أين إعلان الجهاد في فلسطين؟

jaafar-sleem-palestine-ikhwan

موقع إنباء الإخباري ـ
جعفر سليم*:
أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في بيان صدر بالأمس “الجهاد ” في سوريا. وذكر البيان أن “الجهاد ضد الروس واجب شرعي”، وأفتى بيان الجماعة أن “جهاد الدفع فرض عين على كل من هو قادر على حمل السلاح”.
ربما كان لهذا البيان مسوغه الشرعي في الفقه الإسلامي. ولكن……
دفعني هذا البيان لإعادة قراءة واسترجاع بيانات الجماعة منذ تأسيسها في العام 1928 بعد المواجهات مع الاحتلال الإنكليزي، وإعدام الشيخ حسن البنا مؤسس الجماعة، حيث أنني وجدت أن فلسطين حاضرة بالفعل، بالإضافة إلى إعلان الجهاد فيها، ووجدت أسماء للشهداء المصريين الذين قضوا دفاعاً عنها قبل العام 1948، أي قبل النكبة وإعلان دولة الاحتلال الصهيوني، وعدت بالذاكرة إلى غزو أفغانستان والعراق والصومال… واستذكرت بيان الانحياز المؤلم الذي صدر عن فرع الجماعة أثناء الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982…
وكم كان سهلاً أن استشعر التذبذب والمصلحجية والميكيافلية في البيانات، التي تستعين بالأحكام الشرعية حيث تشاء وبالتبريرات المصلحية حيث تشاء.
وحيث أن الدور الوهابي معروف في عدائه للجماعة وتكفيرها..انبرى أكثر من خمسين داعية وشيخ وهابي من داخل السعودية وخارجها إلى إعلان الجهاد والنفير في سوريا، كما حصل من قبل في تحريض واضح لتكرار سيناريو افغانستان تحت عنوان حماية السنّة.
فكيف التقت الجماعة بطاعنها في ظهرها؟
وكأن أهلنا في فلسطين ليسوا سنة ومسلمين يعيشون في أرض أجدادهم ويحمون بأجسادهم بيت المقدس وترتفع عبير الهشلمون شهيدة في القدس بالأمس، بعد دفاعها عن نقابها.
بئس الفتاوى وبيانات “غب الطلب” على طريقة مات الملك عاش الملك. والسؤال… ما هذه السرعة السريعة في إصدار بيانات إعلان الجهاد، والتي توحي بأنها كانت جاهزة لتوزع عقب التهديد بالخيار العسكري ضد سوريا، الذي أطلقه وزير الخارجية السعودي، والطفل المدلل أميركياً، عادل الجبير.
للإخوان المسلمين قيادة دولية، ولها فرع في فلسطين يعمل تحت عنوان حركة المقاومة الإسلامية ـ حماس، ومع ذلك لم تجد هذه الحركة منهم سوى بيانات التضامن والتنديد بالإعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني منذ العام 1967، وأخشى اليوم أن تدعو الجماعة إلى إخراج مجاهديها من فلسطين إلى سوريا للجهاد…
العلامة والمستشار السعودي عبدالله بن سليمان العقيل، وهو يعتبر لديهم بمثابة مرصد أمين لأهم الشهادات التي وردت في الكتب والصحف العربية والأجنبية حول جهاد الاخوان، له كتاب بعنوان “صفحات من بطولات الإخوان في فلسطين”، وقد وصل في كتابه إلى العام 1948، وتوقف. وهذا الأمر لا يتحمل مسؤوليته، فالتاريخ الجهادي توقف هناك، وبدأ في بلاد أخرى، حسب التوجهات السياسية فيها، والتذبذب بات السمة الغالبة لقيادة فقدت البوصلة الواضحة وضوح الشمس ودائما تشير إلى فلسطين، كل فلسطين.
*عضو اتحاد كتاب وصحافيي فلسطين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.