إدانات دولية وعربية واسعة لتفجير بيروت

beirut-explosion

وكالة الأنباء الكويتية (كونا):
استيقظ لبنان اليوم على وقع جريمة نكراء راح ضحيتها وزير المالية الاسبق محمد شطح وستة اخرون فضلا عن 70 جريحا مستعيدا بذلك حلقة جديدة من مسلسل التفجيرات التي تستهدف امنه واستقراره وعيشه المشترك.
وتأتي عملية التفجير اليوم بعد نحو شهر ونيف من استهداف السفارة الايرانية في بيروت بتفجيرين انتحاريين أسفرا عن سقوط 23 قتيلا ونحو 150 جريحا من ضمنهم الملحق الثقافي الإيراني في لبنان.
وفي الوقت الذي واجه حادث التفجير موجة تنديد عالمية وعربية ولبنانية نصحت دول عدة من بينها الكويت والسعودية رعاياها بمغادرة لبنان بسبب تدهور الاوضاع الامنية.
ودان مجلس الأمن الدولي “بشدة” الهجوم وحذر من أنه يهدف الى زعزعة استقرار لبنان داعيا جميع اللبنانيين إلى مواصلة احترام سياسة النأي بالنفس والامتناع عن أي تدخل في الأزمة السورية.
وقال رئيس المجلس السفير الفرنسي جيرار ارو في بيان ان المجلس يكرر “إدانته القاطعة لأي محاولة لزعزعة استقرار لبنان من خلال الاغتيالات السياسية ويطالب بوضع حد فوري لاستخدام الترهيب والعنف ضد الشخصيات السياسية”.
وأكد ارو أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل “أحد أخطر التهديدات للسلام والأمن الدوليين وأن أي أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية لا يمكن تبريرها بغض النظر عن دوافعها أينما وقعت وأيا كان مرتكبوها”.
وبدوره دان السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون “بأشد العبارات” حادث التفجير مؤكدا عزم المجتمع الدولي على دعم امن واستقرار لبنان.
وقال انه “منزعج للغاية من الأعمال الارهابية المتكررة في لبنان والتي تشكل تهديدا خطيرا لاستقرار البلاد واللحمة الوطنية” مرحبا في الوقت نفسه بجهود السلطات اللبنانية وقوات الامن لمعالجة التحديات الأمنية وحماية لبنان من تأثير الأزمة في سوريا المجاورة.
كويتيا أعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية عن إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين لحادث التفجير الارهابي مؤكدا أن هذه الجريمة النكراء التي تنبذها كافة الأديان السماوية وتجرمها القوانين استهدفت أمن واستقرار لبنان ووحدته الوطنية وترويع الامنين فيه.
وناشد المصدر كافة أطياف الشعب اللبناني الشقيق ضبط النفس واللحمة والتكاتف في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها بلدهم معبرا عن قناعته بوعي الاشقاء وقدرتهم على تفويت الفرصة على من أراد بهم وبوطنهم السوء.
وجدد المصدر تأكيده لموقف دولة الكويت الثابت في نبذ الارهاب ومشاركتها المجتمع الدولي في العمل على وأده.
كما بعث رئيس مجلس الامة مرزوق علي الغانم ببرقية الى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري استنكر خلالها الانفجار معربا عن خالص التعازي وصادق المواساة بضحايا الانفجار متضرعا الى الله تعالى أن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل وأن يعم السلام والامان ربوع لبنان الشقيق.
وبدورها استنكرت المملكة العربية السعودية الحادث قائلة انها تابعت بقلق وانزعاج كبيرين التفجير الإرهابي الشنيع الذي شهدته بيروت هذا الصباح وذهب ضحيته عدد من الأرواح البريئة والمصابين.
وأضافت ان “المملكة إذ تستنكر بشدة هذا العمل الإجرامي الجبان فإنها في نفس الوقت تجدد دعوتها لكافة الأطراف اللبنانية بالاستماع إلى لغة العقل والمنطق وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية الضيقة التي ما فتئت تستنزف لبنان ومقدراته وتهدد أمن واستقرار شعبه”.
وأكدت السعودية ضرورة بسط سلطة الدولة وجيشها على الأراضي اللبنانية لإيقاف هذا العبث بأمن لبنان واللبنانيين.
ومن جهتها دانت الامارات “بشدة” حادث التفجير الارهابي مضيفة انه يستهدف وحدة لبنان واستقراره ويتناقض مع كل القيم الانسانية.
ودعت الامارات “القيادات السياسية اللبنانية إلى تفويت الفرصة على العابثين بأمن لبنان واستقراره وحمايته من تداعيات هذا العمل الاجرامي الذي يهدف الى الزج بلبنان في دائرة الفوضى والعنف”.
ومن جانبها أعربت دولة قطر عن ادانتها واستنكارها الشديدين للتفجير مشيرة الى انها تدين بشدة مثل هذه الاعمال الاجرامية التي تتناقض مع كل القيم الانسانية والتي من شأنها جر المنطقة الى الفوضى وعدم الاستقرار.
عربياً أيضاً دان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بشدة “التفجير الارهابي” معتبرا أن الاغتيال في هذا التوقيت يمثل “استهدافا لما عرف عن الوزير شطح من مواقف وطنية وفاقية معتدلة وانفتاح سياسي ودور مميز في الدفاع عن وحدة لبنان واستقلاله وسيادته”.
ودعا العربي جميع القيادات السياسية اللبنانية الى “اليقظة والحذر وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتفويت الفرصة على العابثين بأمن لبنان واستقراره ولحماية لبنان من تداعيات هذا العمل الاجرامي الهادف الى اشعال نار الفتنة والزج بلبنان في دائرة الفوضى والعنف”.
كما دانت مصر الانفجار مشددة على ضرورة كشف حقيقة من يقف وراءه بشكل سريع بما سيكون لذلك من دلالات هامة على المسار السلبي الذي يسعى منفذو هذه الجريمة لأن يجروا لبنان وربما المنطقة كلها إليه.
وقال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي ان الارهاب أيا كان مصدره والذي يعانيه لبنان ويضرب في أنحاء مختلفة بالمنطقة لن يؤدي إلى أي نتيجة باستثناء الدفع نحو مزيد من العنف والخراب واستنزاف الموارد بدلا من تعزيز التوجهات التنموية وهو ما يرفضه الشعب اللبناني بمختلف أطيافه والشعوب العربية وكل شعوب المنطقة.
وعلى صعيد متصل دانت تونس بشدة “الاعتداء الاثم والهجوم الارهابي” مؤكدة “تضامن تونس التام مع لبنان الشقيق ودعمها الكامل له في مواجهة هذه الاعمال الارهابية بما يحفظ أمنه واستقراره ووحدته الوطنية”.
دوليا دانت الحكومة البريطانية بشدة “التفجير الإرهابي” معربة عن التزامها الكامل بدعم استقرار لبنان ومساعدته في جهوده لوضع حد لثقافة اللاعقاب.
ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الى ضرورة تقديم المتورطين في هذا العمل “الإرهابي” الى العدالة معربا من جهة اخرى عن تعازي حكومة بلاده لأسر جميع القتلى والجرحى.
كما دان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند “الهجوم الجبان” الذي هز وسط بيروت داعيا “جميع الأطراف الى العمل من أجل الحفاظ على وحدة البلاد”.
وذكر بيان رسمي ان هولاند أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس اللبناني ميشال سليمان “جدد خلاله دعمه الكامل للجهود من أجل استقرار وأمن لبنان”.
وعلى صعيد متصل دانت اسبانيا بشدة التفجير “الارهابي” معربة عن دعم مدريد لشعب لبنان وحكومته في جهودها الهادفة الى حفظ السلام والاستقرار وضمان التعايش السلمي في المنطقة التي تشهد ضغوطا وتوترات خطيرة.
وأعرب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلاملي عن صدمته وحزنه الشديدين ازاء عملية التفجير مؤكدا أهمية مثول المسؤولين عن “العمل الإرهابي” والأعمال الأخرى المماثلة أمام العدالة.
وشدد على ضرورة “ضبط النفس في هذا الوقت العصيب والتفاف جميع اللبنانيين سويا دعما لمؤسسات الدولة والقوات الأمنية التي تسعى لحماية البلاد في هذا الوقت الصعب”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.