار بيد تنظيمين، وعندما تصبح المطالب اقل تسهل المهمة على المفاوضين من قبل الحكومة”.
كل هذه الحسابات والإعتبارات، لا يرى فيها الفريق الثاني من الأهالي إلا السلبية. “داعش” أكثر تشدداً من “النصرة”، وبالتالي يعتبر أن تهديد أولاده بالقتل مع تنظيم الدولة خصوصاً إذا إنطلقت معركة الربيع، سيكون وارداً بأي لحظة وبنسبة أعلى بكثير مما هو عليه مع الجبهة حالياً مهما تمسكت الحكومة بتطميناتها التي تقول إن قتل العسكريين بات وراءها. وبحسب هذا الفريق أيضاً هناك أكثر من وسيط لبناني وغير لبناني يمكنهم التفاوض مع “النصرة” ومنع عملية القتل في اللحظات الأخيرة أو تأجيلها، بينما عدد الوسطاء الذين يمكنهم الحديث مع “داعش” قليل جداً.

إذاً لكل من الفريقين وجهة نظرته الخاصة في مقاربة القضية، وفي الوجهتين حسابات منطقية، “لكن هل سيلعب هذا المنطق دوراً يوم تصبح الكلمة فيه للميدان؟” يسأل الأهالي بخوف ورعب.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.