إدلب نحو الاحتراب الفصائلي.. تركيا تحضر لتصفية “الجماعات الريديكالية”!؟

وكالة أنباء آسيا:

تؤكد المعلومات التي حصلت عليها “وكالة أنباء آسيا”، أن كامل الفصائل المتشددة المنتشرة في محافظة إدلب وريف اللاذقية الشمالي، اتخذت أعلى حالات الجاهزية واتجهت نحو تبديل مقراتها الأساسية مع تشديد الحراسة الأمنية حول المقرات الحالية في محاولة منها لتجنب رد الفعل التركي الذي قد يأتي على شكل استهدافات مباشر لمواقع هذه الفصائل على رأسها “جبهة النصرة – حراس الدين – الحزب الإسلامي التركستاني”، بعد حادثة مقتل جنودها الثلاث التي أعلنت عنها يوم أمس موجهة الاتهام إلى ما أسمتها بـ “المجموعات الريديكالية”، في إشارة التقطها تنظيم “حراس الدين”، بسرعة، دافعا ببرائته من الاستهداف وعدم علمه به.

تؤكد المعلومات أيضاً أن قيادة تنظيم “جبهة النصرة”، الذي يتصدر المشهد في الساحة الإدلبية، وجه تحذيرا شديد اللهجة إلى قادته بضرورة اتخاذ تدابير “السلامة والحرص”، وأن يتم اتخاذ كافة التدابير اللازمة لتجنب الوقوع في فخاخ الاستخبارات التركية، خاصة وإن القوات التركية المنتشرة في ريف إدلب تمتلك عدداً كبيراً من “العملاء”، النشطين لصالحها فيما بين الفصائل المتشددة، ويتزامن ذلك مع قيام القوات التركية بإنشاء نقاط مراقبة جديدة في محيط الطريق “”، إذ إن استمرارية الفشل التركي في إلزام التنظيمات المتطرفة على تطبيق بنود “اتفاق موسكو”، قد تدفع تركيا نحو فتح معركة مباشرة ضد هذه التنظيمات، ليتم إنهاءها بما يتناسب وضرورة المرحلة القادمة، على أن تكون المناطق التي تنتشر فيها تركيا، مناطق لانتشار ما يسمى بـ “الجيش الوطني”، الذي كونته من خلال “ترويض”، مجموعة كبيرة من الفصائل المرتبطة بـ “الإخوان المسلمين”، كتنظيمات “أحرار الشام – حكرة نور الدين الزنكي – فيلق الشام – الجبهة الشامية”، وإذا ما ذهبت أنقرة نحو قتال “جبهة النصرة”، وبقية أجنحة القاعدة في شمال غرب سورية، فسيكون على “الجيش الوطني”، و “هيئة التحرير الوطنية”، أن يلعبا دور “رأس الحربا”، في هذا الهجوم، بما يجعل إدلب ساحة للاحتراب الفصائلي مرة جديدة.

وتقول مصادر محلية لـ “وكالة أنباء آسيا”، أن معظم القيادات الحالية لـ “الجيش الوطني”، و “هيئة التحرير الوطني”، بدأت خلال الأسبوع الماضي على نقل عوائلها إلى مناطق ريف حلب كـ “عفرين – جنديرس – الشيخ حديد”، ما قد يشير إلى أن “الجيش الوطني”، قد تلقى بالفعل أوامر بالتحضر للقتال ضد “النصرة”، وأخواتها، وقد لا يعدو مقتل الجنود الأتراك الثلاث سوى عاملاً مساعداً لتركيا في التعجيل باتخاذ القرار بالذهاب نحو تصفية الفصائل المتشددة، بما يجعل الرئيس “رجب طيب أردوغان”، يكسب الود الروسي من جهة، ويوجه ضربة موجعة لمعارضيه من الأحزاب التركية التي ترى في أن وجوده في سورية داعما للإرهاب وموظفا له، فمن يمتلك المصلحة في تنفيذ قصف على المواقع التركية في إدلب..؟

في الغالب فإن الفصائل المتشددة حاولت استهداف القوات التركية بهدف إسقاط “اتفاق موسكو”، متوقعة أن تذهب أنقرة نحو اتهام القوات السورية بخرق الاتفاق، إلا أن الأمر جاء مغايراً لحسابات هذه الفصائل، ومن الطبيعي أن تذهب أنقرة في مثل هذا التوقيت نحو محاربة الفصائل المتطرفة لكونها بحاجة لتثبيت الاتفاق الخاص بإدلب بما يمنحها المزيد من الوقت لحلحلة مجموعة من الملفات التي يحضر على رأسها تأمين الجنوب التركي من التحول إلى معاقل دائمة للتنظيمات المتطرفة التي ستجبر على الانسحاب من المناطق التي يتقدم إليها الجيش السوري من خلال العمليات العسكرية، في حال سقط الاتفاق بإنقضاء المهلة التي منحتها الحكومة الروسية لنظيرتها في أنقرة لتطبيق ما يلزم لإعادة فتح الطريق “”، والذي يربط بين العاصمة الاقتصادية لسورية الكائنة في حلب، والمنافذ البحرية، بما يساعد على إنعاش الاقتصاد السوري في وقت يبحث فيه الروس عن بدء قطاف الثمار الاقتصادية للتدخل في الحرب التي فرضت على سورية.

كما إن خلق نوع من “بطالة القتال”، لدى عناصر الفصائل المكونة لـ “الجيش الوطني”، بفعل تطبيق الاتفاق والذهاب نحو حلول مستدامة للأزمة السورية، سيدفع العناصر الذين يعانون حالياً من تأخر صرف رواتبهم عن الأشهر الأربعة الماضية، نحو المسارعة في البحث عن مصادر دخل ما قد يدفعهم لركوب وسائل النقل التركية نحو الأراضي الليبية، الأمر الذي يحقق لتركيا فوائد اقتصادية طويلة الأمد من خلال قطاف ثمار الفوضى التي تشهدها الساحة الليبية التي يبدو أنها تذهب نحو التعقيد أكثر.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.